لا أستطيع أن أخفي ولو حاولت أن فكرة البرنامج * برنامج قسمة ونصيب * قد شدتني منذ الاعلان عنه أي قبل البدء بعرضه ولعل هذا ما دفعني لمتابعته منذ حلقاته الاّول.
حيث تقوم فكرة البرنامج على تجميع * شباب وصبايا * من أعمار متباعدة حد الاختلاف وثقافات متباينة حد التناقض وخلفيات مجهولة حد الإبهام ثم مساعدتهم على تكوين قصة حب أو تصنع حالة حب لإكمال سيناريو الزواج الموعود في نهاية البرنامج ولست أدري هل قصص الحب التي شاهدناها في هذا البرنامج هل هي سيناريو مكتوب أم تلاعب بالقلوب.
أجدني مضطرا لأكتب عن هذا البرنامج أو عن بعض ما جاء فيه وأين أخطأ و أين أصاب وهذا كله من وجهة نظري فقط فمن تقبلها مني فله الشكر كله ومن أزعجته كلماتي فليعذرني.
أتمنى أن أكون مخطئا حين أقول أن التناقض صارخ وواضح وجلي بين مشرقنا العربي و مغربنا *العربي * أيضا ومن الصعب أن تتكلل علاقات الحب بين المشرق والمغرب بالنجاح المستمر إلا نادرا.
حيث أن العلاقات تبنى على تناقضٍ تام واختلاف ثقافةٍ وعدم إلمام و إنها وإن قامت فأحسبها لن تدوم إلا حيناً من الدهر.
هذا من حيث الفكرة أما من حيث الأداء فاسمحوا لي أن أكتب بعضا ًمن ملاحظاتي عن المشاركين في البرنامج وعن لجنة التحكيم وعن مقدمة البرنامج وذلك تباعاً.
المشاركون:
معظمهم عاطل عن العمل ويفتقدون لمقومات ومتطلبات الزواج والحياة الزوجية التي أضحت ضرورية في أيامنا القاسية - من مسكن وتأمين مستلزمات الحياة اليومية الضرورية في حدها الأدنى على أحسن تقدير-
فليس الهدف أن نجمعهم ونزوجهم ثم نتركهم للحياة القاسية بل كان الأجدى والأحرى أن تتوافر في المشاركين متطلبات الحياة الزوجية في حدها الأدنى لأن الزواج ليس غاية في حد ذاته ولكنه خطوة أولى على طريق وعرة طويلة.
ثم إن معظم المشتركات كبيرات في السن وفاتهن قطار الزواج أو كاد باستثناء واحدة من المشتركات حيث كانت الأصغر على الإطلاق ولكنها كانت الأوقح دون منازع
كان يتوجب على القائمين على هذا البرنامج أن يشغلوا المشتركين بتعليمهم شيئا يعود عليهم بالنفع في حياتهم وطريقة كسبٍ حلال تعينهم على النائبات من الأيام والحالكات من الليالي بدلاً من إضاعة الوقت في القيل والقال والغيبة والنميمة والقُبل والأحضان.
لجنة التحكيم:
هي سيدة كبيرة ورجل وسيم مساير وإعلامية محترمة نجحت في تسويق نفسها عبر هذا البرنامج.
فالسيدة الكبيرة بينهم غارقة في لبنانيتها ونسيت أنها تقدم برنامجا عربيا وليس لبنانيا ًفكما انتقدت الخلاف اللبناني اللبناني كان لزاما ًعليها أن تنتقد الخلاف التونسي التونسي والخلاف السوري السوري.
أما السيد الذي كان دبلوماسيا ً * زيادة حبتين * حياديا ً أكثر من المفروض مجاملا ً أزيد من المستحب وقد كان عليه أن يعطي المشاركين من خبرته في الحياة لا أن يجامل كلَّ غادٍ ورائح.
أما الإعلامية الموجودة في لجنة التحكيم فقد كانت بلا منازع سيدة ًوقور لا تهدأ ولا تفور تنصح بقلب صادق وتنتقد بهدف الفائدة تتدخل حيث يجب فتقول الحقيقة ولو كانت مرة، إنها صادقة مع نفسها ومع المشاهدين.
أما عن مقدمة البرنامج فهي غارقة في الأنا حيث سوقت لنفسها أكثر مما سوقت للبرنامج محاولة جذب الأنظار إليها تارة تصريحا و أخرى تلميحا
لست أنسى الزوج الثنائي المرح الذي أضاف على البرنامج ضحكة حلوة بأسلوب جميل منمق مدروس ولو أنه لم يخرج عن السيناريو المكتوب أيضا الا نادراً
المسابقات ليست حيادية ً وكذلك الهدايا وهذا يؤثر على مصداقية البرنامج ناهيك عن قصص حب ٍ يبدو أنها طبخت على عجل لتقدم ساخنة لجمهور جائع لقصص الحب العربية بعدما تاه في سنوات الضياع التركية.
قصص الحب التي نراها سواء منها التي طبخت على عجل أو التي نضجت على مهل هل هي سيناريو مكتوب أم تحايل بأسلوب أم هي * قسمة ونصيب *
مع الحب للجميع والاعتذار من الكل.
التعليقات