بغداد: شهد العراق السبت يوما داميا جديدا يضاف الى سلسلة اعمال القتل العشوائي التي تطال كل اوجه الحياة في هذا البلد الذي تمزقه الحروب منذ عقود، حيث قتل 69 شخصا في هجمات متفرقة بينهم 57 في بغداد.

ومع سقوط ضحايا السبت، اكثر ايام العراق دموية منذ مقتل 75 شخصا في هجمات متفرقة في 28 اب/اغسطس الماضي، يرتفع الى اكثر من 540 عدد الذين قتلوا في البلاد منذ بداية شهر ايلول/سبتمبر الحالي.

وتشكل هجمات اليوم امتدادا لموجة العنف المتصاعدة التي يشهدها العراق منذ مطلع العام الحالي، والتي تحمل طابعا طائفيا متزايدا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا طائفية دامية قتل فيها الالاف بين 2006 و2008.

وفي تفاصيل هذه الهجمات، قالت مصادر امنية وطبية مسؤولة لوكالة فرانس برس ان تفجيرا متزامنا لسيارتين مفخختين وقع عند نحو الساعة 17,30 بالتوقيت المحلي (14,30 تغ) مستهدفا معزين في اليوم الثالث من مجلس عزاء في مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية في شرق بغداد.

واكد ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي مقتل 57 شخصا على الاقل واصابة 128 بجروح في هذا الهجوم الذي جاء بعد يوم من مقتل 18 شخصا في تفجير مزدوج استهدف مصلين داخل مسجد سني قرب مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد).

وفي وقت سابق من اليوم، قتل تسعة عناصر امن بينهم اربعة قضوا في هجوم نفذه خمسة انتحاريين ضد مقر امني في محافظة صلاح الدين، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية ورسمية فرانس برس.

وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة ان quot;اربعة من قوات سوات (قوات التدخل السريع) قتلوا واصيب خامس بجروح في هجوم نفذه خمسة انتحاريين ضد مقر لقوات سوات في منطقة تبعد 20 كلم شمال بيجيquot; (200 كلم شمال بغداد).

واضاف المصدر ان المهاجمين الذين قتل احدهم برصاص الامن كانوا يرتدون زي قوات التدخل السريع، وان معظم افراد هذه القوة الذين عادة ما يتواجدون داخل المقر كانوا في مهمة خارجه حين وقع الهجوم صباح اليوم.

واكد عضو في المجلس البلدي لبيجي تفاصيل الهجوم وحصيلة القتلى.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل مسلحون مجهولون حارسي سجن وشرطي، فيما قتل جنديان في انفجار عبوة ناسفة، وفقا لمصادر امنية وطبية.

كما عثرت الشرطة العراقية على جثة مسؤول محلي في كركوك (240 كلم شمال بغداد) بعد ساعات على اختطافه صباح اليوم، بينما قتل حارس لمحافظ نينوى اثيل النجيفي في هجوم في الموصل.

وجاءت هذه الهجمات بعد توقيع قادة البلاد الخميس على وثيقة شرف لمنع الاقتتال، في مؤتمر حضره كبار المسؤولين من الشيعة والسنة والاكراد.

وقال رئيس البرلمان اسامة النجيفي في بيان تعليقا على هجوم مدينة الصدر ان quot;مدبري هذه الجريمة النكراء يسعون الى اثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار، وللاسف توغلت الجماعات الارهابية في المحافظات العراقية كافة ولم تستثن اي منطقة او مكون وهذا دليل واضح ان المؤامرة على العراق كبيرة وخطيرةquot;.

وحذر من جهته الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم من ان quot;استهداف السنة او العكس قد يؤدي بالعراق الى هاوية سحيقة لا يمكنه الخروج منها، وهي خيانة للامانة التي في اعناقنا وهي الحفاظ على العراق والعراقيينquot;.

وتابع quot;اهيب بالعراقيين اجمع ممن نتوخى منهم الحس الديني والوطني والانساني ان يكونوا على قدر المسؤولية وان يحموا الدم العراقي مهما كان دينه او طائفته، وان يحكموا العقل والمنطق على المصالحquot;.

واعتبر ان على quot;جميع العقلاء السعي معنا الى الاستقرار والامن السلمي والطائفي وليكن خلافنا العقائدي ضمن ضوابط الشرعية والانسانية والا يتعدى ذلكquot;.

كما دعا quot;منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد جلسة طارئة من اجل وضع حلول ناجعة وفورية والا سنصل الى ما لا يحمد عقباهquot;.