تنصل وفد النظام السوري إلى مونترو من التقيد بمقررات جنيف-1، فتعثر جنيف-2، ما عطل إيصال الاغاثة إلى حمص، والإفراج عن المعتقلين، ناهيك عن مسألة الفترة الانتقالية في سوريا.


بيروت: أكدت مصادر وفد الائتلاف السوري المعارض إلى جنيف-2 أن جيش النظام لم يسمح بمرور المواد الغذائية بعد إلى حمص، بالرغم من الضغوط الكبيرة التي تمارسها جهات دولية، على رأسها الولايات المتحدة وروسيا، على النظام ليفتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة.

فقد دان روبرت فورد، السفير الأميركي في دمشق، عرقلة نظام الأسد إيصال المواد الغذائية إلى حمص، وقال إن هذا يدخل في خانة جرائم الحرب. وأضاف فورد: quot;هناك تنسيق مع روسيا والأمم المتحدة لإدخال هذه المساعدات في أقرب وقت ممكن، وفق اتفاق يضم بين بنوده إطلاق سراح المعتقلينquot;.

وأعلنت الأمم المتحدة استعدادها لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على 2500 شخص محاصر في حمص، كما أعلن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن القافلة جاهزة ومازالت تنتظر الدخول، quot;وهي لم تحصل بعد على تصريح الدخول، لكننا لم نفقد الأمل في صدورهquot;.

يريد ضمانات

اتهمت الخارجية الفرنسية النظام السوري بتجويع سكان حمص، التي تحاصرها قواته، منددة بما سمّته quot;مناورات دمشق التسويفيةquot; في جنيف-2. وقال رومان نادال، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن فرنسا ترغب في وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان هذه المدينة التي تعاني منذ أشهر من حصار الجيش السوري، والتي يواجه سكان بعض أحيائها عملية تجويع فعلية من قبل النظام.

لكن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، قال إن حصار حمص مفروض على من سمّاهم بالإرهابيين، مؤكدًا أن المهم ألا يصل الغذاء إلى هؤلاء المحاصرين في حمص. قال: quot;ما زلنا ننتظر ضمانات لعدم وصول القوافل إلى المجموعات المسلحة داخل المدينة، بل نريدها أن تذهب إلى النساء والأطفالquot;.

في ضوء ذلك، دخلت جهود توصيل إمدادات الغذاء والدواء إلى حمص مرحلة الاختبار الجدي، لأنها إن حصلت تكون ترجمة تنفيذية لأول قرارات متخذة في جنيف-2.

إدانة

من جانب آخر، أقر الإبراهيمي بصعوبة المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف-2، لكنه أكد أن الوفدين باقيان في مونترو بالرغم من الصعوبات. وقال أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي: quot;هذه مفاوضات صعبة، لم تكن سهلة اليوم، ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية، ولن تكون سهلة في الأيام المقبلةquot;.

واعترف بأن وفد المعارضة قدم أمس تصورًا لكيفية تطبيق بيان جنيف-1، quot;لكن الحكومة السورية لم تقدم تصورها بعدquot;.

وكان وفد النظام السوري طالب خلال جلسة أمس بإدانة قرار أميركي صدر أخيرًا بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، quot;لأنه استفزازي وقد يقوض الجهود المبذولة في مؤتمر جنيف-2quot;، على حد قوله. وكانت تقارير تحدثت عن قرار سري أميركي بتمويل عمليات تسليم أسلحة إلى كتائب سورية معتدلة تقاتل ضد النظام.