اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم أن إنفراد الأغلبية الشيعية في الحكم يشكل خطرًا على البلاد وتأجيل إنتخابات مجالس المحافظات المقررة الشهر المقبل إجراء خاطئ، منتقدًا رشوة الناخبين بالأموال والهدايا من أموال الدولة، فيما تقرر مفوضية الانتخابات اليوم الخميس موقفها من طلب حكومة الأنبار المحلية تأجيل انتخاباتها إلى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة فيها.


لندن: شدد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم على أن العراق لا يمكن أن يدار من طائفة أو قومية أو جماعة أو حزب واحد لأن العراق لكل العراقيين داعيًا الشريك الأكبر في إشارة إلى الشيعة الذين يشكلون أغلبية بين العراقيين إلى تحمل المسؤولية الأعظم في التعامل مع الشركاء الاكراد والسنة وتطمينهم وإشعارهم بسلوكه بالشراكة الحقيقية الضامنة لوحدة الوطن.

وأكد أنه مع التحول إلى مبدأ الأغلبية الممثلة فيها المكونات الأساسية للشعب العراقي وليس مع غالبية اللون الواحد التي لا تستطيع التقدم بالبلاد وانما ستعرضها إلى المخاطر، متمنيًا من وزراء ونواب القائمة العراقية والتحالف الكردستاني المقاطعين لجلسات مجلسي الوزراء والنواب العودة إليهما ليأخذوا دورهم في حل الإشكاليات ووضع الحلول المطمئنة إلى جميع العراقيين.

وأشار الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية بحضور جمع غفير من أبناء العاصمة إلى أنّ الوزراء والنواب هم من أهل البيت العراقي والحلول لا تأتي إلا من داخل البيت، مؤكدًا حرصه على تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة وفق الدستور والقانون على طريق تحقيق الشراكة والألفة لبناء العراق سياسيًا وتنمويًا في أجواء مليئة بالمحبة والإخاء بين مكوناته.

وأشار الحكيم إلى أنّ وجود ظروف استثنائية في بعض المحافظات دليل إضافي محفز للإسراع باجراء الانتخابات وليس تأجيلها في إشارة إلى قرار الحكومة المحلية في محافظة الأنبار الغربية تأجيل انتخاباتها بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية التي تشهدها.

وحذّر من أن قبول تأجيل الانتخابات في بعض المحافظات التي تشهد مشاكل، سيعطي ذريعة للمسؤول الذي فشل في خدمة ناخبيه بافتعال الأزمات مع قرب الانتخابات للحفاظ على منصبه.. حاثًا الجميع على التحلي بروح التعجيل والمشاركة في الانتخابات بدل تأجيلها ومقاطعتها. وقال إن الأنظمة الديمقراطية تغيّر من داخلها وليس من خارجها ولا يمكن التفكير في تغيير النظام الديمقراطي من خارجه.

ودعا الحكيم المرشحين الذين سيتنافسون خلال انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 20 من الشهر المقبل إلى بذل قصارى جهدهم في النزول إلى الشارع والتعريف بأنفسهم وبرامجهم ورؤاهم.

وناشد المواطنين الذهاب إلى صناديق الاقتراع ومنح الثقة للأكفاء المتواجدين في القوائم الكفؤة والمنسجمة، مبينًا أن انتخابات مجالس المحافظات ترسيخ للبنية التحتية للواقع الديمقراطي بانتخاب الخط الأول للسلطة باعتباره أكثر الخطوط تماسًا مع المواطن.

وأعرب عن أسفه لقيام بعض المرشحين بتقديم المنح والهدايا إلى الناخبين من أموال الدولة، مشيرًا إلى توقيت افتتاح بعض المشاريع مع موعد الانتخابات في عملية دعائية لكسب الناخبين.. مؤكدًا أن الشعب العراقي لا يخدع بهذه الحركات الاستعراضية ويستهجنها.

وعن الخلاف بين حكومتي بغداد واربيل حول المصادقة على الموازنة العامة للعراق للعام الحالي بدون موافقة الاكراد، فقد دعا الحكيم إلى ضرورة استمرار المفاوضات بين الطرفين للاتفاق على التزامات الحكومة الاتحادية تجاه الشركات النفطية العاملة في كردستان والتزامات حكومة كردستان تجاه الحكومة الاتحادية.

وأوضح أن ملف النفط في كردستان سيوفر 7 مليارات دولار للعراق مؤكداً أن النفط ثروة وطنية لكل الشعب العراقي والنفط لا يخص الشعب الكردي لوحده وإنما يهم الشعب العراقي وعائداته تعود لخزينة الدولة العراقية سواء كان النفط من كردستان أو البصرة أو ميسان أو كركوك.

وجاء انتقاد الحكيم لقرار حكومة الأنبار المحلية تأجيل انتخاباتها في وقت قالت المفوضية العليا للانتخابات إنها تسلمت خطابًا من مجلس محافظة الأنبار يطالبها فيه بتأجيل انتخاباتها بسبب الاضطرابات التي تشهدها. وقال مصدر في المفوضية إن مجلسها سيبحث اليوم الخميس خلال اجتماع لمجلس المفوضين هذا الطلب والرد عليه بشكل رسمي بالقبول أو الرفض.

وكان مجلس محافظة الأنبار قرر الاثنين الماضي تأجيل الانتخابات المحلية في المحافظة بسبب الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها واستهداف المرشحين إلى الانتخابات في عمليات اغتيال اودت بحياة ثلاثة منهم لحد الآن.