في مواجهة قلق غامض يعتري بعض النواب من قرار أميري بالحل المفاجئ للبرلمان الكويتي، فإن المخرج الوحيد لبعض النواب هو إرهاق وزراء الحكومة الجديدة بموجة إستجوابات يقول ناشطون إنها لن تتأخر كثيرًا، والأهم إعتبارها إستعراضية.
رغم سقوط جميع الإستجوابات التي وجّهها البرلمان الكويتي للعديد من الوزراء الذين قبلت إستقالاتهم الأسبوع الماضي، وحلّ بدلًا منهم وزراء جدد في الحكومة الحالية، إلا أن أوساطًا كويتية عليمة تؤكد لـquot;إيلافquot; أن أعضاء في البرلمان الكويتي يعدون العدة لتقديم دفعة جديدة من الإستجوابات لوزراء جدد وقدامى في الحكومة الحالية.
وينتظر أن توجه إستجوابات جديدة إلى وزراء التربية والتعليم، والشؤون الإجتماعية والعمل، والصحة، والبلديات، لكن الأوساط الكويتية ترى أن هذه الإستجوابات لن تقدَّم في الوقت الراهن، بل منتصف الشهر المقبل.
قطار لن يتوقف
تقول الناشطة السياسية الكويتية عنود التويجري لـquot;إيلافquot; إن قطار الإستجوابات لن يتوقف مع أعضاء البرلمان الحالي، quot;لأن بعض أعضاء مجلس الأمة يرون أن الإستجوابات هي أقصر الطرق لتحصيل الشعبية السياسية في أوساط الرأي العام الداخلي، وبعض النواب يرون أن إستجواب أي من الوزراء هو المنجز الوحيد الذي يمكن أن يعودوا به إلى قواعدهم الشعبية، حال انتهاء ولاية البرلمان الحالي في العام 2016، أو بأي قرار لأمير البلاد بالحل الدستوري، والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرةquot;.
وعما إذا كان ممكنًا حل البرلمان الحالي، والدعوة لانتخابات مبكرة، تقول التويجري: quot;حل مجلس الأمة لسبب معين هو حق واختصاص حصري للأمير في الدستور الكويتي، لكني أعتقد أنه لا يمكن حلّ البرلمان بدون نشوب أزمة عميقة بين الحكومة والبرلمان تستعصي على الحل بالطرق الدستورية والسياسية التقليديةquot;.
وتعتقد أن لجوء بعض النواب إلى استخدام أداة الإستجواب بشكل تعسفي في الأسابيع المقبلة، وعدم إعطاء الوزراء الجدد فرصة للعمل، أمر من شأنه دفع الأمير لاستخدام صلاحياته الدستورية بحلّ البرلمان حلًا دستوريًا، والدعوة لإجراء انتخابات جديدة، علمًا أن البرلمان الحالي جرى انتخابه في تموز (يوليو) الماضي. وتتحدث أوساط كويتية أن البرلمان الحالي قد يكون أول برلمان تتم ولايته منذ نحو عقدين.
إستجوابات إستعراضية
من جهتها، تقول منى الصليلي لـquot;إيلافquot; إنها فقدت الأمل بحلّ سياسي دائم للأزمة السياسية المستعصية في البلاد، وإنها تراقب ما يحصل بين الحكومة والبرلمان من باب الفضول السياسي، وليس من باب الإقتناع سياسيًا بأن الحكومة والبرلمان منذ العام 1992 هما جزءان من الحلّ، quot;بل إن الصدامات المتكررة بين الحكومة والبرلمان كانت في معظمها إستعراضية، ولكسب ود الشارع السياسي عبر الصراخ والصوت العالي، والحصول على مكاسب سياسية ومالية من تحت الطاولةquot;.
وتؤكد الصليلي أن شيئًا لم يستجد على الساحة السياسية لتعود فتتأمل خيرًا من المشهد السياسي في بلادها، متوقعة في غضون أسابيع قليلة أن تعود الأزمة بين الحكومة والبرلمان إلى المربع الأول، وهو أمر يترتب عليه حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، ليس مأمولًا أن تنهي حالة الإستعصاء السياسي، التي لن تنتهي برأي الصليلي من دون حالة حوار وطني يتأسس فيها إجماع وطني على قواعد سياسية جديدة.
لكل الحكومة
وبسؤال quot;إيلافquot; لعمر الرشيدي، أستاذ العلوم السياسية والإقتصاد، عن مسار الحياة السياسية الكويتية، بعد تغيير نحو 70% من وزراء حكومة الشيخ جابر المبارك الصباح، وبالتالي سقوط موجة الإستجوابات القديمة دستوريًا، يقول: quot;لن يتغير المشهد السياسي إلا للأسوأ، كاشفًا عن توقعاته بأن رئيس الوزراء الشيخ المبارك، ووزراء الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح، ووزير التربية والتعليم الدكتور أحمد المليفي، ووزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل الدكتورة هند الصبيح، ووزير المالية أنس الصالح، ووزير الصحة نايف العبيدي سيكونون في أقرب أجل ممكن عرضة لاستجوابات مفاجئة وعشوائية، والسبب الجامع لهذه الإستجوابات سيكمن في القرارات القوية والجريئة التي سيتخذها هؤلاء الوزراء في نطاق إختصاصاتهمquot;.
يضيف: quot;في حال حصلت هذه الإستجوابات، وهذا أمر مرجح بقوة، فمن المنطقي القول إن القيادة السياسية لن تسمح باستقالة رئيس الحكومة أو جميع الوزراء، كما حدث مع الوزراء المستقيلين من الحكومة الحالية، إذ أرجح أن يبادر الأمير إلى إصدار مرسوم أميري بحل البرلمان وفقًا للمادة 107 من الدستور، التي تتيح للأمير حل البرلمان لسبب بيّن، مع إلزام دستوري بإجراء الإنتخابات خلال 60 يومًا من تاريخ قرار الحلquot;.
ويتوقع الرشيدي أن يأتي قرار الأمير بالحلّ أواخر شهر آذار (مارس) من العام الحالي، وهو أمر يفرض إنتخابات برلمانية مبكرة في أواخر شهر حزيران (يونيو)، وهو شهر قائظ الحرارة المناخية، وموسم العطلات والإجازات السنوية، علمًا أن شهر رمضان المبارك يحل في اليوم الأخير من هذا الشهر أيضا.
التعليقات