نفى الجيش السوري الحر، على لسان لؤي المقداد، أي علاقة له بتفجير الرويس أمس، متهمًا دمشق وطهران بذلك لشد العصب الشيعي الذي ارتخى حول حزب الله في الآونة الأخيرة.


بيروت: بعد لحظات من دوي انفجار عبوة مفخخة زنتها 60 كيلوغرامًا من مادة تي أن تي في شارع دكاش، الذي يربط حي بئر العبد بمنطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، تعالت الأصوات التي تتهم الجيش السوري الحر وكتائب في المعارضة السورية.

إلا أن الجيش السوري الحر، والذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، أكد أن لا علاقة له بتفجير السيارة المفخخة في معقل حزب الله، حليف نظام دمشق، وموجهًا الاتهام إلى دمشق وطهران، ومحملًا الحزب نفسه مسؤولية أي رد فعل على تورطه في الحرب السورية، خصوصًا بعدما تبنت مجموعة غير معروفة، تطلق على نفسها اسم quot;سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجيةquot; التفجير، قائلة في شريط مصور انه رسالة للحزب الذي يشارك في المعارك الى جانب قوات النظام السوري.

اتهام دمشق وطهران

وفي إطار هذا النفي، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر، لوكالة الصحافة الفرنسية: quot;نحن في هيئة أركان الجيش السوري الحر، نندد بهذه العملية، ونعتبرها عملًا اجراميًا يستهدف مدنيينquot;.

واعتبر أن الاشخاص الذين ظهروا في التسجيل لم يدعوا انتماءهم إلى الجيش الحر، ولا إلى الثورة السورية، غير أنه رأى أن من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة هو من شارك في قتل وذبح الشعب السوري الى جوار المجرم بشار الاسد، وهو من أمن المناخات اللازمة لكل انواع الاعمالquot;، في اشارة من المقداد إلى حزب الله، الذي أعلن منذ أشهر مشاركة عناصره في القتال الى جانب القوات النظامية السورية.

ولمح المقداد الى ضلوع دمشق وطهران في التفجير، قائلًا: quot;لا استبعد ضلوع مخابرات نظام بشار الاسد والمخابرات الايرانية، لأنه تردد الكثير في الفترة الاخيرة عن أن الحاضنة الشعبية لحزب الله بدأت تتململ من مشاركته في سورياquot;، وكأنه بذلك يوحي بان هذا التفجير أتى ليشد العصب الشيعي، بعدما خلفته ضحايا القتال السوري من صدع حول حزب الله.

الحريري يعزي وقطر تدين

وفي حصيلة شبه نهائية لتفجير السيارة المفخخة التي هزت معقل حزب الله عصر أمس الخميس، قتل 24 شخصًا واصابة اكثر من 330 بجروح، إلى جانب جثث مجهولة الهوية، واختفاء عدد من الأشخاص. وهذا الانفجار هو الاكثر دموية في الضاحية منذ نحو ثلاثة عقود، والثاني الذي استهدف المنطقة نفسها خلال شهر تقريبًا.

وعلى الرغم من التصاريح النارية، التي اتهمت قوى 14 آذار بالتواطؤ مع أعداء الحزب، وخصوصًا إسرائيل والتكفيريين، وهو الاسم الذي يطلقه حزب الله على المتشددين الاسلاميين الذين يقاتلهم في سوريا، اتصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري هاتفيًا اليوم الجمعة بنبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل الشيعية، وعزّاه في ضحايا تفجير الرويس، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود في سبيل درء المخاطر التي تهدد لبنان، والعمل على معالجة أسباب الاحتقانات.

ودعا الحريري إلى عقلنة الخطاب السياسي بمواجهة الأخطار والعمل على معالجة أسباب الاحتقان.

وردًا على اتهامات طالت قطر بتدبير التفجيرات في الضاحية الجنوبية، أدان مسؤول في وزارة الخارجية القطرية التفجير بشدة، مؤكدًا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية أن قطر تدين مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين، وإراقة الدماء الذكية وإزهاق الأرواح البريئة.

وعبّر المسؤول القطري عن تعازي قطر ومواساتها لأسر الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإجرامي، وتمنى المصدر الشفاء للمصابين، مجددًا مواقف قطر الثابتة بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره، وما ينجم عنه من ضحايا وتدمير للممتلكات وترويع للآمنين.

بيريز يرفض اتهامات سليمان

من جانبه، رفض الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الجمعة الاتهامات التي وجهها نظيره اللبناني ميشال سليمان إلى إسرائيل بانها تقف وراء التفجير.

وقال بيريز كما نقل المتحدث باسمه quot;لقد فوجئت بان يكون الرئيس اللبناني أكد مجددًا أن اسرائيل تتحمل مسؤولية التفجير. لماذا ينظر في اتجاه اسرائيل في حين ان حزب الله يكسر عظام لبنان ويقتل الناس في سوريا من دون موافقة الحكومة اللبنانية؟quot;.