هاجم رئيس أساقفة كانتربري السابق الحكومة البريطانية ورئيسها متهمًا إياهم بتحريض العلمانيين على المسيحيين، بعد استطلاع أكد تصاعد الامتعاض الشعبي من قرار الحكومة بتشريع زواج المثليين، إلى قرارات أخرى صنفوها تصب في صالح العلمانية.


القاهرة: قال جورج كاري، رئيس أساقفة كانتربري السابق، إن كثيرًا من المسيحيين بدؤوا يَشُكّون بالفعل في صدق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بشأن تعهده بحماية حرياتهم. ووجه كاري اتهامات مباشرة للوزراء بالمساعدة والتحريض على التمييز ضد المسيحيين، مشيرًا إلى أنه يعتقد بوجود نهج علماني عدواني وراء خطط الحكومة الخاصة بإجازة زواج المثليين، وبأن رئيس الوزراء قام أكثر من أي زعيم سياسي خلال الفترة الأخيرة بتغذية مشاعر القلق التي تراود المسيحيين.

هجوم علماني

وكشف استطلاع رأي جديد عشية عيد الفصح عن أن أكثر من ثلثي المسيحيين يشعرون بأنهم يشكلون الآن جزءًا من أقلية مضطهدة، فاستند كاري إلى هذا الاستطلاع ليطالب الحكومة بأن بذب المزيد من الجهود لتظهر التزامًا حقيقيًا بتعهداتها لحماية الديانة المسيحية.

وأوضح الاستطلاع أن مرتادي الكنائس بدؤوا يشعرون بشكل متزايد بأن الحريات الدينية تتعرض للهجوم من جانب العلمانية. وقال منتقدون أن أحكام القضاء الصادرة ضد مسيحيين يريدون ارتداء الصلبان بأماكن العمل، وكذلك الإجراءات القانونية التي تمنع إقامة الصلاة قبل اجتماعات المجالس، أمور دفعت الناس إلى الشعور بأنهم مهمشون.

وعبّر كاري في مقال نُشِر له بصحيفة دايلي ميل البريطانية، عن قلقه من الدعم الحكومي الواضح للحملة التي يتبناها النائب العمالي كريس بريانت، لتحويل كنيسة سانت ماري اندركروفت البرلمانية، التي تم إنشاؤها قبل 700 عام، إلى غرفة صلاة متعددة الأديان يمكن لمثليي الجنس أن يتزوجوا فيها.

بريطانيا غير مسيحية

ثم وجه كاري انتقاداته إلى رئيس الوزراء، فقال: quot;يلتبس علي الموضوع، حين أسمع رئيس الوزراء يحض القادة الدينيين على التصدي للعلمانية العدوانية، بينما تساعد حكومته هذا العدوان وتحرض عليه في كل خطوة تقوم بهاquot;. وأشار الاستطلاع نفسه إلى تصاعد الامتعاض من قرار الحكومة بإضفاء الشرعية على زواج مثليي الجنس، بالرغم من تمتع الكنيسة الانغليكانية بحماية القانون.

ولفتت صحيفة دايلي ميل في هذا الإطار إلى أن استمرار تقدم العلمانية على هذا المنواليعني أن بريطانيا لن تكون دولة مسيحية بحلول العام 2030.

وأفادت أن عدد المسلمين ارتفع طوال السنوات الستة الماضية بنسبة 37 بالمئة، ليصل إلى 2.6 مليون مسلم في بريطانيا، بينما ارتفع عدد الهندوس بنسبة 43 بالمئة، والبوذيين بنسبة 74 بالمئة. كما أظهرت إحصاءات حديثة أن عدد الأشخاص الذين اختاروا أن يطلقوا على أنفسهم صفة مسيحيين انخفض أكثر من 4 ملايين شخص طوال عقد كامل بعد العام 2001. وتبين أن أقل من 6 بين كل 10 أفراد يصفون أنفسهم بأنهم مسيحيون.