دعا خطباء عراقيون سنة في صلوات الجمعة أفراد الجيش إلى عصيان أوامر قياداتهم في استهداف أبناء المكون السني وقتلهم وتهجيرهم واعتقالهم واتهموا الحكومة باطلاق يد الميليشيات المسلحة في استهدافهم... فيما حمّل معتمد للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني السياسيين العراقيين مسؤولية الازمات التي تعيشها البلاد محذرا اياهم من خداع المواطنين بالشعارات الزائفة.


لندن: شهدت المحافظات العراقية الست المحتجة في غرب وشمال البلاد اليوم الجمعة اعتصامات وصلوات جمعة تحت شعار quot;زيف حملتك حقيقة فشلكquot; في إشارة إلى الحملة العسكرية التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي في مناطق محيط بغداد مطلع الشهر الحالي واطلق عليها اسم quot;ثأر الشهداءquot;.

فقد ندد خطباء ساحات الحراك الشعبي في محافظات الانبار وديإلى وصلاح الدين وسامراء والموصل وكركوك واجزاء من بغداد بتجاوزات القوات المنفذة لعمليات quot;ثأر الشهداءquot; في مناطق حزام بغداد واتهموا السلطات باستهداف المواطنين السنة والسعي لاخلاء هذه المناطق منهم.

وفي مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) اتهم خطيب جمعة الاعتصام سمير فؤاد السامرائي الحكومة وقواتها الامنية بممارسات ارهابية في مناطق محيط بغداد وقال إنها تستهدف ابناء السنة فيها بالقتل والتهجير والاعتقال.

ودعا أفراد الجيش إلى عدم المشاركة في هذه العمليات ورفض أوامر قياداتهم في استهداف المواطنين في هذه المناطق والمشاركة في سفك دمائهم واعتقالهم. واكد ان هذه العمليات تحمل اهدافا طائفية بحتة تحت غطاء محاربة الارهاب.

وحذر الحكومة ورئيسها نوري المالكي قائلا quot;ان حكمكم زائل وستتهدم عروشكم الظالمةquot; وأشار إلى أنّ الحكومة تطلق يد الميليشيات الطائفية المسلحة لتجول في بغداد ومدن العراق الاخرى لتقتل وتهجر وتفخخ السيارات من دون حسيب او رقيب.

وشدد الخطيب في خطبته التي تابعتها quot;إيلافquot; عبر قناة المدينة الفضائية على ان المحتجين في المحافظات الست مستمرون في حراكهم حتى تحقيق مطاليبهم مشيرا إلى أنّ الحكومة غارقة في دماء الابرياء وفي الفساد وتخبط السياسات الامنية والخدمية والاقتصادية.

وفي مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) قال خطيب الجمعة الشيخ سفر إن زيف الحملة الامنية واعتقال الابرياء لأسباب طائفية هي سبب فشل الحكومة في عملها بتوفير الامن للمواطن رغم الاجراءات الامنية القمعية وانتهاك حقوق الانسان في البلد.

وأشار إلى أنّ الحكومة تتغاضى عن الميليشيات في تفجيرها المفخخات وقتلها الشعب وفي الوقت ذاته تنكل بسكان حزام بغداد من اعتقالات وتعذيب لاسباب طائفية. وفي مدينة الفلوجة استنكر خطيب جمعة الفلوجة الشيخ مصطفى الحديثي اجراءات الحكومة المتمثلة بحملات الاعتقال والحصار التي تنفذها في مناطق حزام بغداد والمحافظات.

وقال في خطبة صلاة الجمعة الموحدة التي بثت مقاطع منها الوكالة الوطنية العراقية ان المالكي quot;يشن حملة اعتقالات لا سابقة لها ضد اهل السُنة والجماعة متوهما بأنه سوف يحقق الأمن لنفسه ولحاشيته بينما هو يمارس عدوان الحاكم الظالم quot;.

وأضاف أن ما يطلق عليها اسم حملة ثأر الشهداء جاءت باطار طائفي وظلم لم يشهده العراق سابقا ، بدأت بدعم الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران لكنها زادت من اعمال العنف والتفجيرات. وخاطب الشيخ الحديثي المالكي محذرا quot;انك تحاول اقصاء مكون كبير بجبروت سلطتك لكنك واهم فأنت تواجه امة سوف تتحطم كل قواك امامهاquot;. واتهم الجيش بالولاء التام للحكومة بدلا من الولاء للوطن والشعب.

