بينما قام مسلحون إسلاميون في مدينة تمبكتو المالية بتدمير مقابر وأضرحة مرتبطة بالصوفية خلال عام 2012، توجد بعض المخطوطات القديمة التي لم تتعرّض لتهديدات مباشرة، لكن البعض بدأ يعرب عن تخوفه من وصول الدور إليها مستقبلاً.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: استهلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تقريرًا لها في هذا الصدد بنقلها عن شخص يدعى بوباكار صديق، وهو ناسخ يعمل في ورشة صغيرة منوطة بهذا المجال على حافة مدينة تمبكتو، قوله quot;أنا الناسخ الوحيد في جيلي الذي مازلت أعمل هناquot;.

ثم مضت الصحيفة تنوه بأنه لم يعد موجوداً هناك، حيث لاذ بالفرار نحو العاصمة باماكو في شهر نيسان/ أبريل الماضي، بعدما غمرت أعمال العنف الجزء الشمالي من البلاد.

ويفرض المسلحون الإسلاميون الآن سيطرتهم على مدينة تمبكتو بقوة السلاح، وهو الأمر الذي يهدد مستقبل البلاد، وكذلك يشكل تهديداً للتحف الفنية التي ترتبط بماضيها الثري.

علقت الصحيفة من جانبها على تدمير الإسلاميين خلال الصيف الماضي أضرحةً وقبورًا مرتبطة بالتيار الصوفي الإسلامي بقولها إن هذا الشعور بانعدام القانون بات أمراً مثيراً للقلق في تمبكتو.

ومضت تنقل عن عبد القادر حيدرة، وهو متخصص في فهرسة المخطوطات، ومدير واحدة من أكبر مكتبات الأسرة في تمبكتو، قوله: quot;لقد سبق للإسلاميين أن قالوا إنهم لا يريدون تدمير المخطوطات. لكنّ أناساً آخرين من الممكن أن يستغلوا ذلك الموقف، وأن يستفيدوا منه عن طريق مهاجمة تراثنا المهمquot;.

تابع حيدرة بقوله إن هناك ما يقرب من 180 ألف مخطوطة تعود إلى القرون الوسطى في تمبكتو، وأنها تغطي موضوعات بدءًا من التفسير القرآني وانتهاءً بالفلسفة والرياضيات والقانون. وتم الانتهاء حتى الآن من فهرسة حوالي 23 ألف مخطوطة.

وأكمل حيدرة حديثه بالقول: quot;كانت تمبكتو واحدة من أوائل المدن الأفريقية الإسلامية. فقد أتى الإسلام من تونس والجزائر والمغرب وكذلك إسبانيا، ومن ثم أتت العلاقات عبر العائلات التي توطدت من جديد هنا، وكذلك الروابط والعلاقات التجاريةquot;.

سبق للرحالة العربي حسن بن محمد الوزان الفاسي المعروف باسم quot;ليون الأفريقيquot; أن زار تمبكتو في أوائل القرن السادس عشر وقال عنها: quot;هناك الكثير من القضاة والأطباء والكتّاب، وجميعهم مموّل بشكل جيد من جانب الملك، الذي يكرّم العلماءquot;.

وأضاف الفاسي quot;وكانت تباع هناك الكثير من الكتب المكتوبة بخط اليد، والتي كانت تأتيهم من بلاد البربر، والتي كانت تدرّ دخلاً أكثر من الدخل الذي تحققه أية بضاعة أخرىquot;. وعاود صديق، الذي تعلم كثيرًا من جوانب النسخ من عمّه، ليقول: quot;إذا وجدت أن النص مثير للاهتمام، فإنك ستحاول حفظه. وهو ما فعلته مع القرآن. وكلما قرأت، كلما تعلمتquot;.