تقدّم محامو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدعوى قضائية ضد كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعدما شبّه أردوغان ببشار الأسد، وحمّله مسؤولية تفجيرات الريحانية علنًا، وطالبه بتعويض يصل إلى 450 ألف يورو.


إيلاف من أنقرة: قاضى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيس حزب الشعب الجمهوري المُعارض كمال كيليجدار أوغلو، الذي شبّهه علانية بالرئيس السوري بشار الأسد، وطالبه بمليون ليرة تركية، زهاء 450 ألف يورو، عطلًا وضررًا بسبب القدح والذم الذي وجّهه إليه.

وجاء في نص الشكوى، التي رفعها محامو أردوغان إلى القضاء، أن المقارنة التي ساقها المُدّعى عليه خاطئة وغير ملائمة، وتسيء إلى موكلهم. وبرّروا التعويضات الكبيرة التي طلبوها بالغرامات السابقة التي فرضها القضاء على كيليجدار أوغلو بعد مهاجمته أرودغان مرارًا.

الفارق في النبرة
وقد أثار كيليجدار أوغلو غضب أردوغان حين وصفه في الأسبوع الماضي بالقاتل، مثله مثل الأسد، تعليقًا على الانفجارات التي وقعت في مدينة الريحانية التركية المحاذية للحدود السورية في 11 أيار (مايو) الجاري، والتي أسفرت عن 51 قتيلًا على الأقل.

ففي مؤتمر صحافي عقده في بروكسل، إلى جانب رئيس المجموعة الاشتراكية الديموقراطية للبرلمان الأوروبي هانز سوبودا، قال كيليجدار أوغلو إن quot;قاتل 50 شخصًا في الريحانية يُدعى رجب طيب أردوغان، هو مسؤول عن مقتلهم، وبين الأسد وأردوغان لا فارق إلا في النبرةquot;.

في منتصف المؤتمر الصحافي، اعترض سوبودا على هذه الملاحظة، وقال إنها غير مقبولة، وطلب من كيليجدار أوغلو سحبها. وحين رفض، ألغى سوبودا اللقاء الثاني المقرر معه، بحسب ما أوردت وكالة الأناضول للأنباء.

صورة مع الأسد
وفي رد سريع على الجبهة غير القضائية، قال أردوغان إن المعتقلين بتهمة الضلوع في تفجيرات الريحانية ساعدوا وفداً من حزب الشعب الجمهوري المعارض، على لقاء الأسد. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله: quot;إن أعضاء حزب الشعب الجمهوري ذهبوا إلى دمشق أكثر مما ذهبوا إلى دياربكر، والتقطوا صورة عائلية مع الأسدquot;.

وأضاف أردوغان إن الذين ساعدوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري على لقاء الأسد خططوا أيضًا لتفجيرات الريحانية، مؤكدًا أنهم متورّطون في هذه العملية، وأنه يمتلك وثائق تثبت أن المتورّطين في التفجيرات اصطحبوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري إلى سوريا للقاء الأسد.

ودعا أردوغان سكان الريحانية إلى الحفاظ على هدوئهم في مواجهة الاستفزازات الطائفية التي تقوم بها المعارضة، وقال: quot;في تركيا 300 ألف لاجئ سوري، وعلى الأتراك عدم تحميلهم مسؤولية هذه التفجيرات، ويجب ألا يعتبروهم مذنبين، بل أن يفتحوا لهم بيوتهمquot;.

حكومة كاذبة
يذكر أن كيليجدار أوغلو ليس الوحيد الذي حمّل أردوغان مسؤولية تفجيرات الريحانية، فقد اتهم مولود دودو، النائب عن حزب الشعب الجمهوري، العناصر المختصة بالتحقيق في التفجيرات بإخفاء الأدلة، وقال إن الشعب التركي يعرف المجرم الحقيقي.rlm;

وقالت أمينة أولكر طارهان، نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، إن حكومة حزب العدالة والتنمية تتهم سوريا بارتكاب الاعتداء الإرهابي، بينما تبنت جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، عملية التفجير، quot;وحكومة حزب العدالة والتنمية البارعة بفن صياغة الكذب والتلاعب الجماعي تنتظر من الشعب التركي أن يصدق أكاذيبها، فأردوغان وأحمد داود أوغلو هما المشتبه فيهما الأساسيان في التفجيرquot;.

وقال ماهرمنصور أوغلو، المتحدث باسم المركز الجماعي لمحافظة هاتاي، الذي يجمع أنصار اليسار والقوميين والمسلمين والمسيحيين: quot;كل ما نريده هو تخلي الحكومة التركية عن دعم المتمردين الإسلاميين، فالناس هنا لا يريدون رؤية جهاديين من ذوي اللحى الطويلة يتبخترون في شوارعهمquot;.