جددت دولة الإمارات دعمها لخيارات الشعب المصري ووقوفها إلى جانب مصر إنطلاقًا من انتمائها العربي ومن سياساتها الوطنية والقومية والإنسانية، القائمة على السلام والأمن والتسامح والمحبة.


في أول زيارة لمسؤول إماراتي كبير للقاهرة منذ التحولات السياسية التي أطاحت حكم الاخوان انحيازاً لمطالب الشعب، أجرى الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محادثات مع أركان القيادة المصرية الجديدة الموقتة.

وخلال لقائه مع المستشار عدلي منصور الرئيس الموقت لجمهورية مصر العربية بقصر الاتحادية في القاهرة الأحد، أكد الشيخ محمد بن زايد على توفير الدعم لمصر وشعبها، ومساندتها في الحفاظ على استقرارها وأمنها وسلامتها، وتسخير كافة الإمكانيات للنهوض باقتصادها، إيماناً منه بأن مصر القوية والمستقرة هي قوة ودعامة لنهضة العالم العربي والأمة الإسلامية.

وأكد ارتياح الإمارات لعودة الأمن والاستقرار إلى مصر بفضل جهود القيادة المصرية في هذه المرحلة المهمة وبمشاركة مختلف القوى الوطنية لتنفيذ خارطة المستقبل التي تؤسس لعصر جديد تمارس فيه مصر دورها المهم إقليمياً ودولياً.

كما التقى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المصري، واطلع من الببلاوي على المسار السياسي الذي تتحرك في إطاره الحكومة المصرية لتنفيذ عناصر خارطة المستقبل بمشاركة كافة القوى الفاعلة في المجتمع المصري وبما يؤدي إلى بناء مستقبل مشرق لمصر.

وتحادث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات حيث اطلع على المستجدات والأوضاع الحالية وجهود الحكومة المصرية بالتعاون مع باقي مؤسسات الدولة في بسط الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الجمهورية.

دور وطني

وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالدور الوطني الكبير للجيش المصري في مرحلة صعبة ومعقدة استطاع من خلالها أن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان وأن يحفظ مؤسسات وأركان الدولة المصرية ويصون مكتسباتها من المخربين وعبث العابثين والأعداء المتربصين.

وأعرب ولي عهد أبوظبي عن ثقته في تحمل أبناء أرض الكنانة مصر الشقيقة مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في المرحلة المقبلة من أجل أن تستعيد مصر عافيتها وتواصل مسيرة البناء والنماء بما يعزز قوة مصر ومنعتها على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات بروح وطنية جديدة، داعياً سموه الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها الشقيق من كل سوء ومكروه وأن يديم عليهم نعمة الاستقرار والأمن والأمان ويمكنها من استعادة دورها ومكانتها في المحيطين الإقليمي والدولي.

إلى ذلك، أكد تامر منصورسفير مصر لدى الإمارات أن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر في هذا التوقيت هي من أهم محطات العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وتؤكد للعالم أجمع الدور العروبي الصادق لدولة الامارات الشقيقة في دعم الشعب المصري سياسيًا واقتصاديًا لتحقيق خارطة الطريق التي خرج من اجلها في ثورة 30 يونيو.

لحظة فارقة

واوضح السفير المصري أن الزيارة تأتي في لحظة زمنية فارقة ومهمة وتنبع من حرص القيادة الاماراتية الرشيدة على قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية في الشأن المصري وتجدد تأكيد دولة الإمارات الوقوف بجوار مصر وحقها في حفظ أمنها واستقرارها ودعمها في محاربة الارهاب والعنف والتطرف.

وأضاف أن زيارة الشيخ محمد بن زايد هي quot;عنوان كبير لحرص الإمارات قيادة وشعبًا على الوقوف بجانب مصر بكل قوة واخلاص خلال المرحلة الراهنة وتقديم كافة انواع الدعم لها في إطار من العلاقات الثنائية الوطيدة التى جمعت الشعبين الشقيقين منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى الآنquot;.. مشيرًا إلى أنه في هذا الإطار قدمت دولة الإمارات دعمًا ماليًا يقدر بثلاثة مليارات دولار لمصر اضافة إلى نصف مليار دولار لشراء مواد نفطية ومحروقات من أجل تعزيز إقتصادها ليكون قادرًا على مواجهة التحديات الصعبة والخطرة التي تمر بها حاليًا.

وبين السفير المصري أن الزيارة سيكون لها مردود ايجابي كبير في ما يخص الشأن الاقتصادي والاستثماري.. موضحًا أن وفدًا فنيًا كبيرًا كان قد زار القاهرة للاعداد لهذه الزيارة وبحث متطلبات الجانب المصري في اهم المشروعات الاستثمارية الكبرى والاستراتيجية المطلوبة في هذه المرحلة.

وختم السفير منصور تصريحه بالتأكيد على أن مصر قيادة وشعباً استقبلت خبر زيارة الشيخ محمد بن زايد بكل مشاعر التقدير والامتنان لما تمثله من دعم صادق وشجاع خاصة في تلك المرحلة التي تخوض فيها مصر حربًا ضارية ضد الارهاب في الداخل وفي سيناء، كما تتعرض فيها لضغوط ومؤامرات خارجية تهدد سيادتها وامنها القومي.