أصاب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما انتظار موافقة الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، المعارضة بخيبة أمل. إلا أنّها تعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي.


بيروت: صرح مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الاحد أن موقف الرئيس الاميركي لجهة التريث في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في انتظار التشاور مع الكونغرس، اصاب المعارضة quot;بخيبة املquot;، الا أنه اعرب عن اعتقاده بأن الكونغرس سيوافق على الضربة.

وقال عضو الائتلاف سمير نشار: quot;نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع أن تكون الامور اسرع وأن تكون الضربة مباشرة وفورية وبين ساعة وأخرىquot;. وأضاف أن باراك أوباما quot;تحدث عن مشاورات يريد أن يجريها مع الكونغرس. على الرغم من اعلانه أن هناك ضربة عسكرية، لكنه اخرها تسعة ايامquot;.

ورأى أن أوباما quot;يريد أن يعوض عن عدم موافقة مجلس العموم البريطاني على تدخل حكومته عسكريًا في سوريا ما افقد أوباما حليفًا قويًا. يريد أن يحصل على تغطية سياسية لقراره العسكريquot;.

وقال نشار: quot;نعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الاميركية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائيquot; في ريف دمشق في 21 آب (اغسطس)، والذي تقول واشنطن إنه تسبب بمقتل 1429 شخصًا.

يذكّر أنّ قلة من رؤساء الولايات المتحدة سعوا للحصول على موافقة الكونغرس لشن عمليات عسكرية في الخارج، وخصوصًا اذا كان الامر يتعلق بضربات محدودة كما يفكر أوباما بشأن سوريا.

تاريخيًا، يمنح الدستور الأميركي الكونغرس سلطة quot;اعلان الحربquot;. لكن المرة الاخيرة التي صدر فيها اعلان رسمي تعود الى الحرب العالمية الثانية. وعمليًا تجنب كل الرؤساء الأميركيين هذه العبارة وشنوا عمليات عسكرية او حملات غزو بري احادية الجانب عشرات المرات باسم الصلاحيات الدستورية التي يتمتع بها قائد الجيوش الأميركية.

وبعد حرب فيتنام وعلى الرغم من اعتراض الرئيس ريتشارد نيكسون، صوت البرلمانيون على quot;قرار سلطات الحربquot; لاجبار الرئيس على الحصول فعليًا على موافقة يصوت عليها الكونغرس لكل تدخل في quot;اعمال عدائيةquot; تستمر اكثر من ستين يومًا.

وفي العراق في 2003، حصل الرئيس جورج بوش على مثل quot;هذا التصريح لاستخدام القوة العسكريةquot;. لكن معظم الرؤساء رأوا أن هذا البند مخالف للدستور واكتفوا بابلاغ الكونغرس بأي عملية لنشر القوات.

ففي كانون الاول (ديسمبر) 1995، امر الرئيس بيل كلينتون مثلا بنشر عشرين الف جندي دعمًا لقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في البوسنة والهرسك بعد توقيع اتفاقات دايتون للسلام. لكن الكونغرس لم ينجح بعد ذلك في التفاهم على عدة مشاريع قرارات تدعم أو تمنع التدخل.

كما لم يجز الكونغرس عمليات الغزو البري في الصومال (1992) وهايتي (1194) ولا الضربات الصاروخية لافغانستان والسودان في 1998، ردًا على اعتداءين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.

ومؤخرا في آذار (مارس) 2011، برر الرئيس باراك أوباما التدخل في ليبيا باسم قرار في مجلس الامن الدولي. وهنا ايضا طالب الكونغرس بمشاورته من دون جدوى. وبالنسبة لسوريا، رأى أوباما ان تصويتًا في الكونغرس حسب الاصول سيمنحه دعمًا سياسيًا قويًا بينما يشهد الرأي العام انقسامًا في هذا الشأن.

وكان الرئيس الأميركي اعلن السبت أنه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية. وقال أوباما quot;سأطلب موافقة ممثلي الأميركيين في الكونغرس على استخدام القوةquot;، مؤكداً أن quot;قوتنا تكمن ليس فقط في قوتنا العسكرية بل ايضاً في ما نمثله كحكومة للشعب وعبر الشعب ومن اجل الشعبquot;.

وتابع: quot;حتى لو كنت املك سلطة اطلاق هذا العمل العسكري من دون اذن خاص من الكونغرس، اعرف أن بلادنا ستكون اكثر قوة في حال سلكنا هذه الطريق وتحركاتنا ستكون بذلك اكثر فاعليةquot;.