عرسال لا تهدأ، فالخطف بينها وبين آل جعفر يومي، وطائرات السوريين تقصف جرودها، لكنها تريد وأد الفتنة، فاجتمع أهلها وجمعوا 150 ألف دولار لدفع فدية حسين جعفر، المخطوف في الأراضي السورية المتاخمة، واستعادة أولادهم المخطوفين.


بيروت: تعود عرسال البقاعية اللبنانية لتجذب الأنظار، مرة بعمليات الخطف المتبادلة مع عشيرة آل جعفر، وأخرى بتعرض أطرافها لقصف الطيران السوري الحربي والمروحي. الأكيد أن عرسال، التي تناصر بمعظمها تيار المستقبل والثورة السورية، تدفع ثمن خيارها السياسي من جهة، وتواجه غياب الدولة الذي فسح المجال أمام أعمال خرق القانون من جهة ثانية.

قبل أسابيع، خطف حسين كامل جعفر بينما كان في منطقة جرود عرسال. الحقيقة تكمن في إحدى روايتين، تقول أولهما إن مجموعة من الجيش هي التي خطفته، بينما تشير رواية آل جعفر إلى أن أفرادًا من عرسال خطفوه وسلّموه إلى الجيش الحر. ومنذ ذلك الوقت، بدأت عمليات الخطف والخطف المضاد بين العراسلة والجعافرة.

الفدية دفعت

في آخر التطورات، أفادت الأنباء أن وفدًا من الجيش اللبناني توجه إلى منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لتسلّم جعفر حين الافراج عنه ونقله إلى المنزل. وكانت مصادر متقاطعة أشارت إلى أن لجنة من أهالي عرسال وصلت إلى المناطق السورية حيث ستتسلم المخطوف.

وتعليقًا على التطورات أوضح علي الحجيري أن الأمور تتجه للحل قبل نهاية اليوم، وعلى آل جعفر القيام بدورهم أيضًا. وقال لـquot;إيلافquot;: quot;دفعنا فدية إبن جعفر، وقدرها 150 ألف دولار، وننتظر الافراج عنه خلال الساعات المقبلة، كما نتوقع منآل جعفر الافراج عن كل المخطوفين لديهمquot;.

لا ضمانات حتى الآن بانتهاء عملية التبادل على خير، فالحجيري يقول: quot;نحن نقوم بدورنا ودفعنا المال لتفادي الأسوأ، وعليهم أن يقوموا بدورهم، مع أننا لم نتلقَ أية ضمانات، لكن هل يجرؤون على استبقاء المخطوفين لديهم إذا أطلق ابنهم؟ وهل نلعب معهم؟ لا أعتقد ذلكquot;.

تعاون أهالي عرسال

رأى الحجيري أن الأمور كانت ذاهبة إلى الحلحلة، وأن ما جرى الخميس من عمليات خطف جديدة زاد الأمور تعقيدًا. قال: quot;بعد أن ندفع الفدية، سيجري تبادل للمخطوفين برعاية رئيس المخابرات وقائد الجيش، ونعوّل كثيرًا على دور الجيش وستهدأ الأمورquot;.

ورفض الحجيري التعليق على الأنباء التي أشارت إلى أن فدية إطلاق حسين جعفـر خفضت إلى 140 الف دولار. قال: quot;فليتحدث من يشاء، وليقل ما يريد، نحن نقوم بدورنا ونفعل ما بوسعنا، وأنا تلقيت اتصالاً من حسين جعفر على رقم مجهول، وتبلغت منه أن قيمة الفدية 150 ألفًا، وأهالي عرسال دفعوا المبلغ كله لأن التعاون ضروري لتلافي ذهاب الأمور إلى الأسوأ، فالفتنة تلوح في الأفق ونحن نريد دفنهاquot;.

وفي أحدث العمليات، سجل مساء الخميس خطف خمسة أشخاص في عرسال. وأتى الرد بعد وقت قصير إذ خُطف ثلاثة آخرون من سكان عرسال على طريق يؤدي إلى بعلبك، حيث مضارب عشيرة آل جعفر.