حادثة دنشواى وقعت فى 13 يونيو عام 1906 وفيها تهجم الفلاحين على الضباط الأنجليز بعد ان قتل الأنجليز امرآة بطريق الخطا واصابوا آخرين توهموا انهم يهاجمونهم. مات ضابط انجليزى من شدة الحر بعد ركوضه مسافة 8 كم هربا من الأهالى.
بإيعاز من اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى لمصر وقتها قضت المحكمة المصرية برآسة بطرس غالى واحمد فتحى زغلول باشا وعضوية 3 قضاة إنجليز بأعدام 4 فلاحين لأنهم تهجموا على الضباط الأنجليز. سمحت انجلترا للزعيم المصرى مصطفى كامل بالخطابة ضد اللورد كرومر وفضح ما تم فى محاكمات دنشواى الغير عادلة. اقالت الحكومة البريطانية اللورد كرومر عام 1907 بناء على ما اثاره مصطفى كامل فى الرأى العام الإنجليزى ضده. أيضا اغتيل بطرس غالى بعد أن اصبح رئيسا للوزراء بعدها، وخاصم سعد زغلول اخيه بسبب ترأسه لهذه المحكمة.
حدثت واقعة الكشح يوم 2 و 3 يناير عام 2000 اى بعد حوالى قرن من واقعة دنشواى. ولقد بدأ عنف البوليس ضد أقباط الكشح قبلها بعدة سنوات بسبب مقتل اثنين من الاقباط ومحاولة الأمن ارغام بعض الأقباط للأعتراف بالقتل لكى لا توجد شبهة احتقان طائفى، وتخللها إنشاء اكشاك تجارية غير قانونية لمسلمين امام مداخل المتاجر للمسيحيين مما ادى لبعض الأشتباكات بين الأثنين. وعندما تظلمت القيادات الكنسية لمباحث أمن الدولة من القبض والتعذيب للأقباط بدون سبب والأرهاب البوليسى لكل اقباط الكشح توعد اللواء خليل مخلوف مدير أمن سوهاج وقتها القيادات الكنسية وقال لهم عبارته الشهيرة quot;لسة الكشح ما شفتش حاجةquot; وبذل الأنبا ويصا كل جهده لوقف سحل اقباط الكشح، وادانت بعض منظمات حقوق الأنسان المصرية ممارسات البوليس المصرى الارهابية ضد اقباط الكشح. ثم توالت الأحداث بعدها من تحريض إمام الجامع للمصلين ضد الأقباط وبثهم اكاذيب بأن الأقباط يسممون مياه شرب المسلمين وقيام مشاجرة بسيطة بين سيدة مسلمة وتاجر مسيحى، فقام الغوغائيون على المسيحيين بالقتل والتخريب على مدى يومين كاملين. وظلت قوات الأمن فى مكانها الذى يبعد 500 متر عن القرية حتى انتهى هؤلاء من قتل 22 ونهب البيوت والمتاجر المسيحية خلال يومين كاملين. أصر قداسة البابا شنودة على الصلاة على شهداء الكشح فى الكنيسة بالرغم من محاولات الأمن عدم الصلاة عليهم، كملت المؤامرة بعد ان اسفرت أحكام القضاء النهائية ببرآة المتهمين من جرآئم القتل والتجمهر.
وبينما نجد الحكومة البريطانية ايام الأحتلال الأنجليزى لمصر تسمح لمصطفى كامل بالخطابة فى لندن ضد احداث دنشواى فى اوائل القرن العشرين وتعزل اللورد كرومر بسبب هذا، نجد القيادات العليا بمصر فى اوائل القرن الواحد والعشرين ترقى الضباط الذين تآمروا على اقباط الكشح بل وتجرم كل من يحاول المضى فى طريق مقاضاة مجرمى الكشح. أو المطالبة بتعويض لهم. نطلب من كل الحكومات الغربية إدراج مذبحة الكشح فى الجرائم ضد الأنسانية، وتقيد اسماء المجرمين الذين شاركوا فيها سواء من رجال البوليس اوالقيادات المحلية اوالمركزية.
تهانينا لشهداء الكشح بأكليل الشهادة وانتقالهم للفردوس، وتعازينا لأهلهم فى الذكرى العاشرة لأستشهادهم.
التعليقات