انكشف أمر اتفاق سرّي بين الصين وباكستان، تتولى الأولى بموجبه بناء مفاعل نووي جديد، يمكن فيه إنتاج رؤوس حرية جديدة. ومن المتوقع أن تقف أميركا صلبة في وجه هذا الاتفاق.


توصلت باكستان والصين إلى اتفاق رسمي في الشهر الماضي لبناء ثالث مفاعل نووي في منطقة تشاشما، في إقليم بنجاب الباكستاني، وهو ما قالت عنه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه ينتهك وعود بكين بموجب اتفاق دولي مناهض للأسلحة النووية.

وبحسب ما ذكر مسؤولون دبلوماسيون واستخباراتيون أميركيون، تم التوقيع على هذا الاتفاق السرّي في بكين، خلال زيارة قام بها وفد من لجنة الطاقة الذرية الباكستانية بين 15 و18 من شباط (فبراير) الماضي.

مثير للجدل
بموجب الاتفاق الباكستاني الصيني، ستقوم شركة الصين الوطنية النووية، التي تديرها الدولة، ببناء مفاعل بقدرة 1000 ميغاوات في منطقة تشاشما، التابعة لإقليم بنجاب في شمال باكستان، حيث سبق أن تم هناك الانتهاء من بناء مفاعلين نوويين صينيين.

وأطلقت الحكومة الصينية في الشهر الماضي إشعارًا داخليًا للمسؤولين في مؤسستها النووية والقادة السياسيين الإقليميين لحثهم على تجنب أي تسريبات لمعلومات ذات صلة بالصفقة النووية، التي تتوقع بكين أن تكون مثيرة للجدل، طبقًا لما نقلته صحيفة واشنطن فري بيكون الأميركية عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أنه يتم التحضير لصفقة المفاعل الجديد هذه منذ سنوات عدة، ودفعت الجهود الحكومية الأميركية رفيعة المستوى إلى منع الصفقة بسبب مخاوف من احتمالية أن تساهم في دعم برنامج الأسلحة النووية الذي تمتلكه باكستان.

رأس جديد
معروف أن شركة الصين الوطنية النووية هي المنتج الرئيس للسلاح النووي في الصين، وسبق أن ربطت المخابرات الأميركية بينها وبين برنامج السلاح النووي الباكستاني.

كما أشارت تقارير استخباراتية أميركية حديثة إلى أن الصين، التي سبق لها تزويد باكستان بتقنيات وبيانات خاصة بتصميم الأسلحة النووية، تقوم حاليًا بتحديث ترسانة إسلام آباد النووية. ويقال إن التعاون على صعيد الأسلحة سينطوي على تطوير رأس حربي جديد لترسانة صواريخ باكستان المتنامية، وتقديم المساعدات في ما يتعلق بإعادة معالجة الوقود النووي المستنفذ.

وأفاد تقرير أصدرته خدمة أبحاث الكونغرس في 13 من شباط (فبراير) الماضي بأن ترسانة باكستان النووية ربما تتألف من حوالى 90 إلى 110 رؤوس حربية نووية، وقد تكون أكبر من ذلك.

كما نبه التقرير إلى أن إسلام آباد تقوم في الوقت الحالي بإنتاج مواد انشطارية، إضافة إلى مرافق الإنتاج ذات الصلة، ونشر مركبات توصيل إضافية. وأكد التقرير أن تلك الخطوات قد تُمَكِّن باكستان من إدخال تحسينات من حيث الكم والنوع على ترسانتها النووية.

واشنطن ستعترض
لم يسبق لإدارة أوباما أن ناقشت علنًا في الماضي التعاون النووي القائم بين الصين وباكستان، تجنبًا لإحباط جهود الولايات المتحدة السرية ضد الإرهاب الإسلامي في المنطقة.

وتم قصر التعاون النووي بين بكين وإسلام آباد على كونه نتيجة للجهود التي تبذلها واشنطن للظفر بالدعم الصيني للعقوبات التي يتم فرضها على إيران بسبب برنامجها النووي المحظور.

وستقوّض أيضًا صفقة المفاعل الجديد مجموعة موردي المواد النووية، وهي رابطة طوعية ليست لديها آليات إنفاذ، وينظر إليها باعتبارها أداة رئيسة في الجهود التي تبذلها إدارة أوباما لمنع انتشار الأسلحة النووية. ويتوقع أن تعترض واشنطن على صفقة مفاعل تشاشما الجديد خلال اجتماع مجموعة موردي المواد النووية في حزيران (يونيو) المقبل.