اعتقلت الشرطة الفرنسية صباح الأربعاء المتهم بتورطه في الاعتداء على جندي بالطعن فيما حثت فرنسا الدول الأفريقية على التصدي للتهديد المتنامي للإسلاميين في صحراء جنوب ليبيا.


عمّان: وجدت فرنسا quot;فرانسوا هولاندquot; نفسها في مواجهة مكشوفة مع الإرهاب في الداخل والخارج، فمع اعتقال الشرطة الفرنسية شخصا يشتبه بتورطه في قضية الاعتداء على جندي بالطعن في ضواحي العاصمة باريس، حثت فرنسا الدول الأفريقية يوم الثلاثاء على بذل جهود منسقة للتصدي للتهديد المتنامي للإسلاميين في صحراء جنوب ليبيا.

كما رفعت فرنسا حالة التأهب في البلاد إلى درجاتها القصوى، عقب تهديدات من جناح القاعدة في شمال أفريقيا، بعد تدخل القوات الفرنسية في مالي. وأعلن مدعي باريس كزافييه مولان ان الشاب الذي اوقف الاربعاء في ضواحي باريس واعترف بانه من اعتدى على العسكري الفرنسي اعتنق الاسلام مؤخرا وعلى الارجح انه فعل ذلك باسم quot;قناعات دينيةquot;.

واضاف المدعي في مؤتمر صحافي ان الشاب (21 سنة) واسمه ألكسندر quot;اعترف بالوقائعquot; اثر توقيفه. من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن المتهم اعتقل صباح الأربعاء في منطقة ايفلين الواقعة على بعد 45 كيلومترا جنوب غربي باريس.

وأضاف الوزير أن المشتبه به الذي وصفه quot;بالخطيرquot; تم تتبعه واعتقاله بفضل بعض الأدلة التي عثر عليها في موقع الحادث. وتقول شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية التي تتولى مهمة التحقيق في القضية إن الجندي استهدف بسبب وظيفته، ووصف المعتدي وفقا لشهود عيان بأنه رجل ملتح ينحدر من أصول شمال أفريقية.

وأفادت تقارير بأن المعتدي كان يرتدي قميصا طويلا أو ما يعرف بالجلباب، وقد ظهر في كاميرات المراقبة وهو يخلع الجلباب ويجري بملابس أوروبية.

بعد حادث لندن

ووقع الحادث بعد ثلاثة أيام من مقتل جندي بريطاني على أيدي شخصين خارج ثكنة عسكرية في منطقة وولتش جنوب شرقي لندن.

وبينما رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الربط بين الحادثين أبدى وزير الداخلية أيضا حذره حيال هذه القضية عند سؤاله عن وجود صلة بين الحادثين. وقال الوزير في مقابلة تلفزيونية quot;يجب أولا أن نعرف دوافعه والخلفية التي جاء منهاquot;.

وكانت فرنسا، في شهر آذار (مارس) من العام الماضي، مسرحا لاعتداءات نفذها محمد مراح، الذي وصف بأنه إسلامي متشدد، في مدينة تولوز، حيث قتل جنديين فرنسيين وأطفالا من الطائفة اليهودية، قبل أن تحاصره الشرطة وتقتله.

وبسبب حالة التأهب القصوى هذه يقوم نحو 450 جنديا بدوريات في محطات المترو والقطارات وغيرها من المواقع الكثيفة الحركة في العاصمة باريس.

حشد الافارقة

على صعيد متصل، كانت فرنسا حثت الدول الأفريقية يوم الثلاثاء على بذل جهود منسقة للتصدي للتهديد المتنامي للإسلاميين في صحراء جنوب ليبيا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة للنيجر حيث هاجم انتحاريون منجما لليورانيوم تديره شركة فرنسية الأسبوع الماضي إن هناك علامات على أن جنوب ليبيا الذي يفتقر للقانون بدأ يتحول إلى ملاذ آمن للجماعات المتشددة في منطقة الصحراء الكبرى.

وأضاف فابيوس بعد اجتماع مع رئيس النيجر محمد إيسوفو quot;يتعين علينا في ما يبدو أن نبذل جهدا خاصا بشأن جنوب ليبيا وهو ما تريده ليبيا أيضا. وتابع: quot;تحدثنا بشأن المبادرات التي يمكن للدول المجاورة القيام بها بالتنسيق مع ليبيا.quot;

وتقول النيجر إن الإسلاميين الذين نفذوا الهجوم المزدوج يوم الخميس على منجم تابع لشركة اريفا وثكنة عسكرية واسفرا عن مقتل 25 شخصا عبروا الحدود من ليبيا. وتنفي طرابلس ذلك. وأنهت حملة عسكرية بقيادة فرنسا استغرقت خمسة أشهر سيطرة الإسلاميين على ثلثي مالي من ناحية الشمال واسفرت عن مقتل مئات المقاتلين المرتبطين بالقاعدة ودفعت آخرين للفرار الى الدول المجاورة.

وقال فابيوس إن الجهود اللازمة للتصدي للمشكلة في جنوب ليبيا ستحتاج الى دعم تونس والجزائر وتشاد ومالي ومصر. وأضاف quot;نظرا لأن جزءا كبيرا من ليبيا مثلما يقال دائما يمكن أن يشكل ملاذا للجماعات الإرهابية فيتعين على كل هذه الدول أن تعمل معاquot; مضيفا ان فرنسا ستساعدها quot;بكثير من العزم والتضامنquot;.

متطرفو جنوب ليبيا

وأصبحت ليبيا طريقا لتهريب الأسلحة لمقاتلي القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011. وتقول مصادر أمنية إن القائد المخضرم بالقاعدة مختار بلمختار حصل على أسلحة هناك وإن مقاتليه استخدموا المنطقة كطريق للمرور قبل عملية احتجاز رهائن في محطة للغاز في الجزائر في يناير كانون الثاني.

وتكافح السلطات الليبية للسيطرة على الجماعات المسلحة التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي وترفض الآن إلقاء أسلحتها. وكان البرلمان الليبي أعلن الجنوب منطقة عسكرية في كانون الاول (ديسمبر) لكن حراسة الحدود لا تزال مهمة مضنية بالنسبة إلى القوات الليبية الضعيفة.

واعلن بلمختار وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مسؤوليتهما معا عن الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي في النيجر. وكانت الحركة جزءا من تحالف المتشددين الذي سيطر على شمال مالي العام الماضي.

وفي وقت لاحق يوم الثلاثاء سافر فابيوس الى مالي حيث حددت الحكومة في اليوم السابق 28 من تموز (يوليو) موعدًا للانتخابات التي تهدف إلى إعادة الديمقراطية بعد انقلاب عسكري العام الماضي وتحقيق بعض الاستقرار في البلاد التي يمزقها الصراع.

ويشار ختامًا، إلى أنّ فرنسا بدأت بسحب تدريجي لقواتها البالغ قوامها اربعة الاف جندي التي نشرتها في مالي، لكنها ستبقي ألف جندي هناك بعد ديسمبر كانون الأول كقوة للرد السريع للتصدي لأي تهديد من جانب الإسلاميين.

وستسلم العمليات الأمنية الدورية لمهمة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة من المزمع أن تضم 12 الف فرد.