استجاب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لانتقادات عراقية محلية وأخرى أوروبية وإيرانية معارضة لمهمة مارتن كوبلر في العراق واتهامه بعدم الحياد وانصياعه لإملاءات حكومية عراقية وإيرانية فأصدر أمرا بنقله إلى الكونغو ليخلفه في بغداد الأميركي الجنسية روجر ميس.
لندن: عين الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الالماني مارتن كوبلر ممثلا خاصا للمنظمة الدولية rlm;في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيسا لبعثة إرساء الاستقرار في هذا البلد. وقررت الأمم المتحدة إرساله إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ورغم أنها قالت إن قرار الاستبدال quot;روتينيquot; وليس له علاقة بالاتهامات التي وجهتها بعض الاطراف السياسية في العراق لكوبلر بشأن عدم حياديته الا ان مصادر عراقية اعتبرت النقل اعترافا من كي مون بعدم حيادية كوبلر في تعامله مع قضايا العراق.
ﻭﻗﺎلت الناطقة الرسمية باسم بعثة quot;يوناميquot; في العراق اليانا نبعة إن قراراً صدر من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنقل ممثله الخاص في العراق مارتن كوبلر إلى جمهورية الكونغو رئيساً للبعثة الأممية هناك.
وأضافت أنّ كي مون قرّر تعيين الاميركي الجنسية روجرميس ممثلاً خاصاً له في العراق موضحة ان هذا الاجراء روتيني ويسري على ممثلي الامين العام كل سنتين او اكثر على حد قولها. واعتبرت نبعة هذا القرار يخص الأمم المتحدة دون ان يكون للقرار اي دوافع اخرىquot; مبينة quot;ان عملية النقل تشمل كوبلر وحده.
اتهامات بالانحياز
وطالما اتهمت قوى عراقية كوبلر بعدم الحيادية في معالجة القضايا العراقية متهمة اياه بالانحياز لمواقف الحكومة العراقية الرسمية. وفي وقت سابق، اتهم نواب عن quot;القائمة العراقيةquot; كوبلر بعدم الحياد في الأزمة السياسية الحالية التي يمر بها العراق.
وقال النائب عن القائمة إبراهيم المطلك في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان في بغداد إن quot;كوبلر واقع تحت تأثير الإدارة الأميركية والحكومة العراقية وان على مجلس النواب العراقي التدخل والضغط على الأمم المتحدة لتغييرهquot;.
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيه القائمة العراقية اتهامات مماثلة لكوبلر عندما دعت في نهاية العام الماضي الأمم المتحدة إلى استبداله بشخص آخر quot;بعدما فقد حياديته واستقلاليتهquot; ومتهمة إياه quot;بأنه أصبح جسرا للتدخل الإيراني في البلاد فضلا عن فشله في إدارة ملف حقوق الإنسانquot;.
وخلال الفترة الاخيرة طالبت عدة كتل سياسية عراقية تغيير كوبلر متهمة اياه بالتحيز غير المقبول rlm;لصالح اطراف سياسية على حساب حقوق وحريات العراقيين وانتقد سياسيون تصريحات له rlm;يمتدح فيها التقدم في حقوق الانسان في العراق معتبرة ذلك دعما لحكومة رئيس الوزراء نوري rlm;المالكي.rlm;
وفي الاول من الشهر الماضي وجهت لجنة الامن والدفاع البرلمانية انتقادات شديدة إلى مارتن كوبلر مؤكدة انه غير قادر على تقديم اي شيء للشعب العراقي. واواخر الشهر الماضي اتهم مركز مدني عراقي يعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان كوبلر بالتخاذل والانصياع للحكومة العراقية فيما اعتبر أن العراق يشهد أسوأ مرحلة تاريخية في انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال مدير المركز الوطني للعدالة ومقره لندن محمد الشيخلي إن ما ورد في كلمة رئيس بعثة يونامي في العراق خلال الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يخالف كل الحقائق المؤلمة التي يعيشها الإنسان العراقي في ظل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والتي يقودها رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي. واعتبر الشيخلي أنه يوم حزين للشعب العراقي وهو يستمع لكلمة السفير كوبلر الذي وضع الأجندة الدموية للحكومة كأجندة بعثة يونامي في العراق.
وكان كوبلر اعتبر أن كلام رئيس الحكومة نوري المالكي بشأن حقوق الإنسان يعكس تماماً أجندة الأمم المتحدة.وأضاف الشيخلي أن العراق يعيش أسوأ مرحلة تاريخية في الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان حسب تقارير المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية مذكراً السفير كوبلر بـالسجون والمعتقلات السرية وأماكن الاحتجاز القسري.
