يناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما مع المسؤولين الإسرائيليين الملفين السوري والإيراني، في زيارة يغلب عليها الطابع الأمني، أما في الملف السياسي وعملية السلام فسيكون أوباما مستمعًا فقط.

الكثير من الملفات الشائكة في انتظار الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وصل الى اسرائيل صباح اليوم في جولة تستغرق ثلاثة ايام لمعالجة قضايا تتراوح بين الأزمة السورية وإيران وعملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط.
زيارة أوباما الى تل أبيب تحمل آمالاً بإحياء محادثات السلام، التي تصبح مهمة شاقة على نحو متزايد لا سيما بعد سيطرة اليمين على الحكومة الائتلافية الاسرائيلية، الذي ليس لديه الطموح لإعادة فتح المفاوضات مع الفلسطينيين.
في الوقت الذي ارتفعت فيه اللافتات المرحبة بوصول أوباما، ألقى الفلسطينيون في بيت لحم الأحذية على ملصق عملاق للرئيس الأميركي، مطالبين بوضع نهاية لبناء المستوطنات في الضفة الغربية. وكان البيت الابيض حريصاً على التقليل من شأن أي احتمال لتحقيق انفراج السلام، إذ قال أوباما في وقت سابق هذا الاسبوع ان هدفه الوحيد هو quot;الاستماعquot; إلى القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.
بسبب عدم زيارته إسرائيل خلال فترة ولايته الأولى، انخفضت شعبية أوباما في استطلاعات الرأي الإسرائيلية. لكن رحلته اليوم سوف تبدأ مع رحلة إلى بطارية quot;القبة الحديديةquot; للدفاع الصاروخي التي تمولها الولايات المتحدة، في خطوة رمزية لتأكيد الضمانات الأمنية الأميركية لإسرائيل.
وتحضر على طاولة البحث خلال زيارة أوباما أيضا التهديدات التي يشكلها البرنامج النووي الايراني والحرب الأهلية في سوريا.
وقال داني أيالون، نائب وزير الخارجية السابق وسفير اسرائيل الى الولايات المتحدة، إن تزايد الخطر الإيراني يجعل من زيارة أوباما أكثر أهمية من تلك التي أجراها جورج بوش في عام 2008 أو بيل كلينتون في التسعينات.
quot;توقيت هذه الزيارة أمر بالغ الأهمية. خلف الأبواب المغلقة سيبحث نتنياهو وأوباما جميع القضايا الهامة بالتفصيل. أولاً وقبل كل شيء إيرانquot;، قال أيالون مضيفاً: quot;هذه فرصة ليس فقط للتأكد من أننا نسير على الخط نفسه ، بل أيضاً لمناقشة الطوارئ التشغيلية.quot;
وسيلتقي أوباما بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، يوم الخميس، محلقاً فوق المستوطنات الإسرائيلية التي كان قد طلب التوقف عن بنائها بعد انتخابه في العام 2008.
حتى الآن، ترفرف الأعلام الأميركية والاسرائيلية في شوارع القدس استعداداً لاستقبال أوباما وكذلك اليافطات التي تتباهى بـ quot;التحالف غير القابل للكسرquot;.
وكانت الاستعدادات جارية لأسابيع من أجل استقبال الرئيس، فيما حلقت طائرات الهليكوبتر يوم الاثنين فوق مطار جفعات رام في القدس لأكثر من ثلاث ساعات، للتمرين على الرحلة التي سوف تنقل أوباما من مطار تل أبيب.
في فندق الملك داود، الذي سيستقبل أوباما وفريقه، تم إعداد الجناح الملكي الذي نزل فيه بوش خلال زيارته في العام 2008.
وأكدت إدارة الفندق في حديث مع صحيفة الـ quot;تليغرافquot; ان الفندق مستعد لاستقبال أوباما وأن المأكولات التي طلبها الوفد المرافق تم تسليمها الى مطابخهم.
وسيتم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الفندق أمام حركة المرور العامة، على ان يتم إغلاق عدد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى متحف إسرائيل، ياد فاشيم، حيث سيزور اوباما النصب التذكاري لضحايا المحرقة اليهودية ومقر إقامة رئيس الوزراء.