هاجم لصان متجر مجوهرات في نيس، فأطلق صاحبه النار على أحدهما فأرداه قتيلاً. ويؤكد بائع المجوهرات أنه دافع عن نفسه، لذا تحلق حوله أكثر من مليون معجب على موقع فايسبوك رفضوا محاكمته، وحوّلوه بطلًا.

بيروت: يبدو أن مسألة الأمن الذاتي تلتصق أكثر فأكثر باللبنانيين، في لبنان كما في خارجه، وقد تحولت في فرنسا إلى قضية رأي عام منذ الأربعاء الماضي، بعدما بادر ستيفان الترك (27 عامًا)، وهو فرنسي من أصل لبناني يملك متجرًا لبيع المجوهرات في نيس الفرنسية، إلى إطلاق النار على سارق كان يحاول الفرار من متجره، بعدما استولى على قطع ذهبية عديدة، فأرداه قتيلًا.
مؤيد ومندد
انقسم الرأي العام الفرنسي بين مؤيد للترك، لا يحمّله أي مسؤولية في الموضوع، كونه دافع عن نفسه وعن رزقه، ومنع حصول جريمة سرقة مشهودة، وبين مندد بالترك وبعملته، مطالبًا بضرورة سجنه كي لا يكون سابقة في الأمن الذاتي، فيشجع الفرنسيين على استرداد حقهم بقوة ساعدهم بدلًا من اللجوء إلى القضاء والمؤسسات المختصة.
وأعلن أكثر من مليون شخص في فرنسا دعمهم للترك على صفحة في موقع فايسبوك خصصت له، وتظاهر مئات الأشخاص في نيس تعبيرًا عن دعمهم له، مطالبين الأمن والقضاء الفرنسيين عدم ملاحقته بأي تهمة جنائية.
وتأتي هذه الحملة بعدما وجه القضاء الفرنسي تهمة القتل العمد للترك، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بالرغم من تأكيده أنه أطلق النار على سارقيه دفاعًا عن نفسه. وتشعر عائلة اللص المقتول بالصدمة إزاء هذا الدعم الذي يعبر عنه بعض الفرنسيين للقاتل، وعبّرت عن خوفها من أن يرضخ القضاء الفرنسي لضغط الشارع، الذي تنتابه موجة عاطفية، تمنعه من تبيّن أن الترك قاتل. وقال إيريك بيدوس، ممثل الادعاء في القضية، إن لديه شكوكًا في أن الترك، الذي حوله فايسبوك بطلًا، تعمد قتل الشاب الفرنسي.