كما عبر المعتصمون في المحافظات الست المحتجة أكثر من مناسبة عن غضبهمم من أداء كوبلر واتهموه بالانحياز للحكومة وهو ما دعاه إلى إرسال ممثل عنه وهو ممثل المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط مروان علي إلى المحافظات واللقاء مع المعتصمين للإيضاح لهم بأن الأمم المتحدة دورها نصحي واستشاري ولا تستطيع الضغط على أي جهة لتنفيذ شيء معين وعلق علي على الاعتراضات التي تطال البعثة الدولية في العراق خلال زيارة قام بها إلى الفلوجة الشهر الماضي أن الأمم المتحدة أصبحت في حيرة من أمرها موضحا انه quot;لا احد في الحكومة او المتظاهرين راض عنهاquot;.
وفي 26 من الشهر الماضي انسحب رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها عبد الله سامي العاصي من اجتماع كان يعقده كوبلر مع ممثلي مكونات المحافظة متهما اياه بعدم الحيادية.
وقال في مؤتمر صحافي عقب انسحابه إن انسحابه جاء نتيجة لعدم الحيادية وفرض أشياء خاصة على المكون العربي. وطالب العاصي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستبدال كوبلر محمّلًا نواب كركوك مسؤولية أي إجراء يحصل أو quot;اي اتفاقات مبطنة لحل ازمة كركوك على حساب المكون العربي.
وأضاف العاصي أن quot;العرب انسحبوا من اجتماع مع الممثل الأممي، لكون كوبلر لا يتمتع بالحيادية في الكثير من القضايا التي تخص كركوك، فضلًا عن عدم قناعتنا بطروحاته في الاجتماع من دون تحديد لشكل تلك الاتفاقات التي وصفها بالمبطنة.
ومن جانبها، طالبت الحركة الوطنية الكلدانية الأمم المتحدة بتغيير ممثلها في العراق مارتن كوبلر متهمة اياه بالتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان وسلب حقوق الأقليات الدينية، فيما وصفته بـquot;وزيرquot; الأمم المتحدة في الحكومة العراقية.
وعلى الصعيد ذاته قال عضو اللجنة والنائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه quot;إن رئيس البعثة الأممية في بغداد اصبح شخصا غير منتج وباتت محاولاته في الشأن العراقي غير مجدية لان وجوده لايزيد ولا ينقص من الامور شيئا quot;. وأضاف طه في تصريح صحافي quot;ان هناك تجاوزات على حقوق المدنيين والسجناء وخارج السجون وفي الاونة الاخيرة لاحظنا توجها لضرب الاعلاميين في البلاد وهذا امر غريب للغاية quot;.
المعارضة الإيرانية تتهم كوبلر بالانصياع لاوامر طهران
وقد أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في شباط الماضي عن مقاطعته ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر متهما اياه بالتواطؤ مع السلطات العراقية والإيرانية.
وطالب المجلس الأمين العام للأمم المتحدة تعيين ممثل محايد لتولي ملف مخيمي أشرف وليبرتي وقال ان كوبلر quot;لم يدن الهجومات التي تعرض لها مخيما اشرف وليبرتي على الرغم من ان ذلك شكل جريمة ضد الانسانية وضد اللاجئين العزل فحسب وذلك لرغبته في غسل أيدي النظام الإيراني والحكومة العراقية الملطخة بالدماء بل أكد مجرد وقوع انفجارات هاونات في ليبرتي في عبارة غير معمول بها تهدف أساسا إلى افلات الحكومة العراقية والنظام الإيراني من العقاب ولملمة جرائمهماquot;.
كما اتهم المجلس في بيان اخر زوجة كوبلر وهي سفيرة المانيا في العراق بريتا فاغنر بتبرئة الحكومة العراقية من قصف مخيم ليبرتي الذي يضم عناصر من مجاهدي خلق في العراق. وأضاف quot;يبدو أن كوبلر وعندما شعر انه لم يعد باستطاعته اعطاء التطمينات بشكل مباشر للنظام الإيراني فانه آثر ان تقوم زوجته بهذه المهمةquot;.
وأشار إلى أنّ كوبلر قد برأ الحكومة العراقية من الجريمة ضد الانسانية من جهة وألقى باللائمة على مجاهدي خلق من جهة أخرى ليستبدل موقع الضحية بالجلاد ويفتح الطريق أمام جرائم لاحقة.. كما ان كوبلر وبهذه المناورة السخيفة عن طريق زوجته قام بتبييض وجهه ليتهرب من مسؤولية تورطه وتواطئه في الجريمة ضد الانسانية وقتل اللاجئين العزل وتشريدهم.
