تستعد 16 عارضة إيطالية للتوجه إلى القضاء، للشكوىمن وكالة استأجرتهن للمشاركة في اعتصام مؤيد للنظام السوري، وتهربت من دفع المال الذي وُعدن بالحصول عليه إن هتفن لبشار الأسد بعربية لا يفهمن منها حرفًا.


بيروت:ذات يوم، عجّت روما بتظاهرة مشت فيها عارضات أزياء، حملن العلم السوري، وهتفن بحياة بشار الأسد.
كان ذلك مفاجئًا، إذ ما عرف السوريون، ولا شعوب أخرى على صلة بالأزمة السورية من قريب أو من بعيد، الدافع الذي حضّ هؤلاء النسوة الجميلات، الممشوقات القوام، واللواتي لا يعرن السياسة اهتمامًا، إلى النزول للشارع، والوقوف بجانب النظام الذي يتهمه العالم أجمع باقتراف جرائم ضد الانسانية، وبالاستمرار في حرب إبادة ضد شعبه.

عرف السبب
اليوم انكشف المستور. فقد رفعت 16 عارضة من هؤلاء دعاوى قانونية في المحاكم الايطالية، يتهمن إحدى الوكالات المتصلة بالنظام السوري بالتعاقد معهن للانضمام إلى اعتصام في العاصمة الإيطالية، تأييدًا للأسد، ثم التهرب من دفع أجرهن، على عرق جبين جرى بسبب الحماسة في الهتاف لحاكم دمشق.
وقالت هؤلاء النساء إن وكالة يتعاملن معها، تؤمن لهن مشاركة في أنشطة وفاعليات يقوم بها عملاء متنفذون من الشرق الأوسط، عرضت عليهن المشاركة في اعتصام مؤيد للرئيس السوري، وإطلاق هتافات بلغة عربية لا يفقهن منها حرفًا، مقابل 166 يورو. وكان هذا الاعتصام جرى في ساحة سانتي أبوستولي في وسط روما، في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، أي في بداية احتداد الأزمة السورية، ولم يشارك فيه إلا 50 شخصًا.
قالت إحداهن: quot;كان واجبي أن أجلس في ساحة أبوستولي، حاملة العلم السوري، وأن أهتف بكلمات عربية، وقد نبهنا رئيس الوكالة التي تعاقدت معنا من التصريح بأننا سنتقاضى مالًا مقابل المشاركة في التظاهرةquot;.
وها قد عرف السبب فبطل العجب، وما على الوكالة، أو الأسد نفسه، إلا أن يدفع لهؤلاء المؤيدات المزيفات ما لهن بذمته من مال.

استغلال سياسي
لا بد أن عرض الوكالة هذا كان مغريًا. فهؤلاء العارضات يحصلن على 83 يورو مقابل ليلة واحدة من الاختلاط بعملاء شرق أوسطيين، ومراقصتهم في الملاهي الليلية. وأتى العرض مضاعف الأجر، زائد 25 يورو لكل مشارك إضافي يقنعونه بالمشاركة في التظاهرة. وقال محاميهم فاليريو فيتالي: quot;لقد استغلت الوكالة هؤلاء النسوة لأغراض سياسيةquot;.
ومدير هذه الوكالة إيطالي ناطق بالإنكليزية، قال إنه أسلم، وله صلات وثيقة بأجهزة مخابرات عربية عديدة.
وليست هذه المسألة سابقة أولى من هذا النوع. فقد سبق للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي أن استأجر مجموعة من العارضات الإيطاليات، مقابل 60 يورو لكل واحدة، كي يحضرن اجتماعًا خاصًا، قرأ خلاله سورًا من القرآن، وحثهن على اعتناق الاسلام.
أما علاقة الأسد بموضة الأزياء الإيطالية فضعيفة، إذ تمر عبر زوجته أسماء، التي وصفت ذات يوم بأنها نموذج للأناقة. وقالت عنها مجلة فوغ في إحدى المقالات إنها براقة في شبابها، وأنيقة جدًا، وإنها أكثر سيدة أولى في العالم نضارة وجاذبية.