فيما تشارك القوات العراقية في إنقاذ مواطنين حاصرت قراهم في جنوب العراق سيول الأمطار القادمة من إيران، أعلن عن مقتل 4 اشخاص وانهيار 100 منزل إضافة إلى سدين وجرف مئات الالغام الأمر الذي أدى إلى محاصرة مئات القرى وسط مطالبات بإعلان المنطقة منكوبة.


لندن: أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعليماته إلى الأجهزة الأمنية والجهد الهندسي لإغاثة القرى والمدن التي تعرضت لسيول الأمطار.

ووجّه المالكي الجهد الهندسي للقوات المسلحة وطيران الجيش بإغاثة القرى والمدن التي تتعرض إلى سيول الأمطار التي ضربت المناطق الجنوبية. كما أوفد وزير حقوق الانسان والزراعة وكالة محمد شياع السوداني إلى محافظتي ميسان وواسط لتقييم الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين ومساكنهم وما أصاب المحاصيل الزراعية ووجّه بتقديم التعويضات اللازمة لهم.

وتقوم قوات الجيش وفرق الدفاع المدني والهلال الاحمر حاليا بعمليات لإنقاذ العوائل من السيول في محافظتي واسط (170 كم جنوب بغداد) و ميسان (365 كم جنوب بغداد) المحاذيتين للاراضي الإيرانية.

وتشهد عشرات القرى والمناطق الريفية في المحافظتين نزوح المئات من العوائل بعد أن اجتاحت قراهم مياه السيول جراء تساقط الأمطار الغزيرة. وقد قطعت السيول الطريق السريع الرابط بين الكوت والعمارة عاصمتي المحافظتين حيث غرقت سيارات وفاض هور الشويجة وهو هور موسمي يتشكل من الأمطار الموسمية والذي يمتد من مدينة الكوت إلى قضاء علي الغربي شمال محافظة ميسان.

انهيار سدين ودعوات لإعلان المنطقة منكوبة

وما زاد الامر خطورة هو الاعلان اليوم عن انهيار سد quot;إجلاتquot; في قضاء علي الغربي شمال العمارة في محافظة ميسان بسبب السيول القادمة من جبال إيران وهي السدة الثانية التي تنهار جنوب العراق خلال يوم واحد بعد انهيار سدة الوترية وسط دعوات إلى الحكومة العراقية إلى اعلان المنطقة منكوبة.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي في واسط اليوم عن انهيار 100 منزل ونزوح نحو 300 عائلة شرقي الكوت بسبب انهيار سد الوترية بين واسط وميسان. وأشارت إلى أن مياه السيول ما زالت تحاصر عددًا من القرى التي يصعب الوصول إليها إلا من خلال استخدام الطيران الجوي.

وقد أدى تدفق سيول قوية قادمة من المرتفعات الإيرانية في انهيار السدين وحوالى 100 منزل ما استدعى إخلاء 300 عائلة في المنطقة. وتقوم فرق جمعية الهلال الاحمر العراقية حاليا بتقديم المساعدات ومواد الإغاثة والأطعمة فيما تم إسكان العائلات النازحة في عدد من المدارس ورياض الأطفال.

ولا تزال مياه السيول القادمة من المرتفعات الإيرانية تحاصر عددا من القرى في محافظة واسط وقضاء علي الغربي التابع لمحافظة ميسان يصعب الوصول إليها إلا من خلال استخدام الطيران الجوي.

مقتل 4 أشخاص بينهم طفلان وجرف ألغام على الحدود

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي عن مصرع أربعة أشخاص بينهم طفلان نتيجة سقوط منازلهم جراء الأمطار والسيول حيث شهدت بعض المحافظات الجنوبية خلال اليومين الماضيين ومنها الناصرية وميسان والكوت اضافة إلى اطراف بغداد إلى حدوث أمطار غزيرة ما ادى إلى غرق شوارعها وتلف بعض المحاصيل الزراعية.

وقال الأمين العام المساعد للجمعية محمد الخزاعي أن 98 عائلة تضررت نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى منازلها، لافتًا إلى تواصل جهود الاغاثة التي يشارك بها الجيش بهدف إخلاء العوائل التي تحاصرها المياه في أطراف قضاء الصويرة التابع لمحافظة واسط. وأشار إلى تعرض 150 عائلة في محافظة ميسان جنوب العراق إلى اضرار كبيرة بسبب الأمطار والسيول بينها انهيار 39 منزلا تم اخلاء ساكنيها واسكانهم في المساجد والمدارس.

خطط طوارئ

كما تسببت السيول والأمطار بجرف عدد كبير من الالغام في منطقتي الشيب والطيب الحدوديتين مع إيران حيث تقوم فرق الهلال الاحمر بإجراء دراسة ميدانية حول هذه الالغام بغية وضع علامات تحذيرية. وأدت السيول القادمة من إيران أيضا إلى إتلاف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية ومحاصرة المزارعين الذين يجري إخلاؤهم بالطائرات المروحية.

ومن جانبها، تقوم وزارة البيئة بالتنسيق مع وزارة الدفاع ممثلة بالهندسة العسكرية ووزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني بوضع خطة طوارئ للسيطرة على الالغام والمقذوفات الحربية التي جرفت بمياه السيول القادمة عبر الحدود الإيرانية باتجاه محافظة ميسان.

وقد استنفرت دائرة شؤون الالغام في وزارة البيئة فرقها الفنية لتقديم المسوحات المطلوبة في تحديد مواقع تواجد هذه الالغام ليتم معالجتها من قبل الجهود الفنية في الهندسة العسكرية والدفاع المدني في محافظة ميسان.

يذكر أن عدة مدن وقرى تابعة لمحافظتي واسط وميسان تتعرض منذ الخميس الماضي إلى هطول أمطار غزيرة تسببت بفيضانات وسيول قادمة من إيران اجتاحت الاحياء السكنية والمزارع والحقول المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير كما تسببت بنفوق عدد كبير من قطعان الماشية.