هراري: يعرف جميع الصحافيين في زيمبابوي ماذا تعني المضايقة، ومع اقتراب الانتخابات التي سيحاول خلالها روبرت موغابي الاحتفاظ بالرئاسة بعد ثلاثة وثلاثين عاما في السلطة، تتخوف الصحافة من التعرض لمزيد من المضايقات.
وقد اعتمدت زيمبابوي لتوها دستورا جديدا، يفترض ان يضمن حرية التعبير ولم يعد ينتظر سوى توقيع موغابي. ويمكن ان تجرى الانتخابات في زيمبابوي في موعد اقصاه حزيران/يونيو، لان الموعد الرسمي لم يتحدد بعد.
لكن رئيس تحرير مجلة quot;زيمبابوي المستقلةquot; الواسعة النفوذ واحد مراسليها اعتقلا في بداية الشهر الجاري، ووجهت اليهما وفق سيناريو جيد الاعداد، تهمة quot;التأكيدات الخاطئةquot; التي اورداها في مقالة حساسة سياسيا. فقد اشارت هذه المقالة الى ان اجهزة الامن القريبة من موغابي بدأت محادثات مع مورغن تشنغيراي منافسه في الانتخابات الرئاسية ورئيس وزرائه ايضا في حكومة تعايش قسري منذ 2009.
واستند كاتبا المقالة الى quot;مصادر عسكريةquot; لم تخف حرصها على تأمين انتقال سلس اذا ما هزم موغابي (89 عاما).
ونفت الحكومة على الفور وسارعت الى تخلية سبيل الصحافيين، لكن المحظور كان قد حصل.
واعتبر اندرو ماكوني رئيس هيئة المحامين في زيمبابوي لحقوق الانسان ان quot;الهدف هو التأكد من تضاؤل عدد الصحافيين الذين يرغبون في المجازفة وتغطية مسائل سياسية حساسة وكتابة مواضيع يمكن ان تؤثر على اراء الناخبينquot;.
وهذه الاعتقالات ليست جديدة. فقد اوقف ثلاثة صحافيين منذ كانون الثاني/يناير، منهم مراسل صحيفة نيوز دايلي الخاصة الذي توجه الى مفوضية للاحتماء بالشرطة بعدما تلقى تهديدات من اعضاء من حزب موغابي.
وفي 2012، تعرض عدد كبير من الصحافيين للتهديد واعتقل ثلاثة عشر منهم لاسباب مختلفة، بناء على قانون صدر في 2002 عندما بدأ تشنغيراي بتشكيل تهديد حقيقي لموغابي.
وتتعرض وسائل الاعلام في زيمبابوي للمضايقات منذ عشر سنوات.
واضطرت صحف للاحتجاب وتعرض صحافيون محليون للمضايقة ومنع المراسلون الاجانب من الاقامة في البلاد. وتفرض السلطات على الصحافيين الاجانب الحصول على بطاقة الاعتماد التي يصعب الحصول عليها.
من جهة اخرى، اطلقت في منتصف 2012 ستار اف.ام، وهي اذاعة رسمية جديدة مؤيدة سياسيا للرئيس موغابي، واضيفت الى الاذاعات الاربع الاخرى التي تبث في زيمبابوي (سبوت اف.ام وراديو زيمبابوي وباور اف.ام وناشونال اف. ا) القريبة من المعسكر الرئاسي.
ويستطيع المستمعون ان يلتقطوا ايضا على الموجات القصيرة اذاعات اخرى، لكنها تبث من الخارج، مثل صوت اميركااو اذاعة صوت الشعب التي طلبت في 2011 الحصول على ترخيص لكن السلطات لم تمنحها اياه.
ودائما ما ينتقد تشنغيراي هيمنة موغابي على وسائل الاعلام. لكنه اكد لانصاره الجمعة ان quot;الانتخابات لن تتمحور حول القدرة على الهيمنة على الفضاء الاعلامي مع اكبر قدر ممكن من الخطاب الحاقد والتعليقات المنحطة والتأكيدات غير المستقيمةquot;.
وقال فوستر دونغوزي الامين العام للصحافيين الزيمبابويين ان quot;الصحافيين سيكونون ضحايا، ونتوقع ان يستمر هذا الامرquot;.
واضاف quot;يقوم عدد كبير من رجال السياسة بعدد كبير من الامور من وراء ظهور الناس الذين يفضلون ان يسكتواquot;، ويأتي التهديد من الدولة ومن الناشطين ايضا. وقال quot;هناك الذين يريدون الاستيلاء على السلطة والذين يتمسكون بها، عندئذ يتعرض الصحافيون للاستهداف عندما يعتبرون تهديداquot;.
وقال بريان مانغويند رئيس منتدى الناشرين الزيمبابويين ان قضية مجلة quot;زيمبابوي المستقلةquot; quot;يمكن ان تكون نذيرا لاعتقال صحافيين اخرين في وسائل الاعلام الخاصةquot;.
وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي، الفيس بوك وواتس اب وتويتر، مساحة الحرية الوحيدة في الوقت الراهن.
وقال دوميساني مولي احد الصحافيين اللذين اوقفا في بداية ايار/مايو quot;نتساءل لماذا تستمر الانظمة الاستبدادية كالنظام في زيمبابوي في الاعتقاد انها قادرة على الغاء وسائل الاعلام في عصر وسائل الاعلام الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعيquot;.