اسلام اباد: دافع بطل الكريكت السابق عمران خان اثناء حملته الانتخابية باصرار عن فكرة الحوار مع طالبان لتحقيق السلام في باكستان، لكنه قد يصطدم بعد وصوله الى السلطة في شمال غرب البلاد معقل المتمردين بواقع اشد خطرا مما كان يتوقع.
وكان زعيم حركة الانصاف الكاريسمي الذي يحظى بدعم شعبي كبير دعا الى quot;تسوناميquot; في الانتخابات العامة التي جرت السبت، لكن الموجة الكبرى لم تعم كل باكستان بل اقتصرت على ولاية خيبر بختونخوا الاستراتيجية (شمال غرب).
ففي هذه المنطقة الفاصلة بين العاصمة اسلام اباد وافغانستان ملجأ المقاتلين الاسلاميين منذ زمن طويل، حصلت حركة الانصاف على عدد كبير من النواب المنتخبين.
وبات حزب عمران خان على رأس المجلس الاقليمي حيث ابعد اسرا محلية وحقق الفوز بفضل وعوده خاصة منها ضمان امن المنطقة عبر الحوار مع طالبان، وخطابه الشديد النبرة ضد عمليات قصف الطائرات الاميركية بدون طيار في المناطق القبلية المجاورة.
وسيكون عمران خان عضوا في البرلمان الفدرالي في اسلام اباد وسيترك حزبه الذي لا يملك اي خبرة حكومية، يتسلم مقاليد هذه المنطقة الفقيرة والمضطربة والتي تعاني من اعتداءات طالبان الباكستانية التي تخوض حربا مفتوحة ضد الحكم الباكستاني الذي لا تعتبره quot;اسلامياquot; بشكل كاف.
وحركة طالبان الباكستانية التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة ارتكبت الغالبية الكبرى من 700 هجوم تقريبا --الانتحارية بمعظمها-- والتي اسفرت عن مقتل نحو ستة الاف شخص في سائر ارجاء البلاد منذ العام 2007.
وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود quot;انه وضع بالغ الدقةquot; لان الجيش يرفض اي تسوية مع حركة طالبان الباكستانية من جهة ولان عمران خان يقول انه يريد اجراء quot;محادثاتquot; معها من جهة اخرى.
ولخص الوضع بقوله quot;لا يمكن ان يقاتل الجيش من جهة ويبدأ عمران خان نوعا من الحوار من جهة اخرىquot;، مستطردا quot;وما هي مصلحة حركة طالبان الباكستانية في بدء حوار مع الحكومة المحليةquot;.
واكد المتحدث باسم المتمردين احسان الله احسان ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان حركته quot;لم تحدد سياستها بعدquot; وستنتظر ان تبدأ الحكومات الجديدة مهامها، على الصعيد الوطني والولايات، قبل ان تعلنها.
وكانت محاولات سابقة للحوار قد فشلت في العامين 2005 و2007. وكانت الحكومة والجيش وقعا مع حركة طالبان الباكستانية اتفاقات سلام. لكن طالبان كانت في كل مرة تستغل انسحاب الجيش لتعيد تشكيل قواها.
وقال المحلل عمير جواد quot;عندما ستصبح حركة الانصاف في الحكم في خيبر بختنخوا ستدرك انه للحد من اعمال العنف عليها ان تقوم باعمال عنف.. وهي مقاربة يرفضها الحزب اليومquot;.
وتوقع سيف الله خان محسود الاخصائي في الحركات المسلحة في شمال غرب باكستان ان quot;تدرك حركة الانصاف بسرعة الواقع، بان مواقف طالبان تتناقض مع مواقف اي حكومةquot;.
في المقابل مع تسلمه السلطة في شمال غرب البلاد سيكون حزب عمران خان في اسلام اباد محصورا في المعارضة للحكومة المركزية بقيادة رابطة المسلمين-جناح نواز التي سيترأسها خصمه نواز شريف الذي سيكون اول رجل سياسي في تاريخ البلاد ينتخب ثلاث مرات رئيسا للوزراء.
واذا كان ينتقد الحرب الاميركية quot;على الارهابquot; وعمليات الطائرات الاميركية بدون طيار وهجمات الجيش الباكستاني في شمال غرب البلاد، يعتبر شريف اكثر برغماتية من قوى عمران خان التي تفتقر الى الخبرة.
كما ان عليها ان تتعامل مع انسحاب معظم القوات الاميركية من افغانستان المجاورة بحلول نهاية 2014 وهو حدث لا يمكن التكهن بانعكاساته في المنطقة.
وان نجح quot;اختبار خيبرquot; فقد يستخدم وسيلة لحركة الانصاف لسلوك طريق الحكم الفدرالي.
ولفت محسود الى quot;ان احدا لم يستقبل بحماسة شعارهم +باكستان الجديدة+ اكثر من سكان خيبر بختنخوا . والجميع يوجهون انظارهم الان الى ادائهم في قيادة هذه المنطقة. فالنجاح على المستوى الوطني يمر الى حد كبير بتحقيق نجاحquot; هناك.