شنّ الإخوان المسلمون الليبيون الممثلون في حزب quot;العدالة والبناءquot; وحلفاء (إخوان مصر) حملة إعلامية شعواء ضد زيارة رئيس الحكومة علي زيدان ومحادثاته في القاهرة مع الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان صدقي صبحي.


نصر المجالي: دعا إخوان ليبيا إلى استقالة حكومة علي زيدان، وهددوا بالانسحاب منها، وقالوا إن زيارة زيدان لمصر quot;تعتبر اعترافًا بالانقلاب العسكريquot; مع تأكيدهم احترامهم لـquot;حقوق الإنسانquot; والإيمان بـquot;المسار الديموقراطيquot;، وأبدوا استياءهم الشديد من هذه الزيارة.

ورد رئيس الحكومة الليبية على موقف الإخوان قائلًا: مصر جارة كبيرة وعزيزة علينا، ورأيت أن من واجبي زيارتها والتحادث مع قيادتها لمصلحة ليبيا العليا، quot;ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لمصر أو أي بلد آخرquot;. وقال بيان الجماعة إن قيادتها ستجتمع الأحد برئاسة محمد صوان لاتخاذ قرار نهائي يحسم مستقبل الحزب داخل الحكومة الائتلافية، التي يترأسها زيدان منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقالت مصادر في الحزب إن هناك دعوات من بعض مسؤولي الحزب إلى الانسحاب من الحكومة وتجميد عضوية المحسوبين على الحزب في المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية في البلاد.

أضاف البيان: quot;هذه الزيارة لا تنسجم مع مبادئ ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، التي قدم خلالها الشعب الليبي عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل الحرية واحترام حقوق الإنسان ومن أجل نجاح المسار الديمقراطي، ناهيك من أن هذه الخطوة تأتي من رئيس الحكومة ومن دولة تعدّ من أهم دول الربيع العربي، هي ليبياquot;. وكانت زيارة علي زيدان للقاهرة هي الأولى لمسؤول ليبي رفيع منذ التحولات السياسية التي أطاحت حكم الإخوان في مصر.

التعاون الليبي المصري
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية قد أعلن عبر صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot; أن زيدان، الذي زار مصر على رأس وفد ليبي رفيع المستوى، يضم وزيري الدفاع والخارجية الليبيين، التقى الفريق أول السيسي بحضور الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة الجيش، وفايز جبريل السفير الليبي في القاهرة.

وأوضح أن اللقاء ناقش دعم وتعزيز التعاون بين البلدين، خلال المرحلة المقبلة في كثير من المجالات، مشيرًا إلى أنه تطرق إلى التطورات الراهنة على الساحة العربية، وسبل دعم وتعزيز العلاقات والتعاون العسكري والأمني لمواجهة التحديات المشتركة بين البلدين.

وحسب المسؤول العسكري المصري، أعرب رئيس الوزراء الليبي عن حرص بلاده على التنسيق والتشاور المستمر مع مصر في جميع المواقف والقضايا المشتركة محليًا ودوليًا، ووقوف ليبيا حكومة وشعبًا لدعم القيادة المصرية الحالية والشعب المصري للمضي قدمًا في تنفيذ خارطة المستقبل، والعمل على زيادة الاستثمارات بين الجانبين، وتعزيز المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بما يحقق المصالح المشتركة لكلا البلدين.

علاقات استراتيجية
في المقابل، أكد الفريق أول السيسي على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وليبيا، لافتًا إلى أنها تشهد مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون العسكري والأمني، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

يذكر أن علي زيدان، هو ناشط سياسي ليبي كان تولّى منصب رئيس الوزراء ليبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وهو ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وعضو مؤسس للرابطة الليبية لحقوق الإنسان.

وعُرف عن زيدان بأنه كان معارضًا لنظام العقيد معمّر القذافي، وضع نفسه في خدمة laquo;ليبيا الحرةraquo;، باعتباره ممثلًا لرئيس المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا وأوروبا. وهو صاحب مجهود كبير في نيل اعترافات فرنسا والدول الأوروبية بالمجلس الانتقالي الليبي وإقناعهم بمساعدة الليبيين على دفاعهم عن أنفسهم ضد كتائب القذافي أثناء الثورة الليبية.

إلى ذلك، قال السفير الليبي لدى القاهرة محمد فايز جبريل إن لقاءات رئيس الحكومة مع القادة المصريين أكدت على أهمية التنسيق الأمني والتعاون المشترك لضبط الحدود باعتبارها quot;قضية أمن قوميquot; للبلدين، مشيرًا إلى quot;توافق الطرفين على تفاصيل عملية الضبط لتناقش في وقت لاحق بين المختصين من الجانبينquot;.

وختم السفير جبريل بالقول: زيارة زيدان للقاهرة دعت إلى التركيز على المصالح القائمة حاليًا بين الشعبين وعدم اختصار العلاقات بين الدول في شخص أو حزب أو جماعة، حسب تعبيره.