من المتوقع أن يخضع الطلاب المتهمين بتدنيس القرآن في جامعة آل البيت الأردنية للتحقيق بعد إصدار المدعي العام لمحافظة المفرق مذكرة توقيف بحقهم.
عمان: تنشغل الأوساط الأردنية منذ أيام بقضية تدنيس القرآن التي تورطت بها مجموعة من الطلاب في جامعة آل البيت الحكومية، التي اتهمت الأسبوع الماضي بتمزيق القرآن وتدنيسه داخل الحمامات، وسط تضارب في الروايات حول القضية بانتمائهم إلى quot;عبدة الشيطان،quot; فيما تم توقيفهم للمحاكمة أمام القضاء.
وأصدر المدعي العام في المحافظة الخميس مذكرة توقيف بتهمة quot;إهانة الأديان والعبث بدور العبادة،quot; استنادا إلى شكوى رسمية قدمها طلبة آخرون، ومن المتوقع أن يبدأ التحقيق مع خمسة طلاب على مقاعد الدراسة الجامعية في جامعة آل البيت الحكومية الواقعة في محافظة المفرق (شمال شرق البلاد) مطلع الأسبوع.
وتباينت ردود الفعل بشأن الحادثة التي شابها الكثير من الغموض، بين استياء مراقبين من تهويل القضية وعدم التحقق من تفاصيلها، وبين إصدار التيار السلفي الجهادي بفتوى هدر دم مجموعة الطلاب لقيامهم بتدنيس القرآن، نشرها زعيم التيار محمد الشلبي الملقب بأبوسياف.
ورفض عميد شؤون طلبة الجامعة الدكتور موسى بني خالد رفضا تاما الفتاوى التي خرجت عن بعض التيارات الإسلامية بهدر دم الطلبة، مؤكدا أن القضية الان هي بيد القضاء وان الجامعة شكلت لجنة أيضا داخلية للتحقيق. وقال بني خالد إن quot;القصة كانت مفاجئة جدا لنا ولا يوجد للان دليل قاطع يربط بين الحادثة والطلبة المشتبه بهم، والتقينا بأهاليهم في المركز الأمني ونصحناهم بعدم عودتهم للجامعة في الوقت القريب.quot;
وبعد حادثة تدنيس القرآن في جامعة آل البيت، عثرت الجهات المختصة في محافظة المفرق، شمالي الأردن، على نسخ لمصحف في أكثر من مسجد بالمحافظة. وأعلنت مديرية الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية حالة من الاستعداد والتيقظ لمثل تلك التصرفات حيث شكلت الوزارة لجان تحقيق للوقوف على الاعتداءات الاخيرة على المصاحف في المساجد الى جانب تشكيل لجان مراقبة داخل المساجد لتعقب اي شخص تظهر عليه بوادر الانتماء الى جماعة (عبدة الشيطان) أو يحاول الاعتداء على المساجد او المصاحف.
بالمقابل، استهجن معتصم السيوف والد أحد الطلبة الموقوفين، الحملة الإعلامية المضخمة في القضية، قائلا إن ابنه بدر طالب في السنة الاولى في الجامعة. وأشار السيوف لـ quot;سي ان انquot;إلى عدم رغبة العائلة بإثارة الموضوع وقال: quot;إن بدر فوجئ باعتداء مجموعة من الطلبة عليه بمجرد سؤاله عن معرفته للأربعة الموقوفين الآخرين على ذمة القضية .
وصرحت عائلات عدد من الموقوفين من الطلبة برفضها التشهير بأبنائهم دون إثبات عبر وسائل الإعلام المحلية، فيما تقدم عدد منهم بشكاوى رسمية للمركز الوطني لحقوق الإنسان احتجاجا على ما قالوا إنه إساءة معاملة خلال التوقيف والتشهير بهم.
ومن جهته قال الخبير الدستوري والقانوني الدكتور ليث نصراوين: quot;إن المادة 14 من الدستور الأردني، تنص على أن الدولة تحمي حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقا للعادات المرعية في المملكة ما لم تكن مخلة بالنظام العام أو منافية للآداب.quot;
التعليقات