نصر المجالي:مع تباين الآراء والجدل السياسي القائم في مصر حول المصالحة الوطنية واستكمال جلسات لجنة تعديل الدستور التي تؤسس للمستقبل السياسي في مصر، يخرج الفريق أول عبدالفتاح السيسي كرجل المرحلة الأبرز لقيادة مصر سياسياً في المرحلة المقبلة.

وحيث يتردد ترشيح الفريق السيسي على كل الألسنة، ومنابر عديدة في مصر، بينما نفسه يلتزم الصمت، خرجت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية بتقرير حمل عنوان quot;بزوغ قائد الجيش كزعيم لمصر مدفوعًا بموجة من الدعم الشعبيquot;.
ويتزامن تقرير الصحيفة البريطانية مع حملات حفل بها موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تدعو لترشح السيسي، الذي ترى فيه قطاعات واسعة من المصريين أنه quot;رجل حاسم وقوي، يستطيع إخراج البلاد من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها منذ ثورة 25 ينايرquot;.
وربطت الديلي تلغراف بين الظهور المحتمل للسيسي كرجل قوي وزعيم لمصر من المؤسسة العسكرية وبين الجنرال داويت آيزنهاور القائد العسكري الأميركي الشهير لدوره البارز في الحرب العالمية الثانية ومن ثم قاد الولايات لمتحدة في ولايتين رئاسيتين في خمسينيات القرن الفائت.
كلام مصطفى حجازي
وينقل تقرير الصحيفة البريطانية عن مصطفى حجازي المتحدث باسم الرئاسة المصرية قوله إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد يصبح رئيس مصر مدفوعاً بموجة من التأييد الشعبي.
ويعقب داميان ماكيلروي مراسل الشؤون الخارجية في الصحيفة على كلام حجازي قائلاً إنه تكهنات بأن قائد الجيش البالغ 58 عاماً سيبزغ نجمه باعتباره الزعيم القادم لمصر بينما تحاول الخروج من اضطرابات الربيع العربي.
ويقول ماكيلروي إن تصريح حجازي الداعم للسيسي جاء اثر مقتل ضابط كبير في الشرطة في معقل للإسلاميين بالقرب من القاهرة. ويضيف أن السيسي يمثل العمود الفقري لحكومة التكنوقراط الخاصة بالرئيس الموقت عدلي منصور.
وفي التقرير يقول المستشار الرئاسي مصطفى حجازي quot;إن السيسي قائد عسكري، ولكن اذا لم يظهر قائد مناسب بحلول الانتخابات، فإنه قد يتقدم للاضطلاع بهذا الدور. السيسي رمز واذا كان في جانب الشعب الذي يريده أن يكون في هذا المنصب، فلم لا؟quot;.
وتختم الديلي تلغراف تقريرها قائلة إنه مع وجود معظم قادة الاخوان المسلمين في السجن، ومع الغضب الشعبي الحقيقي ضدهم بسبب فشلهم في ادارة البلاد في السنة التي امضوها في الحكم، فشل الاخوان في مقاومة تغيير السلطة المدعوم من قبل الجيش.
إقرار بشعبية السيسي
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية اعتبرت في تقرير لها أن ثلاثة من أبرز مرشحي الرئاسة في الانتخابات الأخيرة، عام 2012، وهم حمدين صباحي، عمرو موسى، أحمد شفيق، أقروا بأن quot;السيسي هو الأكثر شعبية في مصر الآن، وأعلنوا أنهم لن يخوضوا غمار المنافسة إذا ما قرر الترشحquot;.
ونقلت الوكالة عن عمرو موسى قوله مؤخرًا في مقابلة صحفية: quot;ما يريده المصريون الآن في الرئيس القادم هو أن يكون رئيسًا حاسمًا باترًا قادرًا على اتخاذ القرار الحازم مهما كانت فعاليته السياسية، على ألا يتعارض مع الدستور، فالمزاج المصري الآن أصبح غاضبًا خائفًا من الفوضى والإرهابquot;.
وتابع موسى الذي يترأس لجنة تعديل الدستور: quot;يتبادر إلى الذهن المصري مباشرة أن المطلب رئيس عسكري، وقد يكون هناك مدني يفهم ذلك ويقدر عليه، ولكن الفريق السيسي في لحظتنا تلك هو أكثر الناس شعبية في مصر، وإذا ترشح فسيفوز باكتساح، وذلك طبقًا للوضع الحالي واللحظة الراهنةquot;.
كما أن حمدين صباحي الذي هو مؤيد من مصريين للترشح للرئاسة كان قال في مقابلة تلفزيونية قبل أسبوعين إن quot;السيسي الأكثر شعبية الآنquot;، وأنه أصبح quot;بطلًا شعبيًاquot;، موضحًا أنه لو قرر وزير الدفاع الترشح فإنه هو شخصياً سيمتنع عن دخول سباق الرئاسة.
وفي الختام، ومع مختلف الآراء والتصريحات، فإن الفريق السيسي نفسه لم يقل شيئًا حتى الآن، وكانت الإشارة الوحيدة، التي صدرت عنه، جاءت في آخر خطاب علني ألقاه، في 24 تموز (يوليو) الماضي، حين قال: quot;شرف تنفيذ إرادة الشعب أكبر من شرف حكم مصرquot;.