ذكرت مصادر صحافية أنالحكومة المصرية قررت حل جمعية الإخوان المسلمين والمرخصة كمنظمة أهلية، وسيعلن القرار الأسبوع القادم، في وقت ربما تشهد فيه مصر بداية جديدة لموجة من الإرهاب.


تواترت المعلومات من القاهرة عن قرار بحل جماعة (الإخوان المسلمين) في مصر، بينما رأت صحيفة بريطانية أن محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري الخميس هي بداية موجة جديدة من الإرهاب.
وبينما نفت مصادر رسمية مصرية صدور قرار بحل جماعة (الإخوان)، ذكرت صحيفة الأخبار القاهرية، الجمعة، أن الحكومة المصرية قررت حل جمعية الإخوان المسلمين المشهرة كمنظمة أهلية وأن القرار سيعلن الأسبوع القادم.
ونقلت الصحيفة عن هاني مهنى المتحدث باسم وزير التضامن الاجتماعي قوله quot;قرار الوزير صدر بالفعل وسيتم الإعلان عنه بداية الأسبوع في مؤتمر صحفي.quot;
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد سجلت جمعيتها رسميًا في مارس/ آذار الماضي بعد دعوى قضائية بأن وجودها لا يستند الى سند قانوني. وكانت الجماعة قد تأسست عام 1928 وتم حلها رسميًا عام1954
وكانت هيئة مفوضي الدولة بالقضاء الإداري أوصت في تقريرها الصادر الاثنين الماضي بحل جمعية الإخوان المسلمين، بعد أن احال القضاء الإداري ملف حلها في آذار/مارس الماضي.
وجاء في تقرير الهيئة quot;أن حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء السابق، قد أصدرت قرارًا بقيد جمعية الإخوان المسلمين، ليس للقيام بدور الجمعيات المعلن بقانون الجمعيات، وإنما لإرضاء وحماية نظام الإخوان والحفاظ على بقاء رئيس الجمهورية الحاكم، وحكومة حزب الحرية والعدالةquot;.
ظلال الشك
وذكر التقرير أن ظروف وملابسات إشهار الجمعية، وما صاحبته من وقائع، تلقي بظلال من الشك والريبة حول الغاية التي ابتغاها إصدار القرار بهذه الطريقة، وبهذا التوقيت وهذه السرعة غير المبررة، بما يجعل إشهارها مشوبًا بعيب الانحراف، فضلاً عن أن جمعية الإخوان المسلمين، وأعضاءَها، قد خالفوا الشروط المتطلبة قانونًا، ومارسوا عملاً ونشاطات محظورة عليها.
كما أوصى الاتحاد العام للجمعيات الأهلية في مصر بحل جمعية الإخوان المسلمين المشهرة في 19 مارس الماضي، تحت رقم 644 لسنة 2013، بعد رصد مخالفات واتهامات موجهة بمعرفة النيابة العامة للجمعية، منها حيازة أسلحة بالمقر المدرج بأوراق إيداع الجمعية بالمقطم.
موجة إرهاب
وفي لندن، طرحت صحيفة (ديلي تليغراف) سؤالاً مفاده: هل يمثل استهداف موكب وزير الداخلية المصري بداية موجة جديدة من الارهاب في مصر، في موضوع تحت عنوان quot;نجاة الوزير الذي ساعد في التخلص من جماعة الإخوان المسلمين في مصرquot;.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من عدم تعرض محمد ابراهيم وزير الداخلية لأي اصابة في التفجير، الذي لم يتبيّن طبيعته أو المسؤول عنه إلى الآن، فقد تكون للحادث دلالة قوية، خصوصًا أنه الاول من نوعه في العاصمة المصرية بعيدًا عن شبه جزيرة سيناء التي تشهد حوادث مماثلة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير الذي نجا من الهجوم أسهم في عزل جماعة الإخوان المسلمين من حكم البلاد خلال فض اعتصامين لانصار مرسي وحملة الاعتقالات التي تشنها السلطات المصرية على قيادات الجماعة.
وأضافت الديلي تليغراف أن كثيراً من الناشطين المصريين اعربوا عن مخاوفهم من أن تعود مرحلة الارهاب التي عانتها مصر في تسعينيات القرن الماضي، لكنها أشارت أيضاً إلى أن عمر دراج أحد قيادات الإخوان المسلمين - الذي كان من القلائل الذين لم يتم اعتقالهم- على حد قول الصحيفة قد أدان الهجوم.

محاولة خسيسة
وكان وزير الداخلية المصري وصف محاولة اغتياله بـquot;الخسيسةquot;، مضيفًا أن العبوة الناسفة التي ألقيت علي موكبه كبيرة الحجم، وتم تفجيرها عن بعد واستهدفته وقت مرور الموكب.
واعتبر الوزير، خلال تصريحات صحفية عقب وصوله الى مقر الوزارة، أن التفجير الذي استهدف موكبه اليوم quot;ليس نهاية وإنما بداية لموجة إرهاب جديدةquot;. وأكد أن عددًا من المواطنين وأفراد طاقم الحراسة في موكبه تعرضوا لإصابات بعضها خطيرة.
تاريخ ارهابي
والى ذلك، فإنه حسب الكاتب المصري اشرف كمال في (أنباء موسكو)، فإن أبرز عمليات القتل أو محاولات الاغتيال التي تعرض لها وزراء الداخلية في تاريخ مصر واتجهت أصابع الاتهام الى الجماعات المتطرفة هي كالآتي:
ـ اغتيال رئيس الوزراء ووزير الداخلية محمود فهمي النقراشي، كرد فعل على قرار النقراشي بحل جماعة الإخوان، 28 ديسمبر 1948.
ـ عام 1987 محاولة تنظيم quot;الناجون من النارquot; لاغتيال اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية.
ـ أغسطس 1987 محاولة اغتيال اللواء النبوي إسماعيل، الذي شغل منصب وزير الداخلية، من جانب تنظيم quot;الناجون من النارquot;.
ـ 1989 محاولة أغتيال وزير الداخلية، اللواء زكي بدر.
ـ 1990 محاولة اغتيال اللواء محمد عبدالحليم موسى، لكنها أدت إلى اغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب، الذي تصادف مروره في الطريق نفسه.
ـ في أغسطس 1993، فجر أحد أعضاء تنظيم الجهاد نفسه في موكب وزير الداخلية اللواء حسن الألفي أثناء مروره أمام الجامعة الأميركية، وأصيب الوزير وعدد من أفراد حراسته، وقتل الإرهابي القائم بعملية التفجير.