تعتقد موسكو أن المقاتلين الإسلاميين الذين غادروا ديارهم للقتال في سوريا، سيعودون يومًا إلى شمال القوقاز لشن هجمات جديدة ضد الأهداف الروسية، وبالفعل بدأ قادة هذه الجماعات بالتنسيق معًا لتحقيق هدفهم بإقامة quot;إمارات القوقازquot;.

القاهرة: تتزايد المخاوف لدى روسيا من احتمال عودة مسلحي شمال القوقاز الذين يحاربون الآن في سوريا، للمناطق الجنوبية في روسيا بغية محاربة القوات الروسية بمختلف أنحاء البلاد.
وأفادت تقارير صحافية بأن مَن يقود القتال في المناطق الجنوبية الروسية التي تضم الشيشان، أنغوشيا، داغستان وقباردينو- بلقاريا هو دوكو عمروف، الذي غيّر مؤخراً أحد قراراته السابقة بعدم مهاجمة المدنيين بهدف شن معركته داخل سوريا.
وعمروف هو قائد المقاتلين المسلحين الإسلاميين الذين يرغبون في تحويل المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة إلى إمارات القوقاز. وبينما سبق له أن رفض في البداية فكرة ذهاب الشيشان لخوض غمار القتال في سوريا، فقد غيّر عمروف من موقفه الآن، وها هو يعمل على اتفاق مع الأمير صلاح الدين، الذي يقود مقاتلي شمال القوقاز في سوريا، لكي يحث هؤلاء المقاتلين على العودة لروسيا لاحقًا كي يحاربوا تحت قيادته.
وقد ظهرت بالفعل مجموعة من الصور لعدد من المقاتلين في سوريا وهم يرتدون ملابس كُتب عليها quot;إمارات القوقازquot;. وجاءت احتمالات عودة هؤلاء المقاتلين من سوريا في وقت يتدهور فيه الوضع الأمني في روسيا، ليس فقط في شمال القوقاز، وإنما أيضاً في أجزاء أخرى من الاتحاد السوفيتي، مثل منطقة الفولغا.
وقد انضم كذلك روس عرقيون من منطقة الفولغا إلى مسلحي شمال القوقاز لخوض غمار القتال في سوريا، وهو ما أدى إلى تزايد المخاوف من أن هؤلاء المقاتلين، العائدين للتو من ساحات العراك في سوريا، سيواصلون جهودهم القتالية في روسيا.
وسبق لعمروف أن أظهر من قبل قدرته على شن هجمات داخل روسيا كما حدث من خلال الهجوم الذي استهدف مطار دوموديدوفو الدولي في موسكو خلال نيسان/ أبريل عام 2011، ووقتها أعلن عمروف مسؤوليته عن ذلك الفعل الإرهابي، الذي راح ضحيته ما يقرب من 37 شخصاً.
كما سبق أن وقعت تفجيرات انتحارية في آذار/ مارس عام 2010 بمحطتي مترو، في قلب العاصمة موسكو، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 شخصاً وإصابة 100 آخرين. وتبنى عمروف هذا الهجوم أيضاً وجاء ليشكل تغييراً بسياسته الخاصة بعدم مهاجمة المدنيين.
وتعهد عمروف بالاستمرار في شن مثل هذه الهجمات إلى أن تقوم موسكو بمنح الاستقلال للمقاطعات المسلمة في شمال القوقاز. وهي الفكرة التي رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، رغم ضخه ملايين الدولارات بالمنطقة لتحسين الأوضاع الاقتصادية هناك.