وصلت مغامرة أراد فيها صقلّي عاطل تلقين قس كنيسته laquo;درسا صغيراraquo; الى نهاية مأساوية إذ دفع فيها هذا الأخير حياته ثمنا لها. لكن القاتل نفسه يقول إن الضحية هو المسؤول عما حدث له بسبب لسانه الطويل.


لندن: اعترف ايطالي من صقلية كانت الشرطة قد ألقت عليه القبض بتهمة قتل قسيس كنيسته المحلية، بأنه مرتكب الجريمة، وبرر فعلته هذه بأنه ماعاد قادرا على تحمل المزيد من مواعظه الدينية التي حمّله فيها شخصيا وزر المجتمع.

وكان ميخيلي دي ستيفانو، وهو قسيس كنيسة قرية صغيرة في غرب صقلية تسمى اوماري، يستغل مواعظه ليوجه سهام نقده الحاد الى ما يسميه laquo;الأعمال المنكرة التي يقوم بها شباب المنطقةraquo;. وصار واضحا للجميع أنه يستند في نقده هذه الأعمال الى laquo;الاعترافاتraquo; الكنسية التي يلقيها عليه أفراد رعيته من زوار كنيسته.

وتبعا للصحافة البريطانية التي تناقلت الخير فلم يكن القس العجوز حريصا على إخفاء هويات laquo;المعترفينraquo;، رغم أن الأهالي نبهّوه مرارا الى تحاشي الإفشاء عن الأسرار التي يتلقاها بحكم مقامه الديني وأصحابها. لكنه لم يستمع الى النصح إما إمعانا في إحراج laquo;الآثمينraquo; أو بسبب laquo;سرحانهraquo; نتيجة تقدمه في العمر.

وذات ليلة عُثر عليه قتيلا في فراشه داخل غرفته بحرم الكنيسة، وقالت الشرطة إنه توفي متأثرا بجراح تلقاها من ضربه تكرارا بعصا مجرفة وجدت الى جانب جثته. وقادت التحقيقات الى اعتقال شاب عاطل يدعى انتونيو إنكانديلا، فاعترف بأنه القاتل.

وقال في معرض دفاعه عن نفسه إنه أراد تلقين القس laquo;درسا صغيرا لا يُنسىraquo; بعد إلقائه موعظة تحدث فيها عن laquo;السوس الذي ينخر عظام المجتمعraquo;. وقال إنكانديلا إنه شعر بأن القس كان يستهدفه شخصيا بتلك الموعظة، لأنه كان قد اعترف له ببعض laquo;التجاوزات الهيّنةraquo; التي لا تضر أحدا.

وقالت وكالة الأنباء الإيطالية laquo;آنساraquo; إن الشاب القاتل سارع الى القول إنه لم يقصد قتل القس. وتبعا له فقد دخل الى غرفته ليلا وكان يظن أنه ينهال بالضرب على ساقيه، لكن الظلام منعه من رؤية أنه كان يسدد ضرباته الى رأسه بدلا عن ذلك... وهذكا تحول laquo;الدرس الصغيرraquo; الى جريمة قتل بأكملها.

وعندما تبيّن لإنكانديلا، وهو أب لطفل واحد، المدى الذي انتهت اليه مغامرته أعمل قريحته في مخرج له فسرق بطاقات القس البنكية حتى يبدو الأمر وكأنه وقع بدافع النهب المنزلي.

ومع ذلك فيبدو أنه لم يستطع مقاومة الدخول عير الباب الذي فتحته له حقيقة أنه صار مالكا لبطاقات القس البنكية. لكنه نصب بذلك الفخ لنفسه بنفسه، إذ وجد أن عناصر الشرطة تحيط به عندما حاول للمرة الأولى استخدام البطاقات لسحب نقود من صرّاف آلي.