تنطلق غدًا الخميس الجولة الأولى من مفاوضات السلام المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة quot;طالبانquot; التي افتتحت مكتباً لها في قطر، وذلك بالتزامن مع تسليم حلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية في أفغانستان للقوات الأفغانية الحكومية بموعد نهائي ينقضي نهاية العام المقبل.


عمّان: تبدأ غدًا الخميس أول جولة من مفاوضات السلام المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة quot;طالبانquot; المتشددة، التي افتتحت مكتب اتصال دبلوماسي لها في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء تحت اسم quot;إمارة أفغانستان الإسلاميةquot;. ويتزامن الإعلان عن إطلاق المفاوضات مع الحركة، مع تسليم حلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية في كامل الأراضي الأفغانية للقوات الأفغانية الحكومية بموعد نهائي ينقضي نهاية العام المقبل، لإنهاء العمليات القتالية الأجنبية في افغانستان.
ويشارك في المفاوضات التي تهدف إلى انخراط طالبان في العملية السياسية والمشاركة على أسس عادلة ومتوازنة في حكم أفغانستان، ممثلون عن اللجنة السياسية من طالبان بتفويض من زعيمها الملا محمد عمر ،وممثلون عن شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم quot;القاعدquot;. وسيقود الجانب الأميركي جيمس دوبينز الممثل الخاص الجديد لأفغانستان وباكستان.
وأعلن مسؤولون أميركيون أن الجانبين سيناقشان موضوع تبادل الأسرى ضمن مواضيع أخرى، quot;كلا الجانبين سيستغل الأسابيع الأولى من المفاوضات في استكشاف نوايا ومطالب الجانب الآخرquot;.

تنظيم القاعدة
ويشترط الأميركيون أن تنبذ حركة طالبان العنف وتقطع علاقاتها بـquot;تنظيم القاعدةquot; وأن تحترم الدستور الأفغاني، بما في ذلك احترام حقوق النساء والأقليات، قبل الإنخراط في المفاوضات.
وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد قال إن حكومته تزمع إيفاد مندوبين إلى قطر للتفاوض مع حركة طالبان، ويوصف مستوى الثقة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بأنه quot;متدنٍquot; في أحسن الأحوال.
وكانت حركة quot;طالبانquot; ترفض في الماضي بإصرار التحدث إلى الرئيس كرزاي وحكومته معتبرة إياهم دمى أميركية، وقال كرزاي: quot;نأمل بأن يتفهم اخوتنا في طالبان ايضًا أن العملية ستنتقل الى بلدنا قريبًاquot;.

تحذير أوباما
وبينما حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من توقّع تقدم سريع قائلاً إن العملية لن تكون سهلة ولا سريعة، أكد مسؤولون أميركيون من جانبهم أن هذه خطوة أولى في طريق طويلة ليست مضمونة النتائج.
وقال أوباما للصحافيين الأربعاء بعد اجتماع قمة مجموعة الثماني في انيسكيلين في ايرلندا الشمالية quot;هذه خطوة مهمة نحو المصالحة ورغم ذلك فهي خطوة مبكرة جدًاquot;.
وقال اوباما: quot;نتوقع أن تكون هناك عقبات كثيرة على الطريق.quot; بينما يتوقع مسؤولون أميركيون أنها قد quot;تتعرض لنكسات وقد تستمر لسنواتquot;.
ومن جهته، شكك قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان في ما إذا كان متمردو شبكة حقاني سيعملون على إحلال السلام، وقال الجنرال جوزيف دانفورد في اتصال هاتفي من كابول quot;بعد كل ما رأيته من quot;جماعةquot; حقاني من الصعب أن اصدق أنهم يقبلون المصالحة.quot;

علاقات مع الجوار
وكان ممثل طالبان محمد نعيم قال للصحافيين عقب حفل إفتتاح المكتب في الدوحة الثلاثاء، بحضور مسؤولين من الحركة والحكومة القطرية: quot;الحركة ترغب في إقامة علاقات طيبة مع كل الدول المجاورة لأفغانستانquot;.
وجاء في بيان أصدرته الحركة quot;لا تريد إمارة أفغانستان الإسلامية أن تكون أفغانستان مصدر تهديد لأي من دول الجوار، ولن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخرى.quot;
ومضى البيان للقول quot;نريد حلاً سياسياً سلميًا ينهي إحتلال أفغانستان ويضمن قيام نظام حكم إسلامي ويحقق الأمن في عموم البلاد.quot;
وكان معصوم ستانكزاي، أمين عام المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان أبلغ إلى (بي بي سي) أنه من الحيوي أن تشعر الأطراف quot;بالثقة والارتياحquot; عند انطلاق العملية التفاوضية.
وأضاف quot;الوضع المثالي هو أن تنتقل المفاوضات إلى أفغانستان، فالموضوع موضوع أفغاني، والأفغان وحدهم هم الذين ينبغي أن يقرروا مصير بلادهم.quot;
ويشار في الختام، إلى أن الحركة الإسلامية المتشددة التي قوامها الطلبة quot;البشتونquot; كانت حلت في أفغانستان آتية من باكستان قي تسعينيات القرن الماضي كجيش فاتح لكنس الإجرام والفساد الذي ساد عقب الحرب الأهلية التي أعقبت طرد الجيش السوفييتي من البلاد.
واستطاعت الحركة انتزاع الحكم في أفغانستان بين عامي 1996 و2001 لكنها هزمت في الحرب الأميركية على الإرهاب التي أعقبت هجمات أيلول (سبتمبر) 2001.