كشفت الأحداث الأخيرة في سوريا عن حالة من عدم الاستقرار، قد تشكل خطرا محتملا من انتقال النزاع إلى لبنان والعراق، على خليفة مشاركة حزب الله علنا في القتال إلى جانب قوات الأسد، واحتدام النزاع الطائفي المستمر في العراق.


القاهرة: يبدو أن الخيار القبيح بالنسبة لما يمكن أن يتمخض عنه الصراع المشتعل في سوريا لم يأت بعد، ففي ظل تشابك واختلاط الأوراق، دون أي وضوح يذكر، لكل ما يجري هناك من تخطيط وتسليح وكر وفر من الداخل والخارج، يبدو أن الأسوأ هو القادم بالفعل.

وهو ما أبرزته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها بهذا الخصوص، موضحةً أن الأيام القليلة الماضية كشفت عن حالة عدم الاستقرار التي قد تُحدِثُها الحرب السورية في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. فبعد الغارات التي شنتها إسرائيل، اعترف حزب الله بأن قواته تحارب جنباً إلى جنب مع تلك القوات الخاصة بالرئيس السوري، بشار الأسد، وأن سوريا ستردّ بتسليح مقاتلي الحزب تسليحاً كاملاً.

وبينما يشارك حزب الله في تأمين جبهة الرئيس بشار الأسد من ناحية البحر، وبينما تحتدم التوترات بين حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي يهيمن عليها الشيعة وبين المتظاهرين في المحافظات السنية، فلُيس من الصعب أن تمتد نيران هذا الصراع المشتعل ليشمل ثلاثة دول هي العراق وسوريا ولبنان.

ورجحت الصحيفة أن تكون الخسائر الناجمة عن ذلك أسوأ بكثير مما هو حاصل الآن. ولعل هذا ما جعل تقول إن أوباما ربما كان محقاً في رفضه الاستسلام لضغوط بريطانيا وفرنسا، المتعلقة بخطوة تسليح الثوار، وللقيام بدلاً من ذلك بمحاولة أخرى من أجل التوصل إلى تسوية بوساطة دولية مع المسؤولين في روسيا.

وفي وقت بدأ يخسر فيه الجيش السوري الحر الأرضية، وربما كذلك التماسك الذي كان يميز صفوفه، بعد أن بدأت تنضم وحدات كاملة لتنظيم quot;جبهة النصرةquot; الإسلامي المسلح بشكل أفضل، والذي تربطه علاقات بتنظيم القاعدة، يبدو واضحاً أن العسكرة المنضبطة عن طريق منح أسلحة بطريقة التنقيط لتغيير توازن القوى لن تكون مجدية.
وتابعت الصحيفة بقولها إنه ورغم فقدان قوات الأسد لسيطرتها على جزء كبير من الأراضي، إلا أنها لا تزال محتفظة بتماسكها، بفضل القوة المدمرة الضخمة التي تمتلكها، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ما يدلّ على أن الأسد لن يكون متواجداً في غضون عام.

وهو الأمر الذي جعل كل الدول تقف إلى جوار جماعات المعارضة من خلال خيارين، كليهما ليس بالسهل، حيث الاختيار بين الحل العسكري والمساعي الدبلوماسية.

والحقيقة هي أن المجتمع الدولي يواجه خيارين قبيحين وقاسيين: أولهما اللجوء بشكل كامل للخيار العسكري من خلال فرض مناطق حظر طيران، وتزويد المعارضة بأسلحة ثقيلة تحتاجها، أو عدم التصعيد، كما ذكر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

ومضت الصحيفة تقول إن العمل على تأجيج ذلك الصراع يبدو خياراً أقل جاذبية، لأن ما سينتج عن ذلك سيتجاوز في النطاق ما سبق أن حدث في العراق. حيث ستزداد أعداد القتلى اليومية بشكل كبير. وستضطر روسيا وإيران لتزويد الأسد بأسلحة ثقيلة.

أما بالنسبة للخيار الثاني وهو المتعلق بعدم التصعيد، فسينطوي على سلسلة طويلة من التسويات، وهو ما سيعني منع بلدان الخليج من تسليح المعارضة، لأنه وبدون الإقدام على تنفيذ تلك الخطوات، سيكون من الصعب التوصل لأية حلول على الصعيد السياسي.