احتفل اليهود بعيد روش هشانا هذا العام في ظل مخاوف من تسرب الخطر إلى إسرائيل من سوريا المضطربة ومن شبه جزيرة سيناء التي يسرح فيها الجهاديون ويمرحون.

احتفل الإسرائيليون بعيد رأس السنة اليهودية الجديدة أمس الاربعاء، على الرغم من أن مشاعر عدم اليقين والاضطراب تختمر على حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية. فعيد quot;روش هشاناquot; الذي يبدأ عند غروب الشمس هو احتفال بعيد رأس السنة العبرية، الذي يبدأ بعد انتهاء شهر أيلول العبري، وهو شهر طلب الرحمة والمغفرة، وبه تبدأ عشرة أيام التوبة، وتختتم بصوم يوم الغفران، أو يوم كيبور.
عيد مضطرب
عيد هذه السنة كان مختلفًا عما قبله، فالمنطقة المحيطة بإسرائيل تشهد اضطرابات حادة. مصر المجاورة تعيش اضطرابات واسعة منذ أطاحت السلطات العسكرية برئيسها الإسلامي محمد مرسي في تموز (يوليو) الماضي، وأدت الفوضى إلى انتشار مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء التي ينعدم فيها القانون، أي على عتبة إسرائيل. أما في سوريا، فتستمر فصول الحرب الأهلية الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف مدني حتى الآن، ومن المنتظر أن تنفذ الولايات المتحدة تهديدها بشن ضربة عسكرية على قوات الرئيس بشار الأسد، في رد فعل على استخدام النظام المزعوم للأسلحة الكيميائية. وإسرائيل تخشى أن يمتد العنف إلى أراضيها، فحزب الله اللبناني حليف سوريا يمتلك آلاف الصواريخ والقذائف التي يمكن استخدامها ضد اسرائيل، في حال وجهت الولايات المتحدة ضربة كبيرة ضد الأسد، ما سيتسبب بحريق أوسع سيتأجج في المنطقة بأكملها.
وكانت الدولة اليهودية حريصة على عدم الوقوف مع طرف معين في جانبي الصراع السوري، لكن يعتقد أنها قد نفذت ثلاث غارات جوية داخل سوريا، استهدفت أسلحة كانت متوجهة إلى حزب الله في الداخل اللبناني.
بارقة أمل
قال الصحافي إيتان هابر، في صحيفة يديعوت أحرونوت: quot;العالم من حولنا ينقلب رأسًا على عقب، والصورة في المنطقة لا تزال غير واضحة، لكن ليس من السهل على أحد في إسرائيل أن يعيش حياة طبيعية في محيط مدمر ومضطربquot;. ويعتبر المراقبون أن هذا العام قد يكون الأكثر مصيرية في تاريخ إسرائيل، فيقول سيفير بلوكير: quot;اسرائيل ستضطر للتعامل على المستوى المفاهيمي والعسكري والديبلوماسي مع سوريا مختلفة ومصر مختلفة وإيران مختلفة وفلسطين مختلفة، وهذا العام سيكون مليئا بالتحديات ويمكن بكل بساطة وصفه بالعام الصعبquot;.
على الرغم من هذا الأفق المظلم، هناك بارقة أمل صغيرة موجودة في محادثات السلام مع الفلسطينيين التي أعيد إطلاقها حديثًا. الشك يسود الجانبين من امكانية التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، غير أن المحادثات تقدم دفعة لا بأس بها بعد أكثر من خمس سنوات من الجمود في جهود السلام. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رسالة تهنئة بعيد رأس السنة العبرية، إن إسرائيل سعت إلى سلام حقيقي و دائم مع الفلسطينيين، في الوقت الذي تحمي فيه نفسها من كل التهديدات الإقليمية الأخرى. وأضاف: quot;على الرغم من أننا لسنا طرفًا في النزاع الداخلي في سوريا، إلا اننا سوف ندافع عن أنفسنا إذا كان ذلك ضروريًا، وسنتصرف بحزم لحماية شعبنا، ولا ينبغي لأحد أن يشكك في تصميمناquot;. وفي الشأن الايراني، كرر نتانياهو وجوب وقف البرنامج النووي الإيراني، quot;ونحن ببساطة لا يمكن أن نسمح للنظام الأكثر خطورة في العالم بالحصول على أخطر سلاح في العالم، ولدينا بالفعل ما يكفي من المؤشرات على ما يمكن أن تفعله إيران بهذا السلاحquot;.
مخاوف إسرائيلية
خلافًا للسنوات الماضية، لم تغلق إسرائيل الضفة الغربية أو تقيد دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل لقضاء عطلة هذا العام. وعادة ما يتخذ الجيش خطوات وقائية خوفًا من شن هجمات من قبل المتشددين. ومع ذلك، كثفت الشرطة الاسرائيلية اجراءات الامن في مدينة القدس القديمة، وهي وجهة شعبية خلال العطلة. وما يؤكد تلك المخاوف هو أن الشرطة الاسرائيلية اشتبكت مع عشرات من راشقي الحجارة الفلسطينيين الذين حاولوا منع مجموعة من الزوار من الوصول إلى موقع ديني في البلدة القديمة. واعتقل سبعة فلسطينيين، فيما التجأ آخرون داخل المسجد الأقصى، فلم تدخل الشرطة إلى المسجد وانتهى الحادث من دون تسجيل أي إصابات.
ونقلت صحيفة تايم الأميركية عن إليران فازانا (24 عامًا) قوله إن الجيش أبلغه الاستعداد لأي طارئ قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط في حال تدهورت الأوضاع في سوريا، لكنه قال إنه لا يشعر بالقلق. وأضاف: quot;نحن نتعلم كيفية التعامل مع الوضع، وهذا هو المكان الذي نعيش فيه وليس هناك شيء يمكننا القيام به حيال ذلكquot;.