سقط أكثر من 200 قتيل وجريح في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة في مدينة الموصل العراقية الشمالية، الأمر الذي دفع السلطات إلى فرض حظر شامل للتجوال على المدينة، وهي عاصمة محافظة نينوى، كما انفجرت مفخختان في محافظتي كركوك وصلاح الدين.. فيما بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع نظيريه الأردني قضية معتقلي بلاده في العراق، والإيراني استهداف زائري بلاده إلى العراق، وذلك في اتصالين هاتفين تلقاهما من الوزيرين.
أسامة مهدي: استهدفت سلسلة تفجيرات بخمس سيارات مفخخة مناطق مختلفة من مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) عاصمة محافظة نينوى، ثاني أكبر المحافظات العراقية بعد بغداد، ما أدى إلى سقوط أكثر من 200 من القتلى والجرحى في الموصل وكركوك وطوز خرماتو.
وقالت مصادر أمنية إن 20 شخصاً قتلوا وأصيبوا، بينهم 13 من عناصر الشرطة بتفجير انتحاري بسيارة مفخّخه استهدفت مقرًا للشرطة الاتحادية في منطقة الزنجيلي غرب الموصل. كما أسفر انفجار مماثل بسيارة حمل كبيرة مفخّخة في مقر للشرطة الاتحادية في حي 17 تموز غرب الموصل عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة 13 آخرين بجروح.
وأوضحت ان 7 من عناصر الشرطة الاتحادية قتلوا، بينهم ضابطان، وأصيب 3 آخرين بجروح بانفجار سيارة مفخّخة في منطقة وادي حجر جنوب الموصل، فيما اندلعت اشتباكات اثر الانفجار.
وفي تفجير رابع قتل واصيب اكثر من 12 شخصًا حين استهدفت مفخخة سيطرة للجيش في حي التتك، مما اسفر عن سقوط 19 قتيلا وجريحا. وايضا سقط حوالى 23 شخصًا بين قتيل وجريح بانفجار سيارة مفخخة خامسة غرب الموصل. فقد انفجرت سيارة مفخخة انفجرت مساء اليوم في منطقة 30 تموز غرب الموصل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لم يعرف عددهم حتى الآن، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان التفجير لنقل المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي.
وقالت المصادر الامنية إن القوات الأمنية فرضت حظراً شاملا للتجوال في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، على خلفية وقوع التفجيرات الخمسة بسيارات مفخخة في مناطق متفرقة من المدينة. واشارت الى ان قيادة عمليات نينوى فرضت حظر التجوال الشامل حتى إشعار آخر تحسبًا لنشوب سلسلة اخرى من التفجيرات.
وفي محافظة كركوك شمال شرق بغداد قتل وأصيب 14 اخرين بجروح بتفجير عجلة مفخخة يقودها انتحاري استهدف مدخل الفوج الرابع في اللواء 47 التابع للفرقة 12. واستهدف انتحاري كان يقود سيارة مفخخة مساء اليوم مدخل مقر الفوج الرابع التابع للواء 47 في الفرقة 12 في قضاء الدبس شمال غرب كركوك، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 14 آخرين بجروح مختلفة.
كما ارتفع عدد ضحايا تفجير سيارة مفخخة في قضاء طوزخورماتو شرق تكريت شمال غرب بغداد الى 11 قتيلاً و30 جريحا. وكانت سيارة مفخخة مركونة وسط شارع تجاري مقابل المكتبة العامة بالقرب من مقهى شعبي وسط قضاء طوزخورماتو قد انفجرت، ما اسفر عن مقتل 11 شخصا واصابة 30 اخرين بجروح.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق قد اعلنت في مطلع الشهر الحالي أن عدد العراقيين الذين قُتلوا جراء أعمال العنف والإرهاب في الشهر الماضي قد بلغ أكثر من 1045 وجُرح 2397. وجاء في الإحصائيات التي أعلنتها البعثة أن عدد القتلى من المدنيين بلغ 963، من بينهم 181 من أفراد الشرطة المدنية، فيما بلغ عدد المدنيين الذين أصيبوا بجروح 2191، من بينهم 359 من أفراد الشرطة المدنية. كما قُتل 82 من أفراد قوات الأمن العراقية، وجُرح 206 آخرين.
وقال الممثل الخاص لللأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيّد مارتن كوبلر: quot;هذا رقم قياسي يدعو إلى الحزن، ويجب على السياسيين العراقيين التحرك فورًا لوقف هذه الموجة غير المقبولة من سفك الدماءquot;.
وقد شهدت محافظة بغداد أكبر عدد من الضحايا بمجموع 1817 مدني، من بينهم 532 قتيل و1285 جريح، تليها محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وديالى وكركوك.
