نصر المجالي:على طريقة (ما فيش حد أحسن من حد) بالمثل الشعبي العامي، فإن أصوات بدأت تتصاعد لمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده الأخيرة في درء شبح الحرب عن سوريا على غرار جائزة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ووجه رئيس صندوق التعليم لعموم روسيا سيرغي كومكوف رسالة للجنة quot;نوبلquot; الجمعة تدعو إلى منح الرئيس الروسي جائزتها للسلام تقديرًا لجهوده في إرساء السلام داخل روسيا، ودعمه الحثيث لجهود التسوية السلمية للنزاعات الدولية.
وتعليقا على هذه الدعوات اعتبر إيغور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة quot;الدفاع الوطنيquot; الروسية، عضو المجلس المجتمعي لدى وزارة الدفاع الروسية أن الرئيس بوتين بات اليوم أحد أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في العالم، وأن جهوده لحل النزاعات العسكرية والسياسية بالوسائل السلمية تستحق quot;اعترافا دولياquot;.
لكن كوروتشينكو لفت إلى أن quot;لدى لجنة نوبل تفضيلات سياسية وتقييمات غير موضوعية، لا تستند لمساهمة ودور هذه الشخصية السياسية أو تلك في إعلاء الشأن الإنسانيquot;.
وأشار كورتشينكو، حسب تقرير لـ(أنباء موسكو) إلى أن لجنة نوبل quot;ارتكبت خطأquot; بمنح الرئيس الأميركي بارك أوباما جائزتها للسلام وقال: quot;الولايات المتحدة مهتمة بالمقام الأول بتمرير مصالحها كدولة عظمى، وأحيانا توحي تصرفاتها بأنها شرطي العالمquot;.

دور هدام
واعتبر في هذا السياق أن موقف أوباما إزاء الأزمة السورية كان quot;هدامًا وغير بناء ويستحق الإدانة... حامل جائزة نوبل (أي أوباما) يفعل ما بوسعه كي تندلع الحرب في الشرق الأوسط، بخلاف الرئيس بوتين الذي يجهد في سبيل منعهاquot;.
بدورها اعتبرت فيرونيكا كراشينينيكوفا، المديرة العامة لمعهد الدراسات والمبادرات في السياسة الخارجية، أن الرئيس فلاديمير بوتين quot;يستحق بلا أدنى شك جائزة نوبل للسلام أكثر من الرئيس الأميركي باراك أوباماquot;.
واشارت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الخمس من حكم الرئيس أوباما quot;خاضت العديد من الحروب في منطقة الشرق الأوسط واستخدمت مختلف الوسائل العدائية في التعامل مع الدول الأخرىquot;، ولفتت إلى أن quot;لجنة نوبل بمنحها الجائزة لأوباما للعام 2009 quot;أرادت على ما يبدو أن تعدّل مساره وتدفعه باتجاه الوئام والسلام، لكن من الصعب فعل ذلك مع الرؤساء الأميركيينquot;، حسب تعبير كراشينينيكوفا.

نزع نوبل من اوباما
وإلى ذلك، قالت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) الجمعة إن 750 مواطنا فرنسيا وقعوا عريضة ناشدوا فيها الرئيس أوباما التنازل عن جائزة نوبل للسلام لصالح الرئيس بوتين، معتبرين أن أوباما يسعى جاهدًا إلى إقناع الكونغرس الأميركي بشن حرب جديدة وأن جيشه غارق في المستنقع الأفغاني وأن العراق يعاني تبعات الحرب الأميركية عليه.
وتشير العريضة إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هو الوحيد الذي لا يرى أن جهود أوباما تهدف إلى تلبية الأطماع الاقتصادية للولايات المتحدة وتبرير تضخيم الميزانية العسكرية ولا تدعم السلام.
وذكرت الصحيفة أن عملية التصويت على هذه العريضة على شبكة الإنترنت ستدوم 5 أشهر.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أخذ في مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الخميس الماضي كيف انه يدعو للحرب وهو حائز على جائزة نوبل للسلام ؟.