أعلنت الرئاسة المصرية طبع كتاب quot;إنجازات الرئيس في 300 يومquot;، ما اثار غضب الشارع والمعارضة، اللذين لا يريان من إنجازاته إلا ما كان في صالح الاخوان وحدهم، إلى جانب إنجازات من عصر مبارك والعسكر ينسبها مرسي لنفسه.
القاهرة:تنتاب الشارع المصري حالة من السخط الشديد بعد إعلان الرئاسة طبع خمسة ملايين نسخة من كتاب quot;إنجازات الرئيس في 300 يومquot; وتوزيعها مجانًا على المواطنين، من خلال قصور الثقافة على مستوى الجمهورية.
تم إعداد هذا الكتاب بمعرفة أمانة الإعلام في حزب الحرية والعدالة، مؤلف من 120 صفحة مقاس A4، وكلفة طباعة الخمسة ملايين نسخة تصل إلى 50 مليون جنيه، شاملة الغلاف والتوزيع.
ويتزامن هذا الإعلان مع حالة من الاستهجان تعم الشارع المصري حول أداء الرئيس محمد مرسي منذ وصوله للحكم، إذ ترى المعارضة أن إنجازات الرئيس quot;صفرquot;، فقد فشل في حل أزمات الانفلات الأمني في الشارع، ووقف نزيف التراجع في الاقتصاد المصري، ورفع مستوى معيشة المواطن. فقد زادت الأسعار وتراجعت قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.
خمسون إنجازًا
أوضح الدكتور فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي في حزب الحرية والعدالة، أن لمرسي إنجازات واضحة في الفترة القصيرة الماضية منذ توليه الحكم، وصلت إلى أكثر من 50 إنجازًا، لكن المعارضة سبب رئيس في إحساس المواطنين بعدم وجود إنجازات للرئيس، من أجل إظهاره دائمًا بصورة المتخاذل.
اضاف: quot;أهم إنجازات الرئيس تتمثل في إسقاط المجلس العسكري وحله وإنهاء حكم العسكر لمصر للمرة الأولى منذ ستين سنة، وإلغاء الإعلان الدستوري المكبل الذي وضعه المجلس العسكري، وإعفاء 41 ألف فلاح من ديون تقدر بـ109 ملايين جنيه، وزيادة معاش الضمان الاجتماعي بمبلغ 100 جنيه ليصبح 300 جنيه بدلًا من 200 جنيه ليستفيد منها 1,5 مليون مواطن، وإنشاء ديوان المظالم لتلقي شكاوى المواطنين وحل ما يزيد عن 70 بالمئة منها، والتغلب على مشكلة طوابير الخبز وأزمة أنابيب الغاز الطبيعي في معظم المحافظات، وتثبيت 17 آلاف عامل في التأمين الصحي، وتشكيل لجنة تقصي حقائق خاصة بجمع الأدلة حول قتل الثوار كشفت عن أدلة جديدة، وسحب 26 مليون متر مربع من الأراضي شمال غرب خليج السويس من المستثمرين غير الجادين وإعادة طرحها بسعر السوق، وسحب ما يزيد عن 41 مليون متر مربع في شرق بورسعيد، وتوقيع عقد مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس على مساحة ستة كيلومترات، بما يوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل، وهو من أكبر المشاريع في خطة الرئيس للنهضة، كما سيتم البدء في مشروع المليون وحدة سكنية، وقد بدأ بالفعل تنفيذ مشروع المليون مخبز لإنتاج رغيف عيش صحي وسليمquot;.
أين الانجازات؟
يرى الدكتور طارق سباق، سكرتير مساعد حزب الوفد، أن فترة مرسي في الحكم حتى الآن بلا إنجازات واضحة أو ملموسة، يشعر بها المواطن البسيط، quot;وجماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة تتحدثان عن إنجازات وهمية، فالرئيس لم ينفذ شيئًا مما وعد به في المائة يوم الأولى، المتعلقة بأزمات النظافة والمرور والانفلات الأمني في الشارع، كما فشل في وضع حد أدنى وأقصى للأجور، ووقف نزيف التدهور الاقتصادي للبلاد، حتى الوعود بكادر خاص للمعلمين والأطباء لم يتم تنفيذها حتى الآن، وقرار إلغاء الديون عن الفلاحين لم ينفذ هو أيضًاquot;.
وقال سباق لـquot;إيلافquot; إن مؤسسة الرئاسة تعتبر توقيع اتفاقيات اقتصادية مع الدول إنجازات رغم أننا لم نر شيئًا ملموسًا جراء توقيع هذه الاتفاقيات، quot;كما أن الرئيس لم ينفذ وعوده بشأن حقوق شهداء ثورة يناير فلجنة تقصي الحقائق التي يعتبرها الإخوان إنجازًا للرئيس لم تقدم دليلًا واحدًا يكشف هوية قتلة الثوار، بل صدرت في عهد الرئيس مرسي أحكام ببراءة جميع رموز النظام البائد، وقريبا سوف نرى مبارك طليقًاquot;.
لصالح الجماعة
قال الدكتور حسام مؤنس، المتحدث باسم التيار الشعبي، لـquot;إيلافquot;: quot;لم يحقق مرسي إنجازًا واحدًا من مطالب الثورة، بل يحسب له تحقيق إنجازات لصالح جماعة الإخوان المسلمين فقط، عن طريق تعيينهم في الوزارات والمحافظين، ما دون ذلك فإنجازات الرئيس صفر، بشهادة الغالبية العظمى من الشعب المصري، بدليل المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة أو عودة الجيش لإدارة شؤون البلاد مرة أخرى، بانقلاب عسكري على الرئيس وجماعتهquot;.
أضاف: quot;أداء مرسي أدخل البلاد في معارك سياسية قسمت الشعب بقرارات غريبة، مثل الإعلان الدستوري المكمل، وطرح الدستور للاستفتاء من دون إجماع وطني، وتجاهل المعارضة على طريقة النظام السابق، والفشل في تحسين مستوى المعيشة بعد كشف وقوع الشعب في فخ مشروع النهضة الوهميquot;.
وهم وتلاعب مكشوف
أوضح جورج إسحاق، عضو جبهة الإنقاذ، أن جميع المشروعات التي أعلن عنها الإخوان وهمية مثل مشروع المليون وحدة سكنية، والمليون مخبز، quot;بل إن كتاب إنجازات الرئيس يتضمن مشروعات تم تنفيذها في عهد مبارك والمجلس العسكري مثل العلاوة الاجتماعية بنسبة 15 بالمئة، التي أقرها المجلس العسكري، وليس الرئيس مرسيquot;.
وأضاف إسحاق لـquot;إيلافquot;: quot;كشف مستشارو الرئيس الذين قدموا استقالتهم، وآخرهم المستشار جادالله، فشل مرسي في إدارة البلاد، وتنفيذه قرارات مكتب الإرشاد، وطالما أن للرئيس أكثر من 50 إنجازًا، فلم المطالبة بإستقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور هشام قنديل؟quot;.
ووجه إسحاق حديثه لمرسي قائلًا: quot;الشعب يريد إنجازات على أرض الواقع بعيدًا عن إنجازات الكتب والفضائيات، فهذا أسلوب الحزب الوطني المنحل، والآن يدرك الشعب الحقائق جيدًا، ولا يمكن التلاعب به مرة أخرىquot;.
التعليقات