وفي محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) اكد خطباء الجمعة في عدد من المساجد في ست وحدات ادارية في ديإلى أنّ المشكلة السياسية في البلاد افرزت انطباعات سيئة على الشارع العراقي وان حلها يكون عبر التصالح والتسامح وان يكون العراق للجميع داعين إلى التركيز على الوحدة الوطنية ونبذ الافكار الطائفية المريضة من اجل تحقيق الوئام والتكاتف بين مكونات الشعب الواحد.

وأعلنوا تأييدهم لمطالب الجماهير المشروعة بإلغاء الرواتب التقاعدية لكبار المسؤولين مؤدين انها مطالب دستورية وقانونية وان منح الرواتب التقاعدية للبرلمانيين مخالفة لأحكام الدستور وتمثل هدرا للمال العام.

يذكر ان حملة quot;ثأر الشهداءquot; تتعرض إلى انتقادات سياسية وشعبية اتهمت السلطات بان الهدف منها هو تهجير ابناء السنة من مناطق حزام بغداد بعد تعريضهم للقتل والاعتقال وسرقة منازلهم ومواشيهم. وقد اقر المالكي الاسبوع الماضي بتجاوزات قوات الامن على المواطنين الذين قدم لهم اعتذارا عن ذلك للتخفيف من غضبهم حيث تواصل هذه القوات عمليات تمشيط مسلحة في محيط بغداد اطلقت عليها quot;ثأر الشهداءquot;.

وتشهد محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

السيستاني يحذر المسؤولين من خداع الناس بالشعارات الزائفة

حمل معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني السياسيين العراقيين مسؤولية الازمات التي تعيشها البلاد ودعاهم إلى حوار يوصل إلى خارطة طريق تحل هذه الازمات.

وطالب خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) معتمد المرجعية الدينية احمد الصافي في خطبة الجمعة القوى السياسية في العراق بتكثيف الحوار الجاد المثمر وعرض نتائجه وان تكون هناك خارطة طريق واضحة لحل الازمات في العراق. وتساءل قائلا quot;هل هناك مشاكل امنية.. الجواب نعم.. هل هناك مشاكل سياسية والاجابة بنعم ايضا.. والسؤال هل ان هذه المشاكل لا حل لها قطعا هناك حل والا كيف تحل البلدان في العالم مشاكلها quot;.

ودعا إلى حوار ينهي هذه الازمات وقال إن المشكلة في العراق ان الحوار فيه يتأخر أشهرا واذا تحقق فإنه لا يبحث عن المشاكل الحقيقية. وقال إن التداعيات التي يمر بها العراق من نزيف دم وتصعيد طائفي واعلامي وتدخلات خارجية أصبحت أشبه بحالة الطوارئ.. وأضاف أن خطابات المسؤولين الرنانة لا تغير شيئا من الواقع والمواطن يريد من يغير له حاله.

وأشار الصافي إلى أنّ القتل والارهاب يزداد في العراق وازمة الثقة بين السياسيين تفاقمت ومشاريع الاعمار تأخرت والناس تعمل وتستنجد وتطالب بالحلول. وشدد الصافي على ضرورة قيام السياسيين باعلان خطة طريق واضحة لإنهاء مشاكل البلاد خاطبهم قائلا quot;اياكم وخداع الناس بالشعارات الزائفة وعليكم التنازل بعضكم لبعضquot;. وخاطبهم quot;ماذا تريدون.. أتريدونها حربا طائفية.. من يدفع لكم لتصعدوا التصريحات وتؤزموا الاوضاعquot;.

وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة قتل اكثر من الف عراقي خلال شهر تموز ( يوليو) الماضي وكان هذا أكبر عدد من القتلى يسقط خلال شهر واحد منذ خمس سنوات حيث زادت شدة الهجمات بدرجة كبيرة منذ بداية عام 2013 حيث قتل حوالى 4 الاف عراقي خلال الاشهر الثمانية لحد الان. وكثيرا ما تستهدف التفجيرات المقاهي والأماكن الأخرى التي تتجمع فيها الأسر في المناطق الشيعية بالإضافة إلى المنشآت العسكرية وحواجز التفتيش.