بات بالإمكان مرة أخرى في السعودية افتتاح أندية نسائية صحية بعدما أعادت وزارة الداخلية السماح بمنح التراخيص، ولكن وفق شروط يراها البعض معقدة، في وقت تتجاوز طموحات السعوديات مجرد فتح أندية صحية إلى السماح لهن بممارسة الرياضة بشكلها الاحترافي بعيداً عن القيود.


الرياض: أعادت وزارة الداخلية السماح بالشروع في منح تراخيص للأندية النسائية الصحية، بعد فترة منعت فيها ذلك لدراسة أوضاع المراكز القائمة، في أعقاب اكتشاف جملة من الممارسات الخاطئة والمخالفة في آلية عملها.

لكن تشريع الوزارة لن يسمح بمنح التراخيص دون أن يسبق ذلك جملة من الخطوات، إذ سيتم إجراء اتصالات بين 4 جهات حكومية؛ هي وزارات الشؤون البلدية والقروية، العمل، الصحة، إلى جانب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لوضع ضوابط محددة قبل إعطاء التراخيص، بما يضمن القضاء على المخالفات المكتشفة في أوقات سابقة.

وذكرت تقارير سعودية، أن موافقة وزارة الداخلية تأتي بعد تدارسها مع عدة جهات حكومية لتنظيم أنشطة المساج والأندية الرياضية النسائية، كاشفة أن التوصيات التي تم التوصل إليها خلال درس الموضوع، قضت بضرورة السماح بافتتاح أندية نسائية ومراكز وصالات رياضية خاصة بالنساء، ووضع ضوابط لها، لحاجة النساء لمثل هذا النشاط.

وشددت عضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا العريض، على أهمية الأندية الصحية والرياضية معاً في حياة المرأة، مشيرة إلى أن التوجه لمنح تراخيص جديدة أكثر انضباطاً وتنظيماً، يعد دعما إضافيا للنساء.

وأضافت: quot;أي توجه يدعم صحة المواطن، سواء أكان رجلا أو امرأة، يعد أمرا إيجابيا وضروريا، وتحتاج إليه هذه الفئة بالتأكيد، وأعتقد أن الأندية الرياضية قد تؤدي بعض المطلوبquot;.

وسبق أن دعا البعض إلى افتتاح أندية رياضية نسوية، تتيح للفتيات ممارسة الألعاب الرياضية، وإقامة منافسات رسمية، لما لذلك من فوائد على مختلف المستويات.

كما قدم مجلس الشورى توصية سابقة، من لجنة شؤون الشباب والأسرة في المجلس، بإنشاء أندية رياضية نسائية، تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف المناطق وفقا للضوابط الشرعية، على خلفية مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية كافة الدول الأعضاء بتحقيق هذا المطلب في موعد أقصاه عام 2010 والتهديد بتجميد عضوية الدول التي لا تقيم أندية رياضية نسائية.

وطبقاً لتقارير صحافية فإن ثلث السكان في السعودية مصابون بالسمنة، وتقدر نسبة النساء السعوديات المصابات بالسمنة بنحو 25 بالمئة، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً خطيراً ينبغي أن يتبعه جملة من القرارات، لعل من بينها السماح بافتتاح الأندية النسوية، وتسهيل الإجراءات الكفيلة بذلك.

وفيما ينحصر الحديث بين السعوديات عن وجوب السماح بتسهيل افتتاح الأندية الصحية، فإن ثمن مطالب بفتح المجال أمام الفتيات السعوديات لنيل حقوقهن بممارسة الرياضة بمفهومها الاحترافي، خصوصاً بعد مشاركة المملكة لأول مرة بفتاتين في اولمبياد لندن الأخير.

وتشهد مدينة جدة على وجه الخصوص حراكاً متنامياً للرياضة النسائية، حيث تقام بين الحين والآخر بطولات نسائية بشكل دوري في مجالي كرة القدم وكرة السلة، كما تحظى رياضة الفروسية بنصيب لا بأس به من الاهتمام.

يذكر أن لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى السعودي أوصت خلال مناقشة التقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب للعام المالي 1427 /1428، بتشكيل لجنة فنية رياضية متخصصة لتقويم مسيرة الرياضة في المملكة.

كما أوصت بإعادة إشراف الرئاسة على الأنشطة الثقافية في الأندية، والتوسع في أنشطة البرامج الشبابية، فيما أكدت التوصية الرابعة على اعتماد إنشاء أندية للصم في مناطق المملكة، بعد أن بين التقرير وجود ناديين رياضيين للصم فقط في المملكة وهما مستأجران.