دكا: أقفلت بنغلادش 18 مصنعًا للنسيج لاسباب تتعلق بالسلامة بعد انهيار مبنى من تسعة طوابق يضم مشاغل حياكة ما اودى بحياة اكثر من 800 شخص، على ما اعلن وزير النسيج الاربعاء.
وقال الوزير عبد اللطيف صديق للصحافيين quot;تم اقفال ستة عشر مصنعا في دكا واثنين في شيتاغونغquot; ثاني كبرى مدن البلاد، موضحا ان مصانع اخرى ستقفل في اطار تعزيز التدابير الامنية. وهي اول عمليات اغلاق قررتها السلطات منذ وقوع الكارثة التي اعتبرت الاكثر دموية في التاريخ الصناعي للبلاد.
واعلن الجيش البنغالي الاربعاء ان حصيلة اسوأ كارثة شهدها القطاع الصناعي في بنغلادش تجاوزت 800 قتيل بعد العثور على عشرات الجثث الاخرى بين انقاض مبنى كان يضم مصانع النسيج وانهار قبل اسبوعين قرب دكا.
وصرح الناطق باسم الجيش اللفتنانت مير رابي ان quot;الحصيلة بلغت الان 803 قتلىquot; بينهم 790 شخصا عثر عليهم تحت الانقاض و13 توفوا في المستشفيات متأثرين بجروح اصيب بها في الحادث.وقال جنرال يشرف على عمليات الاغاثة ان الحصيلة مرشحة للارتفاع. وكان مبنى رانا بلازا الواقع على مسافة ثلاثين كيلومترا من دكا يأوي معامل تنتج ملابس للشركات الغربية خصوصا منها البريطانية بريمارك والاسبانية مانغو.
وافادت معلومات سابقة ان المبنى كانت فيه ثمانية طوابق لكن مسؤولا عن التحقيق تحدث عن تسعة طوابق. وكان يعمل في المبنى عندما انهار في 24 نيسان (ابريل)، اكثر من ثلاثة الاف عامل وعاملة وقد لوحظت فيه تصدعات عشية الحادث.
واعلنت السلطات نجاة 2437 شخصا من الحادث. واكد مسؤول في التحقيق ان ارتجاجات مولدات كهربائية كبيرة قد تكون تسببت في انهيار المبنى. واعتقل نحو 12 شخصا بينهم مالك المبنى واصحاب مصانع الثياب.
وقال البريغادير صديق العالم سيكدر إن الرافعات والجرافات بلغت انقاض الطابق الثالث لمبنى رنا بلازا وان الرائحة الكريهة المنبعثة مما تبقى من الطوابق السفلى تدل على ان هناك جثث اخرى عالقة تحت الانقاض.
واضاف quot;نعتقد اننا سنجد مزيدا من الجثث لاننا لم نبلغ بعد الطوابق السفلى، انتهينا من العمل بسبعين في المئةquot;. لكنه اوضح ان عدد الضحايا في الطوابق الارضي والاول والثاني قد يكون كبيرا جدا لانها كانت تاوي محلات تجارية ومصارف تفتح الساعة التاسعة، اي تقريبا ساعة وقوع الكارثة.
وعثر على 150 جثة في مدارج المبنى، لان بعض العمال حاولوا الهرب عبثا من الطوابق التي كانوا فيها لكن رانا بلازا انهار في خمس دقائق ولم يترك فرصة للهرب.
وافاد بعض مسؤولي الاغاثة ان بعض الجثث المنتشلة من الانقاض فقدت كل اعضائها بينما عثر على جثث اخرى في حالة انحلال كبيرة يصعب معها التعرف على اصحابها، موضحين ان الرائحة تفرض على رجال الانقاذ حمل قناع واستعمال مواد مزيلة للروائح.
وسلطت هذه الكارثة الاضواء على quot;مصانع البؤسquot; في قطاع النسيج الذي يعتبر من اسس اقتصاد بنغلادش حيث يتقاضى العمال احيانا اقل من ثلاثين يورو في الشهر ويخضعون الى وتيرة عمل لا تطاق في ظروف امنية غير كافية.
وقد اسفر حريق نشب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مصنع نسيج عن مصرع 111 شخصا. وخشية ان تحجم شركات الماركات الغربية عن التعامل مع المنتجين البنغاليين اعلنت الحكومة الاثنين تشكيل لجنة تحقيق كلفت تفقد الاف مصانع النسيج بحثا عن المباني المتصدعة.
وقد اعلنت الحكومة مثل ذلك بعد حريق تشرين الثاني (نوفمبر) لكن انتقدت عمليات التفتيش على انها غير كافية لتحسين ظروف الامن.
التعليقات