أسامة مهدي: تصاعدت خلال الساعات الأخيرة حملة استهداف مرشحي الانتخابات العراقية، التي ستجري السبت المقبل، حيث أعلنت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي عن استهداف مرشحتين لها من قبل مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص باتجاههما، مما اسفر عن إصابتهما بجروح.

وقال الناطق الرسمي فلاح القيسي باسم ائتلاف العراقية إن quot;يد الغدر امتدت مرة أخرى لاستهداف ائتلاف العراقية الوطني الموحد وهذه المرة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث اطلقت قوى الغدر والجريمة النار على مرشحتي العراقية عواطف محمد صالح وعواطف عباس قمبر مزعل في حي المعلمين في محافظة كربلاءquot;.

وأضاف القيسي في تصريح صحافي مكتوب، تلقته quot;إيلافquot; اليوم الخميس، أن quot;ائتلاف العراقية الوطني الموحد يستغرب ويستنكر محاولات الاغتيال هذه وغيرها من المحاولات التي تقع تحت بصر الحكومة ومن دون أن تكترث أو تبالي، وكأنها غير معنية بحماية الشعب العراقي وحماية الانتخاباتquot;.

وأشار إلى أن quot;رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يحكم من خلال وزارة شراكة، وهي بعيدة كل البعد عن هذا التوصيف ضمن حملته الانتخابية الشرسة التي اتسمت بالتأجيج الطائفي والمناطقي، وصف المواطنين الخارجين في تظاهرات سلمية في محافظات غربية وشمالية للمطالبة بالحقوق المشروعة بأنهم متمردون، فهذا ولله أقبح الكلام بحق الشعب المظلوم، وهو يعبّر عن عدم احترام أو اكتراث لمظلوميتهquot;.

وقال إن تصريحات المالكي quot;الاستفزازية هذه تتزامن مع السماح بتداعي الأوضاع الأمنية وسقوط المئات من الشهداء من العراقيين بسبب الهجمات الإرهابية وبعض المليشيات المسلحةquot;. وقد اعتبرت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن عمليات استهداف مرشحي الانتخابات تندرج ضمن التصفيات الحزبية، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الاستهدافات ستؤثر على شعبية القوائم الانتخابية.

وقال عضو اللجنة حاكم الزاملي في تصريح صحافي إن quot;التقارير الاستخبارية التي ترد إلى اللجنة حول استهداف المرشحين تشير إلى أن هناك شقين، الأول هو جانب المجاميع الإرهابية وتنظيم القاعدة ومن لا يؤمن بالعملية السياسية، والآخر هو تصفية حزبية انتخابية، وخصوصًا ما لاحظناها في مناطق معينة في صلاح الدين ونينوى وديالى والأنبارquot;.

يذكر أن محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى وبغداد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة مصرع وإصابة حوالى 15 مرشحًا للانتخابات المحلية، معظمهم ينتمون إلى القائمة العراقية بزعامة علاوي، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العديد منهم بعد تلقيهم تهديدات، كما استقال العشرات من موظفي مفوضية الانتخابات من عملهم في الإشراف على الانتخابات إثر تلقيهم تهديدات مماثلة.

ويصوّت العراقيون السبت لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات في أول انتخابات منذ رحيل القوات الأميركية عن البلاد في نهاية عام 2011، تمثل اختبارًا لاستقرار أوضاع البلاد السياسية والأمنية.

والانتخابات الحالية هي الأولى منذ الانتخابات البرلمانية، التي جرت في مطلع عام 2010، وتشكل اختبارًا لمستوى شعبية المالكي، الذي يخوض تنافسًا مع شركائه السياسيين في حكومته، والذين يتهمونه بالتفرد بالسلطة والتراجع عن الاتفاقات.

ويقدر عدد العراقيين، الذين يحق لهم التصويت السبت، بحوالى 13 مليون ونصف مليون، في الانتخابات التي يتنافس فيها أكثر من ثمانية آلاف مرشح للفوز بـ378 مقعدًا.