مَنَعَ ارتفاع موجة أعمال العنف في جنوب سوريا آلاف اللاجئين من عبور الحدود إلى الأردن، وفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة، الذين يحذرون من أزمة إنسانية وشيكة على طول الحدود الأردنية السورية.


بيروت: قال أندرو هاربر، ممثل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الأردن إن اشتداد الاشتباكات والقصف على طول 230 ميلًا من الحدود الأردنية ndash; السورية منع الآلاف من السوريين من الوصول إلى الأردن منذ يوم السبت الماضي، فتقلص تدفق اللاجئين عند النقاط الحدودية من 2500 لاجئ يوميًا إلى بضعة أشخاص فقط. وأضاف لصحيفة واشنطن بوست الأميركية: quot;بناء على ما نشهده في الوقت الراهن، أدى العنف إلى قطع الطرق المؤدية إلى الأردن، وفي حال واصل الآلاف النزوح داخل سوريا، نحن قلقون جدًا من أن أعدادا هائلة من السكان ستنقطع بهم السبل في جنوب البلادquot;.
وفي اليوم الذي عقد فيه مؤتمر أصدقاء سوريا في العاصمة الأردنية، لم يتمكن سوى شخص واحد مصاب من المرور عبر الحدود، وفقًا لمسؤولي الاغاثة، مشيرين إلى أنهم في ثلاثة أيام رصدوا عبور تسعة اشخاص، ثم ثلاثة ثم ثلاثة عشر وافدًا جديدًا على التوالي.
ويأتي انخفاض عدد اللاجئين في ظل استمرار دمشق بالهجوم العسكري الكاسح الذي تشنه منذ نحو شهر في جميع أنحاء المنطقة الجنوبية، الأمر الذي ينظر إليه المراقبون على أنه محاولة لتعزيز موقف نظام الرئيس بشار الأسد قبيل محادثات السلام المحتملة في جنيف الشهر المقبل.

الطرق مقصوفة
ووفقًا لمسؤولين في الجيش السوري الحر، شهدت الحملة على دمشق استعادة عدة بلدات حدودية مثل تل شهاب، خربة غزالة وسهم الجولان - معاقل المتمردين الرئيسة - التي كانت بمثابة مراكز للنازحين ونقاط عبور رئيسة لطرقات التهريب إلى الأردن. وقال محمد الدرعاوي، قائد كتيبة من الجيش السوري الحر المرابطة خارج مدينة درعا الجنوبية، التي تبعد أقل من ميل واحد عن الحدود الأردنية: quot;النظام يسقط الصواريخ علينا في اليوم الواحد أكثر مما فعل في الأشهر السابقةquot;.
أضاف: quot;في الوقت الراهن، لا أحد باستطاعته أن يتحرك في جنوب سوريا من دون التعرض لخطر القصفquot;.
ووفقًا للدرعاوي والمقيمين في المدن الحدودية، يحتشد نحو ألف نازح سوري على طول الحدود، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف في حال لم تتوقف الأعمال العدائية قريبًا.
وأثار الحصار بحكم الواقع المخاوف بين السوريين الذين يعيشون في الأردن، ودعا العديد منهم أقاربهم في سوريا للانضمام اليهم نظرًا لتزايد العنف والمخاوف من مجازر انتقامية في المدن والقرى التي استعادها النظام مؤخرًا. وقال أبو مالك الحلبي إنه قضى الأيام الثلاثة الماضية ينتظر سماع أخبار عن زوجته وطفليه، الذين غادروا حلب للأردن منذ أسبوع.
quot;آخر ما سمعته هو أنهم كانوا متوجهين إلى بلدة تل شهابquot;، قال الحلبي، وهو ضابط شرطة سابق يبلغ من العمر 54 عامًا هرب إلى المفرق الأردنية مع ابنه قبل ستة أشهر. أضاف: quot;الله وحده يعلم ما إذا كانوا قد قتلوا بسبب سقوط صاروخ أو بنيران قوات النظامquot;.

الحدود مفتوحة
أثار الانخفاض في أعداد اللاجئين تساؤلات حول سياسة الحدود الأردنية، فيما تشير تقارير النشطاء السوريين ووسائل الاعلام إلى أن القوات العسكرية الأردنية بدأت بإبعاد الآلاف من اللاجئين الذين يحاولون دخول البلاد كل يوم.
من جهتهم، يقول مسؤولون أردنيون إن عمان لم تعكس سياسة الحدود المفتوحة التي أدت إلى تدفق أكثر من نصف مليون سوري منذ آذار (مارس) 2011، وشددوا على أن القوات الأردنية تنظم دوريات على الحدود الجبلية بحثًا عن السوريين الذين تمكنوا من اختراق الحصار.
وقال العميد حسين زيود، رئيس الحرس الحدودي الأردني: quot;نحن على استعداد لاستقبال ومعالجة ونقل اللاجئين من سوريا إلى الجانب الأردني من الحدود، لكن لا يوجد أحد على الطرف الآخرquot;.
ودعا المسؤولون في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن السلطات السورية لفتح الحدود جنوب سوريا، لمساعدة المنظمات الانسانية على ايصال إمدادات من المساعدات الطبية والمعونات الغذائية إلى السكان تحت الحصار. وقال الحلبي: quot;لم نعد نهتم بالمؤتمرات أو الحكومات أو الحريات. كل ما نريده هو أن نجتمع مع عائلاتنا مرة أخرىquot;.