دخل رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور في مواقف متناقضة، وما إن أيّد توجيه ضربة عسكرية لسوريا حتى عاد لينفي ذلك ويؤكد أن الأردن ليس طرفاً في الضربة المتوقعة، بل أن عمان تؤكد على حرمة الدم السوري.

تتواصل التصريحات الرسمية الأردنية ممسكة بالعصا من المنتصف أو أنها quot;بين الشوكة والسكينquot; لشأن التجهيزات لعمل عسكري ضد سوريا، واللافت أن رئيس الحكومة عبدالله النسور صار في موقف quot;لا يحسد عليهquot; في الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب quot;تذبذبquot; المواقف.
وأثار تصريح لرئيس الوزراء عبد الله النسور لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الأربعاء، قال فيه إن الأردن قد يؤيد ضربة عسكرية محدودة على سوريا لو ثبت بأن النظام السوري هو الذي اطلق السلاح الكيميائي في حادثة الغوطة. لكن النسور خرج الخميس بجملة من التصريحات المتتالية منها تغريدة على (تويتر وفايسبوك) مؤكداً أن quot;الأردن لن يكون جزءًا من الحرب الدائرة في سوريا، ولن يكون طرفاً فيها بأي شكل ٍ من الأشكالquot;.
وقال: quot;أذكرُ بالموقف الاردني الرافض لأي عمل ٍ عسكري عبر أراضيهquot;، واضاف أن quot; قناعاتنا ومواقفنا كانت وما زالت، أن الاردن مع الحل السياسي للأزمة في سوريا، ونحن أصحاب مصلحة في سوريا آمنة مستقرة. وقال النسور: quot; إن حدثت الضربة، نحن لسنا جزءًا منها ولا علاقة لنا بالقرار المرتبط بهاquot;. وختم quot;نؤكدُ على حُرمة الدم السوري، وأن تكون عملية، تُجنبُ سوريا ومؤسساتها الدمار والإنهيارquot;.
وفي حديث للصحافة والتلفزيون الأردني، قال رئيس الحكومة الأردنية: quot;الضربة على سوريا لن تكون من الأردنquot;. وتابع: quot; ليس من شأن الأردن الإجابة عن مكان الضربة وعلى الكونغرس الأميركي الاجابةquot;.
وقال النسور أثناء حديثه للتلفزيون الأردني إن الأردن لا يقدم أي دعم عسكري quot; ولا شبه عسكري quot; وزاد quot; الهجوم على سوريا لا علاقة لنا به ونحن غير مسؤولين عنه لا تخطيطًا ولا تنفيذاً quot;، مؤكدًا أن الأردن جزء من الشعب السوري .

التعاون مع اميركا
وحول تعاون الجيش الأردني مع أميركا، أكد النسور ما قالته الحكومة منذ أشهر بأن التعاون جاء لتأهيل كوادر الأردن لتصدي أي ضربة كيميائية تأتي من سوريا .
وقال: قناعاتنا ومواقفنا في الاردن من الأزمة السورية كانت ولا تزال مع الحل السياسي السلمي لا العسكري، مضيفًا quot; نحن لنا مصلحة في سوريا آمنة ومستقرة quot; .
وقال رئيس الوزراء quot;إن حدثت الضربة فنحن لسنا جزءاً منها ولا علاقة لنا بالقرار المرتبط بها ونؤكد حرمة الدم السوري وضرورة تجنيب سوريا ومؤسساتها الدمار والإنهيارquot;.
ونفى النسور في رد على سؤال عن استعداد الأردن لدعم ضربة عسكرية لسوريا قائلاً: quot;لم يُصرح أحد من المسؤولين بذلك، فهذا أمر غير صحيحquot;، وأضاف أن أي هجوم على سوريا لسنا جزءاً منه لا تخطيطاً ولا تنفيذًا ولا مسؤولية، ولا نريد أن يحدث نتائج تؤذي الشعب السوري لا في قوته ولا في اقتصاده أو مستقبله.
واشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن الأردن لم يدرب قوات عسكرية تحارب في سوريا، لافتاً إلى أن تعاوننا مع الولايات المتحدة الأميركية يقتصر على تأهيل كوادر أردنية للتصدي لأي عمليات قد تتضمن حربًا كيميائية.
استنكار نيابي
وكان نائبان بارزان في مجلس النواب الأردني هما عبدالكريم الدغمي وخليل عطية استنكرا تصريحات النسور التي أيد فيها ضرب سوريا، واعتبراها لا تمثل وجهة نظر الشعب الاردني ولكنها تعبر عن وجهة نظر شخصية حسب ما جاء في بيانٍ لهم.
كما استنكرا في بيان لهما ما وصفاه بـquot;التصريح الرديءquot; وغير المعبرّ عن ضمير شعبنا الأردني، صاحب المواقف القومية، والذي يرفض بل ويستنكر أي إعتداءٍ أجنبي على أي قطر عربي، فما الحال إذا كان الإعتداء على دولة عربية جارة وشقيقة؟ !
وقال النائبان الدغمي وعطية: تابعنا بأسف ، وأسى شديدين ما صدر عن رئيس الوزراء عبد الله النسور عن تصريحاته حول الضربة الأميركية المحتملة لسوريا الشقيقة ، وأنه ' وبلسان الأردن ' يوافق على هذه الضربة بشروط تافهة ، أشبه بذر الرماد في العيون ، وإننا إذ نستغرب ونستهجن هذا التصريح الرديء الذي لا يمت بصلة للأردن ، أو الشعب الأردني أو القيادة الأردنية التي يمثلها جلالة الملك ، والذي يجوب العالم منذ بدء الحرب السورية محاولاً وضع حد لسفك الدماء في هذا البلد العربي الشقيق والجار، الذي يؤذينا ما يجري فيه سياسياً وإقتصادياً بالإضافة إلى مشاعرنا القومية المجروحة عمّا يجري هناك.
الحل السياسي
واضاف بيان النائبين: وإذا راجعنا تصريحات جلالته ، وتصريحات وزير الخارجية الأردني لوجدنا أنها متطابقة حول الموقف مما يجري في سوريا الشقيقة ، وإن الحل الوحيد بنظر الأردن وقيادته الشرعية التي تمثله تمثيلاً حقيقياً ، هو الحل السياسي والحوار ، وليس الموقف الذي أعلنه عبد الله النسور خلافاً لرأي الملك وأغلبية الشعب الأردني وأغلبية البرلمان الأردني .
وتابعا: إننا إذ نستنكر هذا التصريح الرديء ، وغير المعبر عن ضمير شعبنا الأردني ، صاحب المواقف القومية ، والذي يرفض بل ويستنكر أي إعتداءٍ أجنبي على أي قطر عربي ، فما الحال إذا كان الإعتداء على دولة عربية جارة وشقيقة ؟
وختم النائبان: إن تصريحات عبدالله النسور لا تمثل وجهة نظر الدولة أو المملكة أو الشعب الأردني ، وهي تمثل وجهة نظره الشخصية التي نعرف أنها لا تقبل إلاّ التبعية لأسياده الأميركيين ، وسنعمل على محاسبته على هذا التصريح وعلى إسقاط حكومته ، حتى لا يتجرأ أن يخالف ثوابت الأردن وهو على رأس المسؤولية التنفيذية .