نواب الأوروبي طالبوا بطرد كوبلر من العراق
وفي اواخر الشهر الماضي شن نواب البرلمان الأوروبي هجومًا لاذعا على كوبلر واتهموه بالكذب والخداع ودعوا الأمين العام للمنظمة الدولية إلى طرده فورًا بينما اتهمه استراون استيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان باخفاء معلومات عن حقيقة أوضاع الانسان السيئة في العراق.
وقال رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي استراون استيفنسون تعليقًا على زعم الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر بأن سكان مخيم ليبرتي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قرب بغداد وقيادتهم لا يتعاونون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال إن رئيس بعثة quot;يوناميquot; قدم معلومات مغلوطة وتعمد تضليل البرلمانيين ولم يرد بشكل مناسب على استفساراتهم في ما يخص الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان في العراق وتقاعسه تجاه انتفاضة الشعب العراقي ومطالبهم.
وأضاف رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي في تصريح صحافي مكتوب من بروكسل تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه ان كوبلر قد شارك في جلسة للشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي في بروكسل عقدت الاربعاء الماضي quot;ليدافع عن سوابق عمله المثيرة للجدل غير أن عددا كبيرا من نواب البرلمان الأوروبي اعترضوا عليه مؤكدين له أنه حاول في وقت سابق مخادعة البرلمان في حين أن الوضع الداخلي العراقي قد تقهقر في عهد مراقبته وانه لم ينتقد أيا من سياسات الحكومة العراقيةquot;.
وأضافوا أنه وبسبب عدم أهليته لم يحرز أي تقدم في ما يتعلق (باعادة توطين 3200 من اللاجئين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة) في مخيمي أشرف (شمال شرق بغداد) وليبرتي (بالقرب منها).
وأضاف استيفنسون ان كوبلر كرر في هذه الجلسة من جديد استخدام معلومات مغلوطة للتأثير على عناصر معينة حيث انه أثار من جديد أن مراقبي الأمم المتحدة يواجهون مشاكل في الوصول إلى سكان مخيم ليبرتي وأنه ليس هناك تعاون بين ادارة المخيم وقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في باريس متجاهلا أكثر المسائل الحاحاً وعجالة وهي سلامة وأمن السكان الذين تم زجهم في معتقل صغير تجاه القصف بالصواريخ.
وعقب جلسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي هذه وتصريحات كوبلر فقد أكد استراون استيفنسون في الختام ان quot;هذا الأمر يؤيد مرة أخرى ضرورة اخراجه فورا من قبل الأمين العام للأمم المتحدةquot;.
وكان كوبلر قد تسلم مهام منصبه في العراق في 8 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011 خلقا للهولندي آد rlm;ملكيرت الذي عمل في العراق من تموز(يوليو) عام 2009 إلى آب (أغسطس) عام 2011.rlm; وهو موظف دبلوماسي منذ 25 عاما وقبل العراق وشارك في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة rlm;في افغانستان وكان سفيرا لالمانيا في العراق ومصر.rlm;
وقبل بدء مهمته في العراق عمل كوبلر نائباً للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (للشؤون rlm;السياسية) في أفغانستان منذ عام 2010.. وسفيرا لالمانيا في العراق وكان قد امضى نحو 25 عاماً في rlm;العمل لدى وزارة خارجية بلاده المانيا. وعمل ايضا في السابق مديراً عاماً للثقافة والإتصالات في وزارة rlm;الخارجية الألمانية كما شغل منصب السفير الالماني في مصر.rlm;
وكذلك عمل كوبلر رئيسا لديوان وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر بين العامين 2000 و rlm;rlm;2003، ونائب رئيس الديوان من عام 1998 إلى عام 2000. كما عمل نائباً لرئيس فريق عمل rlm;البلقان التابع لوزارة الخارجية من عام 1997 إلى عام 1998 وقبل ذلك قام بتأسيس الممثلية الألمانية rlm;لدى السلطة الفلسطينية في أريحا.
يذكر ان قوة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية المنتشرة منذ 15 عاما هي الاكبر في العالم rlm;وتضم نحو 17 الف جندي. وهي مفوضة خصوصا حماية السكان المدنيين. وعززت القوة اخيرا بقوة rlm;تدخل قوامها ثلاثة الاف عنصر بدات الانتشار في غوما (شرق) وكلفت التصدي للمتمردين المسلحين rlm;في شرق جمهورية الكونغو وفي مقدمهم حركة quot;ام 23quot;.rlm;
التعليقات