يواجه quot;الجهاديونquot; البريطانيون، الذين يقاتلون في سوريا، الاعتقال لدى عودتهم إلى بلادهم، إضافة إلى سحب الجنسية منهم، لأنهم يمثلون خطرًا أمنيًا على المملكة المتحدة.
نصر المجالي: حذر قائد كبير في الشرطة البريطانية، السبت، أن هناك quot;بواعث قلق كبيرةquot; إزاء مشاركة بريطانيين، ومنهم عدد كبير من الشبان، في القتال في سوريا، وتطرفهم على أيدي إسلاميين متشددين.
وتخشى بريطانيا من وقوع هجمات إرهابية ينفذها عائدون من الصراع الدموي الذي تشهده سوريا، وهناك المئات من البريطانيين المنخرطين في جماعات متشددة.
قال بيتر فاهي رئيس رابطة كبار ضباط الشرطة لهيئة الإذاعة البريطانية quot;بي.بي.سيquot;: إن ثمة quot;قلق حقيقي إزاء أولئك الذين قد ينضمون إلى الفكر المتطرف، والذين ربما انضموا إلى (معسكرات) لتدريب الإرهابيينquot;.
وكانت quot;إيلافquot; نشرت تقارير في الآونة الأخيرة، نقلًا عن مصادر بريطانية، تتحدث عن اعتزام السلطات تجريد المقاتلين العائدين من سوريا الجنسية البريطانية.وأدخلت تعديلات على قانون بريطاني في العام الماضي، جعلت من السهل على الحكومة مصادرة جواز سفر أي شخص تعتبر أنشطته quot;الفعلية أو المشتبه فيهاquot; تتعارض مع المصلحة العامة.
اعتقال 16
واعتقلت الشرطة البريطانية بالفعل 16 شخصًا للاشتباه في ارتكابهم جرائم إرهاب في سوريا هذا العام، بعضهم لم يتجاوز من العمر 17 عامًا، في حين اعتقلت 24 شخصًا فقط خلال عام 2013. وأضاف فاهي quot;اعتقلنا عددًا لا بأس به من الأشخاص، لأننا واضحون جدًا جدًا تجاه ما سوف يحدثquot;.
وكشف تقرير صحافي نشر في لندن، السبت، أن الشرطة والجهات المعنية بالأمن في بريطانيا تعتقد أنها تمكنت من إجهاض مؤامرة إرهابية، على الأقل، جرى التجهيز لها في سوريا، واستهدفت تنفيذ هجمات باستخدام أسلحة نارية في بريطانيا.
سحب الجنسية
وكانت معلومات قالت إن وزيرة الداخلية تيريزا ماي، سحبت الجنسية البريطانية من نحو 20 شخصًا حتى الآن هذا العام، أي أكثر من العامين ونصف العام الماضية. وأشارت التقارير إلى أن الوزيرة البريطانية جرّدت حوالى 37 بريطانيًا من حق المواطنة منذ عام 2010، وذلك بحسب بيانات جمعها مكتب الصحافة الاستقصائية.
وأوضحت التقارير أن المصادر الأمنية في حالة قلق، لأن قرب سوريا من أوروبا يجعل من السهل للمتطرفين، الذين يتخذون من سوريا مقرًا لهم، السفر من وإلى البلاد.
وطبقًا للقانون البريطاني، يحق لوزيرة الداخلية سحب الجنسية البريطانية من مزدوجي الجنسية، إذا شعرت بأن وجودهم في المملكة المتحدة لا يؤدي إلى المصلحة العامة، أو إذا تم الحصول عليها بالاحتيال.
هجمات 2005
وتفيد تقارير بأن معظم البريطانيين الذين شاركوا في هجمات في بريطانيا، ومنهم الانتحاريون الأربعة، الذين نفذوا تفجيرات لندن عام 2005، التي قتلت 52 شخصًا، إضافة إلى المتآمرين معهم، تلقوا تدريبات في معسكرات في دول، مثل أفغانستان وباكستان.
وقال متحدث باسم شرطة لندن إن معظم البريطانيين الشبان، الذين ذهبوا إلى سوريا، رجال، لكن البعض منهم سيدات. ووجّهت السلطات في الأسبوع الماضي الاتهام رسميًا إلى أول امراة بريطانية في ما يتعلق بارتكاب جرائم في سوريا. واعتقلت نوال مسعد (26 عامًا)، وهي طالبة جامعية في مطار هيثرو، واتهمت بمحاولة تهريب 20 ألف يورو لمقاتلين في سوريا.
ومثلت مسعد أمام المحكمة، لكنها لم ترد على هذه الاتهامات، فأبقت عليها الشرطة رهن الاحتجاز حتى 31 يناير/ كانون الثاني.
اعتقال فتيات
واعتقلت الشرطة في لندن وويست يوركشاير في شمال انكلترا في وقت سابق هذا الشهر فتاتين تبلغان من العمر 17 عامًا أثناء محاولتهما الخروج من بريطانيا. وجرى استجوابهما لأيام عدة، قبل الإفراج عنهما من دون توجيه أي اتهام.
وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة البريطانية quot;الأشخاص الذين يتدربون في معسكرات تدريب الإرهابيين أو يقاتلون في مناطق الحرب يشكلون أكبر بواعث قلقنا عندما يعودون إلى المملكة المتحدة كإرهابيين. هم يمثلون تهديدًا محتملًا للمصالح البريطانية في الخارج والداخلquot;.
وتشير التقديرات الأمنية إلى أن ما يصل إلى 500 بريطاني موجودون في سوريا أو كانوا هناك وعادوا. ويشمل هذا العدد أولئك الذين يشاركون في جهود الإغاثة أو الجهود الإنسانية.
التعليقات