أنا ممن يؤمن أن إسرائيل استدرجت حماس لتستريح منها، و قد اتبعت في ذلك نهج انجلترا مع الجيش الجمهوري حين أغرته بالعمل السياسي وترك العمل السري، هل نسمع الآن عن شئ اسمه الجيش الجمهوري؟!!


كانت عمليات الأخوة في حماس أيام المرحوم الشيخ الشهيد أحمد ياسين عمليات نوعية، شهيد واحد مقابل مئات الإسرائيليين و تحت أسوأ الظروف كان العقاب الإسرائيلي لا يتجاوز هدم منزل الشهيد،( لاحظ منزل واحد)، و بالتالي كان من السهل تعويض الخسائر المادية. لكن بعد لعبة السياسة و ترك حماس العمل السرى و ظهورها على السطح بالعمل السياسي يستطيع المتابع بعقله ملاحظة الفرق في عدد العمليات إضافة للخسائر الجماعية التي يتكبدها شعب بأكمله، فعملية واحدة الآن يٌقتل فيها إسرائيلي..تٌهدم بسببه مدن فلسطينية على رؤوس سكانها ويتم التضييق عليهم.


حماس الأمس اتفق عليها الجميع، سواء على مستوى الداخل الفلسطيني متمثلاً في الشعب والفصائل، أو على المستوى العربي و الإسلامي متمثلاً في الشعوب و الحكومات.
حماس اليوم اختلف حولها الجميع سواء داخلياً أو خارجياً.


كان قادة حماس الأمس يخططون لأنفسهم فكانت خططهم تراعي ظروف الزمان والمكان والإمكانات، كانت خططهم تُدبر في ليل وتُنفذ في سرٍ بعيداً عن أضواء الإعلام وبهرجته، فكانت خططهم ناجحة وضرباتهم قاصمة و خسائرهم قليلة و كانوا بعد كل عملية مصدر فخر و سعادة لهذه الأمة.

قادة حماس اليوم سلموا أنفسهم لغيرهم يتحكم فيهم و يخطط لهم ويدرب كوادرهم، فخرجت الخطط لتتواءم ومصالح من خطط وأهداف من درب.. لا مراعاة فيها لأي ظرف لأن الهدف مكاسب إعلامية و المنهج ألاعيب سياسية، فكانت الخسائر فادحة والمكاسب لا تٌذكر على أرض الواقع، و أصبحت حماس جزء من مؤامرة إقليمية ستحرقها قبل أن تحرق غيرها.

باختصار شديد حماس الأمس.. حماس الجهاد والاستشهاد البعيدة عن السلطة وألاعيبها...البعيدة عن إيران و ذيولها..القريبة من مصر والعرب وباقي الفصائل أفضل مليون مرة من حماس اليوم..حماس المهاترات والألاعيب السياسية.