تتجه أنظار العالم إلى ما سيحدث في سوريا، وهل ستنفذ الولايات المتحدة حربا جديدة كما فعلت سابقا في العراق وأفغانستان، وهي حروب غطتها (إيلاف) بكل تفاصيلها وواكبت مجرياتها.

عشر سنوات عدداً،،، ولا زلت أذكر تلك الليلة 19- 20 مارس/ آذار العام 2003 حين واصلت السهر حتى الفجر مع quot;خلية نحلquot; في صحيفة (إيلاف) عبر زملاء في لندن وبيروت والرياض وواشنطن وبغداد وموسكو وعمّان والقاهرة وباريس والمنامة والكويت حيث وجهت القوات الأميركية ضربتها الجوية الأولى لعاصمة العباسيين وسقط نظام صدام حسين وسقطت بغداد في 9 إبريل/ نيسان لكنّ الحرب الضروس امتدت لأيام وأسابيع وأشهر وسنوات ولا زالت معاناة العراق قائمة.
هيئة أركان حرب مهنية تشكلت بقيادة المايسترو (الأدميرال) عثمان العمير وساعده أركان منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من غادر بعد بلاء حسن ومنهم من لازال أو زالت من الزملاء والزميلات على صهوة الجواد وفي الخندق ذاته.
قبلها، بعامين كنا في (إيلاف) واصلنا الليل بالنهار لحظة الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001 ، حين تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها.
تفجيرات سبتمبر
الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
وبعد أشهر قليلة، أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الحرب ضد الإرهاب، وسقط حكم طالبان وامتدت الحرب الأفغانية إلى اللحظة دون حسم، ولم يتم (لجم) الإرهاب، ولم تتحقق الديمقراطية لا في أفغانستان ولا العراق ولا الدول المشمولة في منظومة الشرق الأوسط الكبير المقترح (أميركياً) منذ العام 1995.
لا بل إن هذا الإرهاب اتسعت دائرته ليشمل ليس افغانستان وباكستان والعراق والسعودية والاردن ولبنان وعواصم غربية، بل إنه يأخذ مداه الآن في سوريا عبر ما لا يقل عن 40 جماعة متشددة بمسميات عديدة لعل أبرزها جبهة النصرة وإمارة العراق الإسلامية تقاتل نظام الحكم القائم في دمشق.
مبررات الحرب
مبررات الحرب الوشيكة ضد سوريا مختلفة الى حد quot;قريب لا بعيدquot; وهو استخدامات السلاح الكيميائي وحقوق الإنسان، وهما أمران تورط فيهما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتشير كل التقارير (الغربية والأميركية) حالياً إلى أن الرئيس بشار الأسد تورط فيها في الهجوم الكيميائي الأسبوع الماضي في الغوطة.
المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أوضح يوم الاثنين أن الرئيس الأميركي، باراك اوباما يقيّم حاليًا رداً على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وقال كارني quot;لا يوجد شك يذكر في عقولنا في أن الحكومة السورية مذنبةquot;، واضاف أنه لا سبيل لإنكار أن الاسلحة استخدمت، في ما وصفه بأنه انتهاك للعرف الدولي.
وزير الخارجية الاميركي جون كيري أيضاً قال يوم الاثنين في بيان قوي إن كل الدول يجب أن تتخذ موقفًا لأجل المحاسبة عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. وأضاف أن المعلومات حتى الآن ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية تبين أن quot;الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف أن النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية.quot;
ضربة ولكن بلا جدول زمني
لم تكن الإدارة الأميركية قبل عشر سنوات جدولاً زمنياً للحرب في العراق، حيث امتدت التهديدات لستة اشهر حتى ليلة 19 ndash; 20 مارس 2003 ، وهذا ما أعلنته وزارة الخارجية الاميركية يوم الاثنين حين قالت إن ادارة اوباما لم تحدد جدولاً زمنيًا للرد على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا لكنّ المسؤولين يعدون الخيارات للرئيس باراك اوباما بشعور بالحاجة الملحة.
وذات المشاورات والاتصالات بين الخلفاء الغربيين وعواصم عربية حليفة في الإقليم كانت تمت قبل عشر سنوات وهي تتم الآن على المستوى ذاته مع تبدل الأشخاص والقيادات هنا وهناك، ففي واشنطن هناك إدارة ديمقراطية الآن وفي لندن تحالف بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين وفي باريس حكم اشتراكي.
واعتقاد الرئيس الأميركي (الجمهوري) بوش، هو ذاته اعتقاد (الديمقراطي) أوباما انه يتعين محاسبة من يستعملون ابشع الاسلحة في العالم ضد اضعف اناس على وجه الارضquot;. ويضيف أوباما: quot;ان ازهاق ارواح المدنيين دون تمييز وقتل النساء والاطفال والمارة الابرياء بالاسلحة الكيميائية جريمة اخلاقية.
ويقول: quot;إنه امر لا يمكن تبريره باي معيار ورغم المبررات والمراوغة التي ابتدعها البعض فانه امر لا يمكن انكاره.quot;
خلال تجهيزات الحرب ضد العراق قبل عشر سنوات لم يتم تشكيل مجلس حرب دولي ndash; إقليمي، بل تم تشكيل تحالف، هذه المرة تم تشكيل مجلس الحرب من خلال اجتماع رؤساء عشرة رؤساء اركان يمثلون الولايات المتحدة وحلفاءها من اوروبا والشرق الاوسط في الاردن.
متى وكيف ؟
متى ستتم الضربة وكيف، لا أحد كشف أسراراً في عواصم القرار الغربية، ولا احد من القادة راغب في خوض حرب على الأرض في شكل تدخل او غزو بري، ولكن الحرب سجال دائما وتحمل ألغازها وأسرارها.
هناك تسميات كثيرة استخدمت لتوصيف الغزو الأميركي للعراق أو حرب الخليج الثالثة (حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق) سنة 2003 والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة وبمساعدة دول مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وأطلق المناهضون لهذه الحرب تسمية quot;حرب بوشquot; على هذا الصراع أو حرب احتلال العراق.
وختاماً، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماذا سيطلق من أسماء وتوصيفات على الحرب الوشيكة ضد سوريا،،، وإلى أي مدى ستذهب بعيداً في نتائجها أو مدتها ... !؟