تشارك عناصر من حزب الله في الاشتباكات الدائرة بين القوات السورية ومقاتلين معارضين بمحيط مقام السيدة زينب. وفيما رفض الرئيس الأميركي تحديد طبيعة المساعدة الجديدة للمعارضة أعلن الائتلاف السوري عن حقه في العمل العسكري لاسقاط النظام.


بيروت: تدور اشتباكات عنيفة اليوم الاربعاء بين القوات النظامية السورية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد عن وقوع quot;اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط مشفى الخميني في بلدة الذيابيةquot; القريبة من بلدة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي.

واشار الى تعرض مناطق في الذيابية وبلدة بيبلا القريبة منها للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، مشيرا الى quot;محاولة من قوات النظام لاقتحام هذه المناطقquot;. وتعتبر هذه المناطق مختلطة بين السنة والشيعة، ويعتبر مقام السيدة زينب الديني مركز حج مهم للشيعة خصوصا.

وبرر حزب الله لدى كشفه اخيرا مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا هذا العمل بانه للدفاع عن الشيعة ومقاماتهم الدينية في وجه quot;المجموعات المسلحةquot;، قبل ان يعلن امينه العام حسن نصرالله ان حزبه لن يسمح quot;بسقوط سورياquot; وانه سيواصل تحمل مسؤولياته وquot;سيكون حيث يجب ان يكونquot;.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها ان القوات النظامية قامت quot;بقصف هو الاعنف بالصواريخ والهاونquot; على الذيابية، مشيرة الى وقوع quot;اكثر من 150 قذيفة خلال ساعة ادت الى وقوع جرحى وشهداءquot;.

كما لفتت الى وصول quot;تعزيزات عسكرية كبيرة لحزب الله و لواء ابي الفضل العباسquot; الذي يضم مقاتلين شيعة معظمهم سوريون. ولعب حزب الله دورا كبيرا مؤخرا في سيطرة قوات النظام على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعدما كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لاكثر من عام.

وفي مناطق اخرى من البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط حاجز مجبل الزفت على طريق أريحا (شمال غرب) - اللاذقية (غرب) quot;ما أدى لإعطاب دبابتين للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها، وسيطرة الكتائب المقاتلة على الحاجزquot;، حسبما نقل المرصد.

وفي ريف اللاذقية، افاد المرصد عن وقوع انفجار مستودع ذخيرة داخل مركز عسكري في منطقة البصة الواقعة على المدخل الجنوبي لمدينة اللاذقية، ما اسفر عن سقوط 13 جريحاً عسكريا على الاقل بعضهم بحالة خطرة.

اما التلفزيون السوري، فذكر من جهته، ان انفجارا وقع في منطقة البصة في احدى وحدات الهندسة العسكرية وانه quot;ناجم عن خطأ فنيquot; واسفر عن وقوع ستة جرحى اصاباتهم طفيفة.

أوباما يرفض تحديد طبيعة المساعدة لمسلحي المعارضة

إلى ذلك،رفض الرئيس الاميركي باراك أوباما الاربعاء تحديد طبيعة المساعدة العسكرية الاميركية الجديدة لمسلحي المعارضة السورية بعدما اعلن مسؤولون اميركيون انه يمكن ارسال شحنات اسلحة خفيفة. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين quot;لا يمكنني التعليق على تفاصيل برامجنا المرتبطة بالمعارضة السورية ولن اقوم بذلكquot;.

ورفض الرئيس الأميركي كشف كيف ستزيد واشنطن مساعدتها للمعارضة السورية بعد ان اكدت الحكومة الاميركية انها ستقدم مساعدة عسكرية للمعارضة للمرة الأولى بعد التحقق من ان الرئيس بشار الاسد استخدم اسلحة كيميائية.

وكان أوباما قد حذر سابقا من إرسال مزيد من الاسلحة الى سوريا واكتفى بتقديم مساعدة اميركية انسانية ومعدات غير قاتلة. ورفض اوباما في برلين التقارير الاميركية التي تحدثت عن ان زيادة الدعم الاميركي للمعارضة تعني ان البيت الابيض بات الان على منحدر زلق قد يقوده الى نزاع جديد خطير في الشرق الاوسط مؤكدا ان هذا الامر خطأ.

وقال quot;ما نريده هو انهاء حربquot; داعيا مجددا الى مرحلة سياسية انتقالية في سوريا لا تشمل الاسد. وقالت ميركل من جهتها ان quot;الاسد فقد شرعيتهquot; لكنها اكدت موقف المانيا quot;التي تلتزم بقواعد قانونية واضحة تقضي بعدم ارسال اسلحة الى بلد يشهد حربا اهليةquot;.

وأضافت أن هذا الموقف عالمي quot;ولا علاقة له بملف سوريا بالتحديدquot;.وتابعت quot;هذا لا يعني انه لا يمكننا ان نلعب دورا بناء سياسيا او انسانيا وان نجد الطريقة الصحيحةquot; لمساعدة المعارضة المعتدلة وشعب سوريا.

حق العمل العسكري

من جانبها، أعلنت المعارضة السورية الاربعاء احتفاظها بحقها في quot;العمل العسكريquot; لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، مجددة التاكيد ان رحيل الاسد هو الشرط لاي حل سياسي، وذلك غداة اعلان مجموعة الثماني التزامها الحل السياسي وضرورة عقد مؤتمر جنيف-2.

واكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان تعليقا على مواقف قمة مجموعة الثماني التي انهت اجتماعاتها في ايرلندا الثلاثاء، quot;التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في اسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين، محتفظاً بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكريquot;.

وقال البيان ان نظام الاسد quot;الذي دأب على قتل المدنيين باستخدام الأسلحة البالستية والكيميائية والطيران الحربي، هو مصدر الإرهاب الوحيد في سورية، ويجب أن تصب جهود الدول كافة لمحاربته وحده من أجل تحقيق سلام دائم في سوريةquot;.

وخرجت قمة مجموعة الثماني بعد يومين من المحادثات الشاقة باتفاق الحد الادنى حول سوريا، اذ دعت الى تنظيم مؤتمر سلام quot;في اقرب وقتquot;، وتركت كل المسائل الاساسية المتعلقة بالتسوية عالقة، ما يعكس الخلافات العميقة بين موسكو والغربيين.