quot;لن نضع قواتنا في ساحة معركة جديدةquot;، عبارة تكررت كثيرًا في الآونة الأخيرة، وشدد عليها باراك أوباما وديفيد كاميرون والكثير من المعلقين الفرنسيين، لا سيما في الحديث عن ضربات عسكرية ضد سوريا.

يدرك القادة الغربيون أن إرسال قواتهم المسلحة للتدخل في حرب أهلية في البلاد سيكون بمثابة quot;انتحار سياسيquot;، وسيشكل خطرًا كبيرًا على المستوى العسكري. وهذا التردد ينبع من السأم من الحرب، الذي تعكسه استطلاعات الرأي في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأماكن أخرى. وبما أن رفض إرسال الجنود إلى ساحات القتال بات أمرًا ثابتًا، تطرح هذه المعادلة سؤالًا رئيسيًا وهو: ماذا سيفعل جنود الدول الديمقراطية عند عودتهم من أفغانستان العام المقبل؟

نزف عسكري
هذا السؤال يقلق كل الذين يهتمون بمستقبل الجيش البريطاني، الذي يواجه بالفعل خفضًا بنسبة 20٪ مع انخفاض عديده إلى 82 ألفًا بحلول العام 2017. والخطط لتعويض النقص من خلال مضاعفة عدد جنود الاحتياط إلى 30 ألفًا لم تفلح حتى الآن في تقديم النتيجة المرجوة. وتظهر الوثائق المسربة أخيرًا أنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بلغ عدد الأشخاص الذين تم تجنيدهم في جيش الاحتياط 367 فردًا فقط، أي بالكاد ربع الهدف المنشود.
فتكلفة تجنيد الاحتياط أعلى بكثير من الجنود النظاميين، وذلك جزئيًا بسبب خطة لتعويض أصحاب العمل لتسريح موظفيهم، بقيمة 500 جنيه استرليني في الشهر لكل فرد. وأشارت صحيفة غارديان إلى أن الجيش البريطاني ينزف ضباطًا شباب، إذ أظهر مسح أجرته وزارة الدفاع هذا الصيف أن 75٪ من الضباط يعانون انخفاضًا في الروح المعنوية، أي ثلاثة أضعاف العدد في العام 2010.
أقلية منسية
وقال أحد الضباط أخيرًا لمجلة الجندي البريطانية: quot;إننا نشعر كما لو أننا الأقلية المنسية والطريقة الاسهل للجيش لتقليل حجمه بأبخس ثمن ممكنquot;.
الجنرال السير نيك هوتون، القائد الجديد لأركان الدفاع، قال لمجلة وزارة الدفاع إن القوات المسلحة سوف تضطر إلى إعادة تقييم توقعاتها بعد مغادرة أفغانستان، لا سيما مستوى القدرات الميدانية.
الأسئلة الأساسية حول الدور المستقبلي للجيش تتزامن مع تجدد الضغوط على ميزانية الدفاع، فيقول المعلق العسكري بول كورنيش وزميله أندرو دورمان في تقرير لهما: quot;من الصعب أن نرى كيف أن خطة العام 2020 للجيش قابلة للتحقيق بهذه الميزانية المتواضعةquot;.