بعد قتال عنيف دام يومين، تمكن الأكراد من طرد جهاديي النصرة ودولة العراق والشام من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، فيما تستمر المعارك عنيفة في ريف دمشق وحمص.


بيروت: تمكن مقاتلون أكراد من طرد جهاديين إسلاميين من كامل مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا الاربعاء، بعد اشتباكات عنيفة بدأت مساء الثلثاء، قتل فيها أحد عشر مقاتلًا، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد: quot;سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية بشكل شبه كامل على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال سوريا، عقب اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلثاء مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى متطرفة، لكن المعبر الحدودي كان لا يزال بين ايدي الاسلاميينquot;. وبعد الظهر، ذكر المرصد وناشطون سوريون أن وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت على المعبر الحدودي الذي يربط راس العين بتركيا، وان عددًا كبيرًا من المقاتلين الاسلاميين انسحبوا من المعبر، بينما سلم آخرون انفسهم إلى مقاتلي الوحدات، التي قررت انشاء لجنة من اهالي مدينة راس العين لادارة المعبر المغلق منذ اشهر.
معارك واتفاق
كانت المعارك بين الجانبين قد اندلعت الثلثاء إثر هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على سيارة فيها ثلاثة مقاتلين اكراد بينهم امراتان، فاعتقلوا الرجل الذي كان يقود السيارة، فيما تمكنت المقاتلتان من الفرار. وقد اسفرت عن مقتل مقاتلين كرديين وتسعة جهاديين، بحسب المرصد. وقد شهدت مدينة رأس العين ثلاثة اشهر من المعارك في نهاية 2012 وبداية 2013 بين الاكراد ومقاتلين من الجيش الحر بعضهم اسلاميون، انتهت بمصالحة رعاها المعارض البارز ميشال كيلو، تم فيه الاتفاق على انسحاب مقاتلي الكتائب من المدينة، وعلى توحيد الجهود ضد القوات السورية النظامية. إلا أن جبهو النصرة بقيت حينها في منأى عن المواجهات وعن الاتفاق، فانسحب الجيش الحر من المدينة بقيت النصرة.
وفي رأس العين غالبية من الاكراد، يسعون إلى التفرد بادارة مناطقهم. ونقل ناشطون في المدينة عن سكانها امتعاضهم من تصرفات النصرة والدولة الاسلامية، لا سيما منذ بداية شهر رمضان، اذ يمارسون ضغوطًا كبيرة عليهم ليلتزموا بالصوم، ويعترضون النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددون في تطبيق الشريعة الاسلامية، فيما العادات والتقاليد السورية مختلفة.
ريف دمشق مشتعل
وتستمر الحرب السورية في استعارها في أنحاء سوريا. ففي ريف دمشق، قتل سبعة اشخاص بينهم طفل الاربعاء في انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة في بلدة كناكر جنوب غرب العاصمة، بحسب ما افاد به المرصد السوري. وكان التلفزيون السوري الرسمي اشار في شريط اخباري عاجل إلى انفجار سيارة مفخخة مركونة عند جامع العمري في كناكر بريف دمشق، مشيرًا إلى أنباء عن استشهاد عدد من المواطنين بينهم نساء واطفال، من دون تحديد عدد الضحايا.
أما الاشتباكات فما تزال مستمرة بين القوات السورية التابعة للنظام ومقاتلين معارضين في حي القابون، إذ تحاول القوات النظامية السيطرة على الحي بشكل كامل، إلى جانب القصف الكثيف على حي برزة. وقد توجهت كتائب من الجيش الحر من الغوطة الشرقية لمساندة المقاتلين في القابون وفك الحصار الذي تفرضه قوات الأسد. كما أبلغ ناشطون عن معارك عنيفة تدور على أطراف بلدة الديرسلمان بريف دمشق، وعن قصف عنيف من قبل قوات النظام على البلدة.
... وحمص مستمرة
وفي حمص، تجددت محاولات القوات النظامية اقتحام حي باب هود اليوم، بعد ثلاثة أيام من الهدوء. وأوضح أن هذه المحاولات ترافقت مع تكثيف القصف على الحي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء حمص القديمة تتعرض للقصف من القوات النظامية، كما يطال القصف قلعة الحصن بشكل مركز، ما ألحق بها خرابًا كبيرًا.
ونفى الناشط السوري يزن أن تكون أية مساعدات أو معونات طبية أو غذائية قد دخلت المنطقة المحاصرة، مشيرًا إلى أن الوضع الانساني بحمص يستمر في التردي يومًا بعد يوم، وأن هناك حاجة ملحة إلى إجلاء الجرحى والمصابين الذين يحتاج بعضهم إلى عمليات جراحية عاجلة لا يمكن اجراؤها بما توفر من امكانات طبية داخل الاحياء المحاصرة.