وكان عدد الحوادث الأمنية التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة في مختلف أنحاء البلاد قد بلغ 560، من بينها 178 من أسلحة التفجير المرتجلة، أدت إلى مقتل وجرح 886 مدني على الأقل، و82 من حوادث التفجير بالسيارات المفخخة والسيارات التي فجرها انتحاريون، أدت إلى مقتل وجرح 1435 مدني على الأقل. هذا إضافة إلى 243 من حوادث إطلاق النار بأسلحة خفيفة أسفرت عن مقتل وجرح 470 مدني على أقل تقدير.
زيباري يبحث مع نظيره الاردني معتقلي بلاده والايراني زوارهم
بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع نظيريه الاردني قضية معتقلي بلاده في العراق، والايراني استهداف زائري بلاده الى العراق، وذلك في اتصالين هاتفين تلقاهما من الوزيرين.
فقد بحث زيباري مع نظيره الاردني ناصر جودة ملف المعتقلين الاردنيين في العراق وزيارة الوفد الاردني الى بغداد لبحث ملف المعتقلين، حيث جرى التاكيد على حرص الحكومة العراقية للعمل مع الوفد، الذي يمثل وزارات الخارجية والعدل والداخلية الاردنيين لاطلاق سراح عدد منهم، من خلال اصدار العفو الخاص او تفعيل اتفاقات تبادل الاسرى والمحكومين وفق القوانين العراقية، كما قال بيان صحافي عراقي.
وقد وصل الى العراق اليوم وفد اردني لبحث قضية المعتقلين الاردنيين، وهو يضم مسؤولين من وزارات الخارجية والعدل والداخلية برئاسة مستشار وزير الخارجية لشؤون المغتربين السفير راسم هاشم. وسيجري الوفد مباحثات مع وزيري الخارجية زيباري والعدل العراقيين وعدد من المسؤولين لبحث قضية السجناء الاردنيين في السجون العراقية، والعمل على تأمين الافراج عنهم أو نقلهم لقضاء ما تبقى من مدد محكوميتهم في الاردن.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاحد الماضي في جلسة لمجلس النواب ان quot;اللجنة ستذهب الى بغداد لحل هذه القضية بشكل نهائي، والاتفاق مع الجانب العراقي على شكل الحلquot;. وكان رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور اعلن نهاية في الشهر الماضي ان المعتقلين الاردنيين في العراق سينقلون قريبا الى المملكة لاكمال مدة عقوبتهم، مشيرا الى ان القضية quot;وصلت الى مراحلها النهائية، وأن الموضوع مسألة وقت واجراءات لا غيرquot;.
وقال السفير العراقي في عمان جواد هادي عباس انه quot;يوجد في العراق 45 اردنيا معتقلاquot;، مشيرا الى ان quot;هناك اتفاقية تبادل محكومين موجودة تنتظر مصادقة مجلس النواب العراقي، للذين تنتهي نصف محكوميتهم، ويمكن ان يسلموا الى بلدهم الاردن لقضاء باقي فترة محكوميتهمquot;.
كما عبّر زيباري لنظيره الايراني علي اكبر صالحي عن ادانة الحكومة العراقية لاستهداف الزوار الايرانيين من قبل الجماعات الارهابية واستعداد الحكومة لتوفير اكبر قدر من الحماية لمجموعات الزوار الى المراقد المقدسة، كما جرى بحث العلاقات الثنائية والقنصلية بين البلدين.
وامس اغلقت السلطات الايرانية حدودها مع العرق بعد استهداف زوار إيرانيين قبل يومين في rlm;العراق.rlm; وقتل عشرة زوار ايرانيين، واصيب ثلاثون اخرين، بينهم عشر نساء بجروح في انفجار سيارة مفخخة، rlm;استهدفت الجمعة حافلة قرب بعقوبة شمال شرق بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
ويرى خبراء ان حكومة نجاد قامت بهذا الاجراء لامتصاص غضب الشارع الايراني، rlm;الذي اصبحت زيارته للمراقد الدينية في بغداد بمثابة اللغم القابل للانفجار في أي لحظة.
وتتعرّض حافلات الزوار الايرانيين لهجمات متكررة لدى دخولهم العراق لزيارة العتبات المقدسة، حيث rlm;شددت وزارة الخارجية الإيرانية على مسؤولية الحكومة العراقية في تأمين الامن والحفاظ على ارواح rlm;زوار العتبات المقدسة في هذا البلد، وطالبت حكومة المالكي باتخاذ تدابير اكثر حزماً، للحفاظ على ارواح الزوار الإيرانيين.
التعليقات