نجحت ألمانيا في حفظ مجموعة من المخطوطات والكتب في مالي من خلال خطة سرية شارك فيها عدد من الدبلوماسيين، وانقذت برلين الكنز الثقافي من أيدي المتشددين الإسلاميين.

قدمت ألمانية مساعدة سرية عبر دبلوماسييها، من أجل إنقاذ مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات القديمة المكتوبة بخط اليد وحمايتها من أن تتلف على يد المتمردين الاسلاميين في مالي.
الأكاديمي عبد القادر حيدرة، أشرف على عملية الإنقاذ لتهريب 200 ألف مخطوطة إلى مكان آمن قبل إحراق المكتبة في تمبكتو على أيدي المتشددين، واستعان بخبراء ألمان وتمويل ألماني أيضاً لنقل المخطوطات والكتب وعددها 4000 كتاب.
في حين أن فرنسا أرسلت قواتها إلى البلاد لمحاربة المتمردين، عملت ألمانيا على إرسال الملحقين الثقافيين حاملين معهم صناديق التخزين الآمن للحفاظ على الأوراق الحساسة التي تعود إلى قرون وتحمل كتابات عن الدين والفلك والفلسفة.
وتمكن الخبراء الألمان، بالتنسيق مع حيدرة وعدد من المتطوعين، من حفظ المخطوطات قبل عودة المتمردين الذين اقتحموا تمبكتو في شهر نيسان/ أبريل الماضي وأرادوا مصادرة وإتلاف المواد فريدة من نوعها.
في نهاية المطاف، أحرق المتمردون مكتبة أحدم بابا في يناير/ كانون الثاني قبل ان ينسحبوا في مواجهة الزحف الفرنسي الذي تتقدمه قوات الحكومة المالية.
وعلى الرغم من أن ألمانيا تتحفظ عن أي عملية عسكرية وراء البحار، إلا أن السياسة الخارجية الألمانية تركز بشكل اساسي على العمل لحماية التراث الثقافي.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الألمانية لصحيفة الـ تايمquot; إن quot;الكتب والمخطوطات التي تم إنقاذها من التلف في مكتبات تمبكتو ومن جميع أنحاء البلاد، مخبأة الآن في مكان سري بعد أن تم تهريبها بشاحنات محملة بالخضار والفاكهةquot;، مشيراً إلى أن السلطات المالية طلبت مساعدتهم quot;لأننا معروفون بقدراتنا على الحفاظ على التراث الثقافي.
وكان يعتقد في البداية أن مالي فقدت معظم كنوز تمبكتو في أعمال التخريب الثقافي التي دفعت بطالبان بتدمير تماثيل بوذا العملاقة التي تعود إلى القرن السادس في باميان في أفغانستان. ويحتفظ بالكثير من الأوراق المالية في مكتبتين في تمبكتو، فيما يبقى البعض الآخر في المنازل الخاصة، وفقاً للتقاليد المحلية، والتي عمل الألمان أيضاً على نقلها لحمايتها من المتمردين.
وقال غيدو فيسترفيله، وزير الخارجية الالماني، ان المانيا ستواصل مساعدة الأكاديميين في مالي للحفاظ على تراث البلاد الثقافي أثناء وبعد الصراع، مضيفاً: quot;من حسن الحظ اننا تمكنا من إنقاذ أكثر من 200 ألف مخطوطة في تمبكتوquot;.
وأضاف: يسرني أننا تمكنا من حماية جزء كبير من هذا الكنز الثقافي. الآن نحن بحاجة للحفاظ عليه من أجل الأجيال القادمةquot;.