يلتقيان... لا يلتقيان؟ هذا هو السؤال الحائر في الأوساط الدبلوماسية العالمية على هامش انعقاد قمة العشرين الكبار في مدينة سان بطرسبورغ بضيافة روسيا، والجدل يثار حول ما إذا كان الرئيسان الأميركي باراك أوباما ومضيفه الروسي فلاديمير سيلتقيان وأي نوع وشكل وبروتوكول سيتم اللقاء هذا إن تم، وتوصف القمة بأنها quot;الأكثر إحراجاًquot; على نحو بروتوكولي ولجهة أجندتها.


يصل الرئيس الاميركي باراك أوباما الخميس الى سان بطرسبورغ لحضور قمة لمجموعة العشرين يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشد خصومه في معارضة تدخل عسكري في سوريا.

وحيث يلتقي 20 زعيماً حول مائدة القمة التي كان من المفترض أن تحتل المشكلات الاقتصادية العالمية صدارة أجندتها، فإنهم على ما يبدو سيجلسون تحت شبح العمل العسكري الذي تتجهز الولايات المتحدة لتوجيهه ضد سوريا، خاصة مع وجود خلافات كبيرة بين أبرز أعضاء المجموعة على طريقة التعاطي مع الملف السوري.

وأوردت صحيفة (إزفيستيا) الروسية أن اللجنة التنظيمية لمؤتمر القمة درست بداية خيارين اثنين لإجلاس الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، إلى طاولة القمة: الأول وفق الحروف الأبجدية الروسية، والثاني وفق الأبجدية الإنكليزية.

وحسب التقاليد تمتلك الدولة المستضيفة حق تحديد أماكن الجلوس، وبالتالي سيفصل مقعد السعودية فقط بين مقعدي روسيا والولايات المتحدة، لكن منعاً لوقوع أي حرج قررت اللجنة المنظمة للقمة إجلاس المشاركين وفق الأبجدية الإنكليزية، ما يعني أنه ستفصل بين مقعدي بوتين وأوباما خمسة مقاعد، وهو ما أكده المتحدث الصحافي باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

استبعاد اللقاء الثنائي

وفي حين استبعد الناطق الصحافي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لقاء ثنائيًا في إطار قمة quot;العشرينquot; إلا أنه قال بيسكوف:quot; الرئيسان سيتحدثان إلى بعضهما بشكل أو بآخر، quot; لكن لم يخطط لعقد لقاء ثنائي بينهماquot;

وفي الإطار ذاته، أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أنه لم يكن مخططاً عقد لقاء ثنائي بين بوتين وأوباما خلال القمة، لأن الطرفين كان قد اتفقا في السابق على عقد قمة في موسكو إلا أن هذه القمة ألغيت من الجانب الأميركي، وأضافquot; لكني أنطلق من أن بوتين بوصفه مستضيف القمة فمن الطبيعي أن يرحب بأوباما كغيره من القادة المشاركين ويصافحه، وبعدها ndash; سنرىquot;.

ولم يستبعد أوشاكوف أن ينتهز الجانبان فسحة من الوقت في أروقة القمة للتحاور، وقال:quot; خلال سير فعاليات القمة ستكون لديهما إمكانية للتحدث مع بعضهما البعضquot;.

وكان الرئيس الروسي أكد عشية القمة أنه سيبحث مع نظيره الأميركي، في حال تم اللقاء في سان بطرسبورغ، مسائل نزع السلاح والاقتصاد العالمي والملفات السوري والإيراني والكوري، وقال:quot; أنا واثق إنه إذا ما تم اللقاء في إطار العمل خلال سير فعاليات مجموعة العشرين فإن هذا اللقاء بحد ذاته سيكون مفيداًquot;.

امكانية التوافق

وطغت قمة سان بطرسبورغ على تغطيات الصحف البريطانية الصادرة الخميس، وقالت صحيفة (الغارديان) إن قادة مجموعة العشرين المجتمعين في سان بطرسبورغ سيتوافقون على الموقف من الوضع في سوريا، ولكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي ينجح دائمًا في إثارة سخط الولايات المتحدة، لا يقدر على الخروج بطرح بديل.

وأضافت أن انتقاد روسيا لا يقتصر على الدول الأوروبية والغرب عمومًا، وإنما انتشرت مواقف التذمر من موسكو في الشرق الأوسط، من تركيا إلى لبنان وإسرائيل وإلى مصر وتونس والأردن، وكذلك في الأراضي الفلسطينية.

وتضيف الغارديان في مقالها أن بوتين سعيد جدًا بهذه الانتقادات الغربية لاعتبارات سياسية داخلية، فالرئيس الروسي هو طفل الحرب الباردة، يبني سياسته الخارجية على أساس أعداء أعدائي أصدقائي. فكل فشل غربي هو نجاح روسي، والعكس صحيح.

جدل التدخل العسكري

ومن جهتها،وصفت الاندبندنت القمة بأنها أكثر القمم الدولية إحراجًا، حيث إن الأزمة السورية ستهيمن على جميع النقاشات وسيكون لها ثقل كبير على طاولة المحادثات.
وأضافت أن الرئيسين الأميركي والروسي سيكونان مذبذبين بين حالتي المواجهة بخصوص الشأن السوري، والتعاون في مجموعة العشرين.

وحاول أوباما وهو في طريقه إلى مؤتمر العشرين ألا يظهر بصورة الرجل الذي يفرض موقفه على الآخرين، حيث قال إنه لم يضع الخط الأحمر بالنسبة لاستخدام الأسلحة الكيميائية وإنما وضعه قادة أغلب سكان العالم.

ومن جهته، كان بوتين ألمح إلى أن موسكو قد توافق في الأمم المتحدة على توجيه ضربة للنظام السوري إذا تبين بالدليل أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية، ورفض أي تدخل خارج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واصفًا ذلك التدخل quot;بالاعتداءquot;.