تتوالى حوادث انتحال رجال إيرانيين صفة الإمام المهدي المنتظر، حتى ازدحمت السجون الإيرانية بنحو ثلاثة آلاف من هؤلاء، بينهم من فعلها استغلالًا لضعف الناس، وبينهم عرّافون ومجرمون ومرضى نفسيون.


اعتقلت السلطات الإيرانية في وقت سابق من هذا العام عشرين رجلًا، زعم كل منهم في حوادث متفرقة أنه المهدي المنتظر، إمام الشيعة، الذي يقولون إنه سيعود ليملأ الدنيا عدلًا، بعد أكثر من ألف عام قضاها مختفيًا.

وأعلن موقع الكتروني، مصدره مدينة قم الإيرانية المقدسة، أن هؤلاء الرجال منحرفون وعرّافون ومجرمون عاديون، كانوا يستغلون بسطاء الناس من أجل المال والاسترزاق خلال أعياد السنة الفارسية الجديدة في آذار (مارس) الماضي.

واعتقل رجال الأمن العديد من هؤلاء quot;المنتظرينquot; المزيّفين في باحة مسجد في قرية جمكران قرب قم. وكانت القرية بوصفها مكان ظهور المهدي لاقت رواجًا كبيرًا، بفضل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي قدم إلى مسجد القرية 10 ملايين دولار حين تسلم الرئاسة في العام 2005.

تداعيات الأزمة الاقتصادية
لعل أزمة إيران الاقتصادية أسهمت في زيادة عدد الأشخاص، الذين يدّعون ظهورهم لإنقاذ البشرية، وعدد النساء اللواتي يدّعين أنهن زوجات المهدي.

ونقلت مجلة إيكونومست عن شيخ سابق في الحوزة الدينية في طهران قوله: quot;إن الناس لن يصدقوا مثل هؤلاء الأشخاص في أجواء منفتحة، حيث يستطيعون أن ينتقدوا الحكومةquot;، مشيرًا إلى غالبية الإيرانيين ما زالت تتلقى كل أخبارها من التلفزيون الرسمي ومن صحف رسمية أو مزكاة من الحكومة.

وكان مهدي غفاري، الخبير في شؤون الحوزة الدينية، أكد في وقت سابق أن في السجون الإيرانية أكثر من ثلاثة آلاف مهدي منتظر مزيف.

وأوضحت طبيبة نفسية في طهران أن عقدة المهدي عقدة شائعة، ونقلت عنها إيكونومست قولها: quot;في كل شهر، نستقبل شخصًا على الأقل مقتنعاً بأنه المهدي المنتظر، وذات مرة راح رجل يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب، فلم أتمالك نفسي من الضحك، فغضب وقال لي إنني لستُ محجّبة بطريقة صحيحة، ولا أحترم صاحب الزمانquot;، وهو أحد ألقاب الإمام المهدي.

هالة نجاد
وكانت أشهَر القضايا في هذا السياق قضية آية الله بروجردي، الذي حُكم عليه بالسجن 11 عامًا في العام 2007، بعدما ادّعى بأنه المهدي المنتظر.

ومثله مثل العديد من المهديين المزيفين، أُجبر بروجردي على نبذ ما قاله على شاشة التلفزيون، معترفًا بأنه خالف أحكام الجمهورية الإسلامية.

والمعروف أن نجاد وصف إدارته بأنها حكومة الإمام الغائب، وفي آذار (مارس) قال أمام لفيف من السفراء الإيرانيين المعيّنين حديثًا أن يعتبروا أنفسهم وكلاء المهدي.

وبعد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2005، جرى تداول شريط فيديو يظهر فيه نجاد وهو يقول لرجل دين إيراني كبير إن زعماء العالم سُحروا خلال كلمته بهالة حول رأسه وضعها المهدي نفسه.