يفضح ملف رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، والذي اعتقلته الشرطة الفرنسية، بعد اتهامه بقضايا فساد وتمويل غير قانوني، مفاجآت من العيار الثقيل على مستوى الدولة الفرنسية.
عمّان: مع اعتقاله من جانب الشرطة الفرنسية واتهامه بإفساد موظف أجنبي وبعملية احتيال، تبيّن أن ملف رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين الملاحق أصلًا في إطار قضية كراتشي، المتعلقة بقضية تمويل غير قانوني لحملة رئاسية، حافل بالكثير من (الألغام) والمفاجآت على مستوى الدولة الفرنسية كلها.
وكانت الشرطة الفرنسية أوقفت رجل الأعمال، الذي عمل وسيطاً في صفقات أسلحة، صباح الخميس، للاشتباه في سعيه إلى الهرب من فرنسا، حيث يخضع لمراقبة قضائية، من خلال الحصول على جواز سفر دبلوماسي من الدومينيكان.
إلى هنا، فإن quot;إيلافquot; تستعيد تصريحات لتقي الدين، كان أدلى بها خلال مقابلة مع قناة (فرانس 24) في نيسان (إبريل) الماضي، وفيها توعّد بفضح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي يقول إن quot;قطر اشترته بأموالهاquot;، وquot;ليبيا موّلت حملته الانتخابية في 2007 quot;.
الاتهامات quot;صدمتquot; وزير الداخلية السابق كلود غيان، المتهم بدوره حسب تقي الدين بـquot;الضلوعquot; في القضية. وكانت الشرطة الفرنسية قامت في نيسان (إبريل) الماضي، بتفتيش منزل رجل الأعمال في باريس، كما كان القضاء الفرنسي اتهمه عام 2011 باستغلال أموال عامة، وبشهادات زور، أضيفت إليها عام 2012 تهمة تبييض أموال.
وفي لقاء حصري مع قناة (فرانس24) غداة عملية التفتيش، التي طالت منزله، اتهم زياد تقي الدين مجدداً نيكولا ساركوزي بالحصول على تمويل غير شرعي من قطر ومن ليبيا. وهذه الاتهامات سارع إلى نفيها بشدة وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود غيان، الذي تعرّض مسكنه هو الآخر للتفتيش من قبل الشرطة في شباط (فبراير) الماضي.
قضية الممرضات البلغاريات
خلال اللقاء، تحدث زياد تقي الدين عن إطلاق السلطات الليبية سراح خمس ممرضات بلغاريات، وطبيب فلسطيني، في تموز (يوليو) 2007 بعد مفاوضات شاقة، وكانت عقيلة نيكولا ساركوزي وقتها، سيسيليا ساركوزي، تكفّلت بالذهاب لإحضارهم، ورافقها يومها وزير الداخلية كلود غيان.
هنا يقول زياد تقي الدين: quot;قبل دقائق قليلة من عملية الإفراج، تلقيت مكالمة هاتفية من كلود غيان، بالضبط عند الساعة 11.30 مساء، قال لي: quot;لدينا مشكلة، هم يطلبون 135 مليون دولار كضمان من فرنسا عن العقود المقبلة، التي ستتكلف شركات فرنسية بإنجازها في ليبيا،... لن نقبل ذلكquot;. وبما أن ساركوزي وغيان كانت لديهما علاقات مع قطر سمحت لنفسي أن أجيبه quot;استخدموا علاقاتكم، وكلموا أمير قطرquot;.
ويرد وزير الداخلية السابق كلود غيان خلال البرنامج التلفزيوني نفسه بالقول: quot;حقيقة كانت هنالك اتصالات بين قطر وليبيا قبل إطلاق سراح الممرضات البلغاريات، لا أعرف حيثيات تلك الاتصالات، ولكنها لم تحدث في الوقت الذي تحدث عنه تقي الدين، كان ذلك في وقت مبكر من ذلك اليومquot;.
* فرانس24: وماذا عن الـ135 مليون دولار التي تحدث عنها تقي الدين؟
- كلود غيان: quot;لم أتحدث بهذا الخصوص مع تقي الدين، ولا أذكر أي شيء عن ذلك، أظن أن هذه الأمور قد تم التطرق إليها مع قطر، ولكن لا أعرف ما تم التوصل إليه في ختام هذه المحادثاتquot;.
المال القطري
يقول زياد تقي الدين إن قطر اقترحت أن تمنح ليبيا ضمانات بقيمة 300 مليون دولار بدلًا من 135 مليون دولار. وحين سألته فرانس 24: هل تؤكد أن قطر، بدلًا من أن تدفع المال لليبيا، أرسلته إلى سويسرا؟، ولمن أرسلته؟، لكلود غيان أم لنيكولا ساركوزي؟.
وأكد تقي الدين برده: quot;نعم تمامًا، الـ300 مليون لم يتم إرسالها، ولكن تم دفعها بطرق أخرى، عبر سويسرا وأخرى عبر قطر، لتنتهي الأموال في أيدي ساركوزي وغيانquot;.
يشار إلى أن نيابة باريس، كانت فتحت في مطلع أيار (مايو) تحقيقاً قضائياً بتهمتي quot;إفساد موظف حكومي أجنبيquot;، والقيام quot;بعملية احتيالquot;، أضيفتا إلى تحقيقين آخرين، هما quot;التهرب الضريبيquot; وquot;الإدعاء الكاذب بعدم القدرة على تسديدquot; الضرائب.
جواز سفر الدومينيكان
ويشتبه في أن تقي الدين الممنوع من مغادرة الأراضي الفرنسية، سعى إلى الحصول على جواز سفر دبلوماسي من الدومينيكان صدر في 2013 لقاء 200 ألف دولار، كما قال مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس. وأوقف شخصان آخران، أحدهما أميركي الجنسية في إطار هذا التحقيق. ويشتبه في أنهما لعبا دورًا في إجراءات حصوله على جواز السفر المزور هذا. وقد أخضعا لمراقبة قضائية بعد توجيه التهمة إليهما رسميًا الجمعة.
لكن وكيل الدفاع عن تقي الدين أكد أن الغاية من حصول موكله على جواز سفر من جمهورية الدومينيكان، هو القيام باستثمارات مالية في هذا البلد. وقال إن quot;مشروع الاستحصال على جواز سفر من جمهورية الدومينيكان لا علاقة له بالإعداد لخطة فرار، بل يندرج، بصفته أمراً كمالياً تماماً، في إطار استثمارات، كان زياد تقي الدين يعتزم القيام بها في جمهورية الدومينيكان، انطلاقا من فرنسا، وفي إطار تعزيز تسهيل هذه الاستثمارات وفتح حساب مصرفي في هذا البلدquot;.
ويحقق القضاء الفرنسي في قضية كراتشي، التي شكلت فضيحة حول تمويل غامض للحملة الرئاسية عام 1995، من خلال عمولات مفترضة على خلفية صفقات أسلحة مع باكستان.
وزياد تقي الدين ملاحق أصلًا في قضية كراتشي، ويشتبه القضاة في أنه تلقى عمولات على هامش عقود تسليح أبرمت في 1994 قد تكون استخدمت في تمويل غير شرعي للحملة الرئاسية لرئيس الوزراء السابق إدوار بالادور في 1995. وقد فرضت عليه المراقبة القضائية، وطالب مرات عدة بإعادة جواز سفره إليه، لكن طلباته رفضت.
التعليقات